الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر قوة هجومية فوق وتحت سطح البحر

مصر قوة هجومية فوق وتحت سطح البحر
مصر قوة هجومية فوق وتحت سطح البحر




كتب - عمرعلم الدين

فى إطار سعى القوات المسلحة بخطى متسارعة لإعادة بناء وتنظيم منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية على كافة المحاور الاستراتيجية بما يتسق مع التطور التكنولوجى للقرن الواحد والعشرين ومواجهة التهديدات المحيطة تسلمت مصر الثلاثاء الغواصة المصرية الثانية،إس 42 طراز 209، الألمانية الصنع وتم رفع العلم المصرى عليها وذلك فى احتفالية كبرى أقيمت بميناء كيل بألمانيا، فى حضور قائد القوات البحرية، الفريق أحمد خالد، ووفد من قادة القوات المسلحة.

وتأتى الغواصة الجديدة ضمن عدة غواصات ستنضم للخدمة بالقوات البحرية تباعا، ويقود الغواصة الألمانية عدد من ضباط القوات البحرية، ممن تم تدريبهم مع الجانب الألمانى.
وتعد الغواصة الجديدة إضافة قوية إلى الأسطول البحرى المصرى فهى تستطيع إحداث عملية التوازن فى الأعماق مع الدول الأخرى فى المنطقة التى تمتلك غواصات حديثة مثل تركيا التى تمتلك 10 غواصات وإسرائيل التى تمتلك 8 غواصات وتمتلك مصر 10 غواصات تقريبا ويأتى ذلك بعد التوازن فوق سطح الماء بامتلاك الفريم والميسترال وتستطيع الغواصة الجديدة الإبحار، لمسافة 11 ألف ميل بحرى، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة، ويتراوح طولها من 73:60 مترا، وبإزاحة تصل إلى 1400 طن، ولها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، بما يمكنها من حماية أمن وسلامة السواحل والمياه الإقليمية والاقتصادية والأمن القومى المصرى، وقادرة على العمل خلف خطوط العدو.
ويأتى السعى لاقتناء أحدث الأسلحة فى العالم فى إطار حرص القيادتين السياسية والعسكرية على دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة تبلغ أكثر من ألفى كيلومتر على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر.
وحرصت على تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة فى جيوش الدول المتقدمة، حيث زودت بفرقاطة فرنسية من طراز(FREMM تحيا مصر ) لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر.. وتوج تسليح البحرية المصرية مؤخراً بالحصول على حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال.. والتى ستمثل قوة هائلة متعددة القدرات ومتنوعة المهام فى المنظومة القتالية للبحرية المصرية.. وبالغواصات الألمانية الأولى طراز 209/1400.. وهى تعد الأحدث والأكثر تطوراً فى عالم الغواصات.
هذا بالإضافة لتدبير عدد من لنشات الصواريخ المتطورة واللنشات السريعة والقوارب الزودياك الخاصة بنقل الضفادع البشرية، وكثير من الاحتياجات الفنية والإدارية والتكنولوجية الحديثة والمتطورة، وهو الأمر الذى أتاح تشكيل أسطولين بحريين قويين فى كل من البحرين الأبيض والأحمر ولخدمة تمركزات وإدارة عمل الأسطولين تم تطوير عدد من القواعد والموانئ البحرية وتزويدها بكافة الاحتياجات الإدارية والفنية وأنظمة القيادة والسيطرة ومنظومات التعاون مع مختلف القوات العسكرية والأجهزة المدنية فى نطاقات العمل بالبحرين الأبيض والأحمر.
ونتيجة لهذا التطوير صنفت الجهات المتخصصة البحرية المصرية فى مراتب متقدمة حيث أعلنت مؤسسة «جلوبال فايرباور» الأمريكية المتخصصة فى الشئون العسكرية أن القوات البحرية المصرية تحتل المرتبة السادسة على مستوى القوات البحرية فى العالم، والأولى عربيا.
وذكرت المؤسسة عبر موقعها الرسمى إن وصول القوات البحرية المصرية لهذه الدرجة المتقدمة عربيا وعالميا يأتى نظرا لقدراتها، وعدد القطع التى تمتلكها، حيث تمتلك نحو ٣٢٠ قطعة بحرية مختلفة، منها ١١ فرقاطة، و٩ غواصات و١٧٤ لنش مرور ساحلي، بالإضافة إلى عدد كبير من لنشات الصواريخ، وزوارق بحرية من طراز جويند ومن المتوقع أن تتقدم مصر خلال التصنيف القادم.
ومن جانبه أشاد الفريق أحمد خالد خلال الاحتفالية بالتعاون المصرى الألمانى وقال إن لدينا من الكوادر من هم قادرون على استيعاب التكنولوجيا الحديثة فى تشغيلها وصيانتها والعمل بكفاءة تامة على أنظمتها فمصر كان لها السبق فى دخول سلاح الغواصات كأول دولة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وعلى مدار تاريخ هذا السلاح نجد رجالاً سطروا بأحرف من نور بطولات عدة خلال حروبه المتعاقبة.
وتابع قائد البحرية المصرية: إنه فى ظل جيوش تنهار بمنطقتنا، ودول تدمر من حولنا، كانت ومازالت مصر قادرة أن تحافظ على وحدتها وتماسكها بل وتبنى وتحدث من جيشها وهو ما ليس بغريب على دولة كمصر عانت على مدار تاريخها العريق الممتد لآلاف السنين من ويلات الحروب ومحاولات الاستعمار التى باءت جميعها بالفشل بفضل حروب عديدة خاضها الجيش المصرى على طول تاريخه الممتد حفاظاً على أرضه وشعبه وهويته.
واستطرد الفريق خالد إنه فى ظل قيادة مخلصة لله والوطن ولشعبنا الأبى الكريم قامت القوات البحرية بجهد مضنى خلال السنوات الماضية لإعادة تطوير وتأسيس أسطولنا البحرى وبنيته التحتية التى تليق به من أرصفة وقواعد ومنشآت وخدمات متنوعة ضمت واحداً من أكبر أرصفة استقبال الغواصات المغطاة بالإضافة لأحدث أنظمة التدريب والمحاكاة لتدريب أجيالا من الأطقم العاملة مستقبلاً.
ونحتفل اليوم بخطوتنا الثانية فى المشروع برفع العلم المصرى الشريف على الغواصة الثانية S42 إيذاناً بانضمامها إلى أسطولنا البحرى إضافة لقدراتنا وقوة لأمتنا.
ووجه الفريق خالد الشكر لشركة TKMS بإداراتها ومهندسيها وعامليها على ما قدموه لنا من دعم بالغ بروح يملؤها الانضباط والالتزام والإخاء والتعاون.
وقال لطاقم الغواصة (42s) أطالبكم باستمرار بذل أقصى ما تتحملون من أجل الحفاظ على غواصتكم الثمينة وتطوير أنفسكم علمياً وعملياً من أجل تحقيق أقصى استفادة منها لتنفيذ المهام التى تكلف بها.
وقال اللواء محفوظ طه مدير الكلية البحرية الأسبق: إن الغواصة الجديدة تعد سلاح فائق التقدم وانضمامه إلى القوات المسلحة إضافة كبيرة للبحرية المصرية خاصة أنها الآن تنفذ مهام كبرى منها تأمين النطاق التعبوى للقوات البحرية فى البحرين المتوسط والأحمر إلا أن وجود هذه الغواصة يعنى إضافة للقوات البحرية وهذا رد على ارتفاع مستوى المهام والسعى للحصول على التسليح الحديث لارتفاع مستوى العدائيات والتهديدات وشمولها واتساعها بطول البحر المتوسط والأحمر.
وأشار مدير الكلية البحرية الأسبق أننا أول دولة فى الشرق الأوسط وافريقية تمتلك الغواصات عام 1956 وكان لها دور كبير.
 ويأتى التطوير فى امتلاك الغواصات ردا على التهديدات وأيضا لتحقيق التوازن فى المنطقة فنحن لا نقاتل الإرهاب فقط بل أيضا ننظر إلى التوازن الاستراتيجى فاسرائيل تمتلك 8 غواصات حديثه وتركيا تمتلك 10 غواصات واليونان تمتلك 8 غواصات ولذا لزم تحقيق التوازن وأيضا انتقال مركز ثقل لحقول البترول والغاز فى مصر من البحر الأحمر البحر المتوسط كحقل ظهر وغيره من خليج السويس الضيق إلى البحر المتوسط، وذلك له أبعاد جديدة تحتاج قوة بحرية مؤهلة لتأمين اقتصاد مصر.
وأكد اللواء محمد يوسف، رئيس الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى على اضطرار مصر لتطوير قدراتها العسكرية نتيجة تنامى قدرات مصر الاقتصادية وخاصة فى البحر المتوسط خلال حقول الغاز وتأمين قناة السويس والمشروعات التنموية الجديدة بقناة السويس وأيضا تأمين البحر الأحمر كاتجاه استراتيجى.