الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منذر رشراش: المثقف هو الواجهة الحقيقية لوطنه

منذر رشراش: المثقف هو الواجهة الحقيقية لوطنه
منذر رشراش: المثقف هو الواجهة الحقيقية لوطنه




حوار- خالد بيومى


منذر رشراش قاص وروائى وسيناريست أردني، ينشغل فيما يكتبه بتلك المنطقة الغامضة من الروح العربية، منطقة الحلم والأسطورة. هدوءه الظاهر يخفى فورانا داخليا، تستشعره وأنت تقرأ أعماله، فهى مغلفة بالكثير من الحكمة والصبر والقدرة على ضبط النفس. لديه مجموعتان قصصيتان هما: «اختلاط الليل والنهار»، «زوربا يقتحم البحر».. وله تحت الطبع مجموعة «أحلام الفارس الطريد»، ورواية «الخروج الثاني».. كتب العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية فى الأردن ودول الخليج العربي. عن رؤيته وعوالمه التى شكلت وجدانه كان حوارنا معه  فإلى نص الحوار.
■ أنت قاص وروائى وسيناريست.. هذا التنوع ثراء لشخصية الكاتب أم نوع من التشظي؟
- هذا لا يعد تشظيًا على الإطلاق انما هو تنوّع يثرى ويفيد، وأنا أؤمن – كالبعض- أن الفن هو جامع بمعنى قد يكون الأديب روائيًا وشاعرًا وفنانًا فى نفس الوقت ومثال على ذلك صديقنا الروائى إبراهيم نصر الله الشاعر المشهور وهو أيضا فنان تشكيلى وله اهتماماته الخاصة بالفن السينمائى انما هو معروف أكثر شيء كروائى وشاعر مميّز.
■ لغة قصصك أنيقة وجذابة.. ما العوامل التى دعمت ولعك بالكتابة هل السفر أم المطالعة فى ثراء رصيدك اللغوي؟
- بالتأكيد السفر للكاتب شيء رائع ولكن هنا المطالعة هى التى ساهمت أكثر فى رصيدى اللغوى وبالذات فى مجموعتى الثانية «زوربا يقتحم البحر».
■ لماذا تأخر صدور أعمالك الروائية.. هل نعيش فى زمن الرواية؟
- روايتى الوحيدة «اليتيمة» كتبتها منذ سنين طويلة تتجاوز العشر سنوات، ولكن هو الكسل والانشغال بالتلفاز وأعمال الدراما هو ما أبعدنى كثيرًا عن هذا الميدان الرحب وأنظر حولك الآن فماذا ترى؟، صحيح فى ميدان الأدب الرواية زمننا المعاصر ولكن الرواية الدرامية أكثر انتشارًا يا عزيزي.
■ كيف تفسر الاحتفاء بالمكان فى أعمالك؟
- للمكان دوره وأهميته فى العمل الأدبى والفنى وذلك لحميمية المكان وأثره الكبير فى النفس وخصوصًا الوطن ومكان الولادة.
■ هل تعتقد أن أنصاف الكتاب هم الأجرأ على الكتابة والنشر؟
- قد يكون هذا القول صحيحًا إلى حدٍ بعيد كما نرى فى عالم اليوم ووسائل التواصل الاجتماعى وسهولة الكتابة أيضا ولكن الكاتب الجيد يفرض نفسه بأسلوبه ومضامينه حتى لو نشر كتابًا واحدًا والأمثلة عديدة فى هذا المجال.
■ فى حالة الكتابة.. هل تحاصرك المدينة بأضوائها وصخبها أم تفتح لك البادية ذراعيها وتنتشلك من رتابتها وبهرجتها؟
- الصراحة بما أننى واحد من أبناء العصر الحديث فلربما المدينة بصخبها وتنوعها وثرائها بالأحداث والاهتمامات تجذبنى أكثر، ولكن يجب أن نعلم أن مضمون العمل الأدبى والفنى هو الذى يحدد المكان والزمان أيضا.
■ كيف تتأمل الأدب الأردنى الراهن؟
- الأدب الأردنى يزدهر ويتقدّم كثيرًا هذه الأيام لا بل أن كتابنا يحققون منجزات مميزة، ويحصلون على جوائز عربية وعالمية خاصة، وينتشرون ولعل حصول الزميلة سميحة خريس مؤخرًا على جائزة «كتارا للرواية» خير دليل على ما أقول.
■ الملاحظ أنك اشتهرت ككاتب سيناريو أكثر من كونك قاصًا وروائيًا.. ماذا تقول؟
- هذا ما أشعر به وأراه فى بعض الأحيان، ولكننى أقول فى نفسى ما دمت أصل بأهدافى وما أريد فلا بأس سواء أكان منتجى سيناريو تلفزيونى أم عملًا أدبيًا، ولا تنس أن العمل التليفزيونى هذه الأيام أصبح عملًا ابداعيًا وأضيف إلى الفن الحديث والمميز بفضل أعمال أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن والدكتور وليد سيف (وهو بالأصل شاعرًا).
■ هل ترى أن القارئ العربى يبحث عن قصص تمس واقعه وتقترب من مشكلاته المجتمعية والسياسية، لذا تلاقى روايات السرد الواقعى رواجا كبيرا؟
- هذا صحيح فبمقدار ما تلامس الرواية – أو العمل الأدبى بصورة عامة – واقع القارئ وتعبر عن مشكلاته الاجتماعية والسياسية بمقدار ما يحبها ويهتم بها ويواصل اقتنائه لها.
■ ما تقديرك لموقف النقد من التجارب الإبداعية الكثيرة فى الآونة الأخيرة؟
- أرى أنه طالما العمل الأدبى – والفنى كذلك – يتقدّم وينتشر ويحقق إنجازات يشار اليها بالبنان فالنقد أيضا يتقدّم ويواكب هذا العمل بمعنى أن العلاقة باطراد مستمر كما ترى وهذا شيء – فى الحقيقة – مبهج ويسعد الأديب والفنان.
■ ما علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
- فى الحقيقة علاقتى بالكتاب الإلكترونى ليست على ما يرام فأنا من الجيل الذى يرى أن الكتاب المطبوع هو الأهم والمحبوب أكثر، ربما-مع الأيام – سنبدأ بالاعتياد على الكتاب الإلكترونى جيدًا.
■ كيف ترى علاقة المثقف بالسلطة؟
- أعتقد أن المثقف هو الواجهة الحقيقية لوطنه ويفيدها إعلاميا وفنيًا وأدبيًا أكثر من أى مواطن عادى ولهذا أرى أن تكون العلاقة بينه وبين السلطة طيبة على الدوام.