الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كلُ يبكى على ليلاه

كلُ يبكى على ليلاه
كلُ يبكى على ليلاه




رسالة إلى المواطنين
 د. إيمان بيبرس

«كلٌ يبكى على ليلاه».. هذه المقولة من الممكن أن تنطبق على ما يحدث حاليًا من «بعض» فئات المجتمع من نقم ورفض لبعض التطورات الأخيرة، وهى التطورات التى نجمت بطبيعة الحال من الظروف التى تمر بها البلاد منذ عدة سنوات من فساد وتآكل فى هيكلة مؤسسات الدولة، فضلًا عما واجهناه من صعوبات خلال فترة جماعة الإخوان الإرهابية، والآن بينما يقوم رئيسنا عبد الفتاح السيسى بحل كل هذه المشكلات ويخطط وينفذ مجموعة من المشروعات الكبرى التى سوف تؤتى ثمارها علينا جميعًا، نجد مجموعة من فئات الشعب لا تصبر وتسأم من ارتفاع الأسعار وما إلى ذلك من شعارات مفتعلة لا تمت للواقع بصلة.
وحقيقة الأمر يا عزيزى القارئ، لا أحد يبالى بالظروف التى يعمل بها الرئيس ولا كيف أنه استلم قيادة دولتنا فى أوقات عصيبة جدًا، وكيف الحال التى استلمها بها من تراخ وفساد منتشر كالسرطان فى كل ركن من أركان مختلف المؤسسات والهيئات، وها هو الآن يعمل على حل كل ذلك بمفرده، فلا أحد يساعد السيسى فى رحلته نحو التنمية والتقدم والرخاء لدولتنا، رغم أننا سبق وأن قلنا «إحنا وراك يا ريس»!
ففى خطابات رئيسنا السيسى أثناء الترشح للرئاسة، قالها لنا صراحةً وبمنتهى الوضوح أنه سوف يرفع الدعم على العديد من السلع الاستهلاكية، وطلب منا العمل معه، وأننا من الممكن أن نأكلها بـ«دقة»، كما قال مؤخراً: «أن من يتكلم فى المحمول يدفع»، وما علينا إلا أن نصبر قليلًا حتى نجنى ثمار عملنا، ووافقنا على ذلك، ورغم ذلك لم نجد إلا الشكوى والانتقاد من كثير من فئات الشعب والنقم وعدم تقدير عمل الرئيس الجاد، ووقفنا نتحدث عن أنفسنا فقط دون أن نعير أدنى اهتمام لدولتنا!
وكى أؤكد لك عزيزى القارئ مدى صعوبة موقف الرئيس السيسى وعمله المنفرد، دعنا نقيس الأمر على شخص يدير مكانا ما، ويدفع مرتبات جيدة للعاملين به، رغم أنه (أولًا لا يوجد كوادر كفء، ثانيًا التقاعس فى تأدية المهام من جانب العاملين، ثالثًا عدم الحرص على العمل وتطويره، ورغم هذه النقاط الثلاث، نجد أن يد صاحب العمل قد تكون مغلولة ويبقى على هؤلاء العاملين رغم عيوبهم، والحقيقة أن وجهة نظر صاحب العمل تتمثل فى أن القانون يمنعه من «رفد» العاملين غير المؤهلين، كما أن هناك جزءاً من عدم استغنائه عنهم يعود إلى نظرة المجتمع له كشخص «قاطع للأرزاق»، فضلًا عن أنك كمدير لا تضمن العامل الجديد الذى سوف تقوم بتوظيفه بديلًا عنه.
هل تمعنت عزيزى القارئ فى هذا المثال السابق؟ إذًا دعنا ننتقل إلى تطبيق هذا المثال على شىء أكبر، ولا أقصد هنا مؤسسة كبرى مثلًا، بل أقصد الدولة التى تضم فى جعباتها آلافًا مؤلفة من المؤسسات والهيئات والجهات، والحقيقة أن المثال السابق ينطبق على الدولة بحذافيره من حيث عدم وجود كوادر أو حرص على العمل، حتى إن العمل الحكومى كان يصنف منذ سنوات بأنه العمل الأسهل سواء لقلة ساعات العمل أو عدم وجود نظام إشراف ومتابعة للعاملين به، وأصبحت الناس تعتبره وسيلة لضمان وجود وظيفة دون تقديم أى عمل يذكر!
ومما سبق، هل شعرت بمدى صعوبة عمل رئيسنا عبدالفتاح السيسى؟!، هل أدركت الظروف التى تدفعه إلى اتخاذ قرارات قد تبدو صارمة فى بدايتها ولكنها سوف تجنى وتؤتى ثمارها فى الفترات القادمة؟!
واستكمالًا للمشهد الذى يواجهه رئيسنا عبد الفتاح السيسي، هناك جانب آخر يزيد من صعوبة الموقف عليه، مثل وجود بعض الأجهزة والقوى السياسية التى لا تتكاتف معه بالشكل المطلوب، فنجد العديد من رجال الأعمال الذى لا يساندون مصر بإنشاء مشاريع تساهم فى الاقتصاد المصري، ونجد العديد من الإعلاميين الذين يتغافلون عن إنجازاته ولا يلقون الضوء عليها، والحقيقة أن الرئيس السيسى قالها فى حملته الانتخابية (إذا لم يقف رجال الأعمال مع الدولة، فإن الجيش سوف يتدخل)، ونحن على ثقة بذلك فنجد أن الجيش أصبح موجودًا ويلبى احتياجات الدولة فى مختلف المجالات والصناعات، ناهيك عن مؤامرة الاستعمار وتربص الغرب للدولة ولكيانها بعد 30 يونيو 2013 وخصوصًا فى حربها على الإرهاب.
وختامًا يا أعزائى القراء، أود أن أقول لكم أننى أرى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى الرئيس السيسي، أرى أنهما يشبهان بعضهما البعض، من ناحية الوطنية والانتماء وحب الوطن والشعب والحرص على تنمية الدولة، ولكن هناك فرقا واحداً فقط بينهما، وهو أن الشعب كان يلتف حول الرئيس جمال عبد الناصر ويساندونه لتطوير البلد، أما الرئيس السيسى فرغم أن الشعب يلتف حوله، إلا أن هناك مجموعة من الفئات التى يعلو صوتها بالسلبيات الذين لا يقومون بفعل شىء سوى توجيه الانتقاد واللوم لأى قرار أو إنجاز يقوم به الرئيس لصالح مصر، لذا أتقدم باسمى كمواطنة مصرية إلى كل مواطن يحب بلده، هل ترون أنكم وقفتم بالفعل بجانب رئيسكم السيسى؟ هل صبرتم قليلًا حتى تنمو دولتنا وتزدهر؟ هل اقترحتم أى أفكار تفيد البلد؟ أم أن الكل فقط « يبكى على ليلاه».
خبيرة دولية فى قضايا التنمية الاجتماعية