الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الهلالى» يناقش «الإسلام وإنسانية الدولة»

«الهلالى» يناقش «الإسلام وإنسانية الدولة»
«الهلالى» يناقش «الإسلام وإنسانية الدولة»




كتب - خالد بيومى


فى كتابه «الإسلام وإنسانية الدولة» الصادر عن هيئة الكتاب، يناقش الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر العلاقة بين الدين والدولة بما يرفع شبهة التعارض، ويحصن من فتنة الوقيعة بينهما، ويدعو الناس إلى كلمة سواء باعتبار الإسلام دينا إنسانياً يعتمد فى صورته الظاهرة على قرار الإنسان واختياره من بين أوجه شاملة للفكر الإنسانى استنبطها الفقهاء من دلالات النصوص الشرعية التى صيروها قبلة للعقل الإنسانى واستداروا حولها، كما يتحلق المصلون حول الكعبة المشرفة كل بحسب موقعه يرى الكعبة أو القبلة من جهته.
ولا يعنى «الهلالي» بإنسانية الإسلام كونه اختراعاً إنسانياً منقطعا عن الوحى الثابت بالنص الشرعى وإنما من وجه أن الشارع ترك للمسلمين فهم نصوصه بآلية إنسانية متعددة أثمرت عن تعدد الوجوه المحتملة فى المسألة الواحدة، ثم الإذن الشرعى فى الامتثال بكل وجه اجتهادى منها بحسب الاختيار الإنسانى، وهذا يجعل من دينهم ديناً إنسانياً من جهة الاستنباط ومن جهة مرونة التعامل مع الآخر باختيار الوجه الفقهى الذى يقربه ولا يبعده.
ومع ذلك فإن دعاة التعتيم على هذا الجانب الإنسانى يستعملون بعض القواعد الفقهية التى وضعت لمعالجة مسائل خاصة فى الترويج لتغييب العقل بجعلها شعاراً إسلامياً كلياً مثل قولهم»الإسلام دين ودولة»، «الدين منهج حياة» ، و«الإسلام هو الحل».
ويرى الهلالى أن هذا يستوجب تحقيق تلك الشعارات وتهذيبها صيانة للإسلام من الغلو الذى يعد هو أحد جناحى الخطر عليه، والجناح الآخر هو التفريط، فلو كانت هذه الشعارات حقاً فلماذا لم ترد فى كتاب الله أو فى سنة رسوله، وهل الإصرار على تلك الشعارات يعد اتهاما لكمال النصوص الشرعية فى قوله سبحانه «اليوم أكملت لكم دينكم».
ويتساءل الهلالى : لماذا لا يكون الحديث عن القرآن من القرآن، وعن السنة من السنة، إن ألفاظ البشر مهما بلغت من الفصاحة لن تعبر عن مراد الله، فمن أراد أن يعبر عن مراد الله فليلتزم بكلامه وكلام رسوله.