الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العابدين

العابدين
العابدين




«جامع العابدين» بقرطاج يعد رمزا معماريا فى العهد الجديد الذى أراد له الرئيس زين العابدين بن على أن يكون عهد الالتحام بيْن الدّين والدولة، وتكريس القيم الزكية التى يحضّ عليها الإسلام الحنيف، ورعاية شعائره وشئونه والقائمين عليها.
ويضاف هذا المعلم المتميّز إلى المنجزات والمكاسب الحضارية الرّائدة المتكاملة التى تشهدها بلادنا منذ فجر السابع من نوفمبر .وقد أقيم على ربوة جميلة من ربى قرطاج التى مضى على تأسيسها أكثر من ثمانية وعشرين قرنا، ولم تشهد، منذ الفتح الإسلامي، بناء مسجد جامع يكون فى مستوى تاريخها، وصيتها العالمي.
وتتجاوز مساحة هذه الربوة ثلاثين ألف متر مربّـع.
وقد أذن الرئيس زين العابدين بن على بأن يكون «جامع العابدين» رمزا شاهدا على طرافة المعمار العربى الإسلامى بتونس، وعلى أصالته المتميّزة التى تجلّيها كلّ مكوّنات المعلم المتكوّن من بيت للصلاة تقدّر مساحته بـ: 1200 م2 ومن صحن مربـّع الشكل يمسح 1500م2 وفضاءات مختلفة الوظائف تتجاوز مساحتها 3000 م2 مع مستودع للسيارات.
ويتميّز هذا المعلم الشامخ الرّائع الذى جاء دلالة بليغة على حسن الجمع بين الأصالة والإبداع بطابعه الأنيق فى النقش والزخرفة، وبجمال الأعمدة، والأقواس، والأبواب.
كما يتميّز بشكل القبتين المغلّفتين بحجر «الكذّال» وبهندسة الصّومعة المربّعة التى تجسّد روح الوفاء للتقاليد المالكية فى إقامة بيوت الله، والتى يبلغ ارتفاعها 55 م.
ولقد كانت الخبرات التونسية هى المعتمدة وحدها فى مختلف مراحل إنجاز هذا المعلم التى استغرقت ثلاث سنوات، إذ أعطى سيادة الرئيس زين العابدين بن على إشارة الانطـلاق فى تشييده يوم 16 نوفمبر 2000، وأشرف على موكب فتحه للمصلّين ليلة 17 رمضان 1424 هـ الموافق للحادى عشر من نوفمبر 2003.
وقد صلّى سيادته وحرمه السيدة الفاضلة ليلى بن على فى هذا الموكب الدينى البهيج ركعتين تحيّة للمسجد، ثم أدّيا وسائر الحاضرين صلاة العصر.
وتحرص وزارة الشّئون الدينية على اتخاذ كلّ ما يلزم من الإجراءات التنظيمية لضمان حسن سير النشاط الدينى فى هذا الجامع الذى غدا، منذ موكب فتحه، وجهة المصلّين والزّائرين الذين يجدون فيه مـناخ الخُشوع والسّكينة الرّوحية، ويدعون لمؤسّسه وراعيـه سيـادة الرئيس زين العابدين بن علي، حامى حمى الوطن والدّين بالمزيد من التوفيق والتسديد والتمكين.