الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

30 يونيو.. ذكرى إنقاذ وطن واستعادة هوية

30 يونيو.. ذكرى إنقاذ وطن واستعادة هوية
30 يونيو.. ذكرى إنقاذ وطن واستعادة هوية




كتب:  أيمن عبدالمجيد


فلما جن على مصر الليلُ، رأى شعبها الأبى قمر الثورة بازغًا، يضئ الطريق إلى غد أفضل، مستقبل أرحب، أدرك أن الخلاص فى إسقاط حكم المرشد، فلم يكن تنظيم الإخوان سوى ذراع خبيثة لمخطط دولى يستهدف الوطن العربى وفى القلب منه مصر.
لاحظ الشعب المصرى ظلام فكر الإخوان الذى خيم على البلاد فى أشهر قليلة اعتلت فيها الجماعة السلطة، فقرر أن ينتفض ثائرًا، لتصحيح مسار ثورة 25 يناير بثورة 30 يونيو، ليعود الوطن،  تستعيد مصر هويتها الوسطية ومبادئها الوطنية، حيث الدين لله والوطن للجميع، يحكمها دستور يضمن تحقيق العدالة والمساواة.
أربع سنوات انقضت وسط تحديات جمة، كان فيها الشعب المصرى البطل، فهو من خرج كالطوفان للشوارع بأعداد قاربت الثلاثين مليونًا فى 30 يونيو 2013، هاتفًا «يسقط يسقط حكم المرشد»، وهو الذى واجه الإرهاب وتحمل الثمن عن طيب خاطر من أجل رفعة الوطن.
الشعب هو البطل، فهو من مول من قوته مشروع قناة السويس الجديدة، وهو من تحدى الإرهاب مؤكدًا مع ارتقاء كل شهيد من أبنائه أبطال الجيش والشرطة، أن المصرى ليس أمامه إلا النصر على الإرهاب أو الشهادة، كانت الضمائر اليقظة تردد دائمًا: «شدى حيلك يا بلد لو راح منك شهيد ألف غيره بيتولد».
الشعب هو البطل، فقد تحمل تبعات وآلام الجراحات الاقتصادية العاجلة، تقبل بوعى وطنى ضرورات التحرير الجزئى لأسعار المحروقات، تحمل تبعات تحرير سعر الدولار، تحمل  الآثار السلبية لمخططات خنق مصر اقتصاديًا، تلك المخططات التى تقف خلفها دول معادية، بدأت باستهداف قطاع السياحة عقب الاستهداف الإرهابى للطائرة الروسية، وما تبعها من حملة ممنهجة بحظر سفر السياح لمصر.
أدرك الشعب المصرى العظيم ابعاد المؤامرات التى تحاك للوطن، نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال 1095 يومًا حكمًا فعليًا أن يستنفر فى الشعب جينات المقاومة، أيقظ قدرات التحدى وكانت كلمة السر فى المعركة المصيرية هى «ايقاظ الوعى».
فبدون قيادة حكيمة لديها القدرة على ايقاظ الوعى العام، لم يكن بالإمكان استنهاض الهمم، وبدون شعب يحمل جينات المقاومة الوطنية لم يكن بالإمكان عبور التحدى، قالها الرئيس موجزة: «سنتحدى التحدى»، قالها مختصرة: «قولوا للناس الحكاية».
راهن الرئيس على وعى الشعب المصرى وثقته فى قيادته، واتخذ قرار تحرير سعر الصرف، وأجريت جراحة اقتصادية جديدة بالأمس بتحرير جزئى لسعر المحروقات، يقابله محاولات حثيثة من الدولة لتقليل آلام الجراحة الاقتصادية عن الطبقات الفقيرة عبر زيادة فى العلاوات والمعاشات وبرامج كرامة وتكافل، بهدف أن يذهب الدعم فى شكل نقدي، وهى خطوات تتطلب إجراءات اضافية.
ليس من المنطقى أن يحصل مالك السيارة الجيب، وساكن شاليهات الساحل الشمالى وفيللات الرحاب والتجمع على كهرباء ووقود سيارة بذات الأسعار التى يحصل بها سائق التاكسى والميكروباص وساكنو المناطق الشعبية على احتياجاتهم من موارد الطاقة.
ليس لأن هذا ثرى والآخر فقير، ولكن لأن الثرى أكثر استفادة من البنية الأساسية للدولة، فعلى الطرق تسير سياراته وتُنقل منتجات مصانعه، وفى منتجعه يستمتع بخدمات أكبر، استهلكت بنيتها الاساسية أنفاق أكبر من الدولة، وهنا من المهم تحويل الدعم من عينى إلى نقدي، ليصل لمستحقيه، ويتقلص معه عجز الموازنة بما سينعكس ايجابًا على الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن البسيط فى مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والقضاء على العشوائيات، وانجاز مشروعات اسكان للشباب واستصلاح الأراضى والاستزراع السمكي.
بعد أربع سنوات وبرغم الآلام التى خلفتها التحديات، تحققت انجازات، ومعدلات التحسن فى الصعود بما يؤكد أن قادم الأيام أفضل، فعلى مستوى السياسة الخارجية، استعادة مصر مكانتها، وانتزعت اعتراف العالم بثورتها، ورسخت لسياسية المصلحة الوطنية والانفتاح على الجميع، وفرضت رؤيتها بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب، التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بالقمة العربية الاسلامية الأمريكية، وهى الكلمة التى ضمتها الأمم المتحدة إلى وثائقها، وبدأت الدول العربية تنفيذها بدعم دولى بمواجهة الدول الداعمة والحاضنة والممولة للإرهاب وفى مقدمتها قطر حيث قرار المقاطعة.
وفى الداخل تم إقرار الدستور الذى نص على قوانين مكملة، منها ما يتعلق بمنظومة الصحة والعدالة الاجتماعية وتنظيم الإعلام وفى القلب منها انشاء الهيئات الإعلامية، إلى جانب مشروعات التنمية الاقتصادية التى خلقت فرص سكن للشباب وتحديث شبكة الطرق والاستراع السمكى والاستصلاح الزراعى.
وفى مجال الأمن تحقق نجاحات كبيرة  فى مكافحة الإرهاب فى سيناء واستعادة الأمن للشارع المصرى.. وفى مجال الصحة كان القضاء على فيرس سى الذى نهش لسنوات أكباد المصريين أهم الإنجازات.