الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صالات المزادات تتهافت على أعمال السريالية المصرية

صالات المزادات تتهافت  على أعمال السريالية المصرية
صالات المزادات تتهافت على أعمال السريالية المصرية




يفرض الاهتمام المتزايد بالفن التشكيلى المصرى الحديث والمعاصر، خاصة حركة السريالية المصرية، علامات استفهام عديدة عن دوافعها وما سوف تجنيه الأطراف التى تؤجج هذا التهافت المحموم على عرض لوحات وتماثيل منها فى صالات المزادات العالمية، إذ عقد فى العاصمة البريطانية لندن مؤخرًا مزادان لدار «سوثبى» و«كريستى» على مدار يومين لفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة. كانت أهم معروضاتهما من إبداع فنانين مصريين عالميين مثل عبد الهادى الجزار وحامد عويس ومحمود سعيد وغيرهم.


وضم مزاد أقامته دار «سوثبى للمزادات فى العاصمة البريطانية لفنون القرن العشرين فى الشرق الأوسط مؤخرا مجموعة مهمة من إبداع كوكبة من رواد الحركة السريالية المصرية مثل رمسيس يونان وكامل التلمسانى ومايو وانجى أفلاطون وراغب عياد وحامد ندا.
حقق المزاد مبيعات بنحو 2.5 مليون جنيه استرلينى، بيعت لوحة للفنان راغب عياد بدون عنون بمبلغ 27.5 ألف جنيه استرلينى.  
ولوحة للفنان رمسيس يونان «بدون عنوان» بمبلغ 75 ألفا وهذه اللوحة سوف تكون من ضمن معروضات الكتالوج المسبب المزمع إطلاقه للفنان رمسيس يونان قريبًا.
■ طلسم ووجه أخضر وحجب «إنجى أفلاطون»
وكذلك بيعت لوحة «طلسم» للفنان حامد عبدالله «1917-1985» بـ 37.5 ألف جنيه استرلينى التى رسمها الفنان عام 1970 بألوان الأكريليك على الكنافاس.  
وللفنان حامد ندا عرضت لوحة تصور منظر فى الريف المصرى وحققت نحو 44 ألف جنيه استرلينى.
كم بيعت لوحة «وجه أخضر» للرسام السريالى فؤاد كامل بنحو 37 ألف جنيه استرلينى وللرائد كامل التلمسانى -أحد أركان جماعة الفن والحرية- عرض اسكتش باسم «حمام ديدمون»، كانت من ضمن لوحات معرض السريالية المصرية «الفن والحرية: التمزق والحرب والسريالية فى مصر 1938-1948»، وحقق مبلغًا زهيدًا تجاوز ألف جنيه استرلينى فقط.
يذكر أن معرض السريالية المصرية: الفن والحرية، انطلق فى العاصمة الفرنسية باريس فى يناير 2017 وانتقل بعد ذلك إلى متحف الملكة صوفيا للفنون فى مدريد فى الفترة من 14 فبراير إلى 28 مايو 2017، ثم إلى ألمانيا ثم متحف «تيت» بلندن فى الفترة من10 نوفمبر حتى 11 مارس 2018، بالمملكة المتحدة. كما بيعت لوحة للفنان آدم حنين بـ 3 آلاف جنيه استرلينى فقط.
وما يعكس ثراء حركة السريالية المصرية أنها احتضنت فى القرن الماضى إبداع فنانين غير مصريين خاصة فرنسيين وإيطاليين، وضم المزاد ثلاث لوحات للفنان «أنطوان مالياراكيس» المعروف بلقبه الفني «مايو» تجاوزت أرقام بيعها توقعات دار المزادات، إذ حققت لوحته «البحار» أربعة أضعاف السعر المبدئى للمزاد وهو 3 آلاف جنيه استرلينى، وقد ولد مايو  فى مدينة بورسعيد عام 1905 لأم فرنسية وأب يونانى وبعد أن أكمل تعليمه الثانوى فى الإسكندرية التحق بمدرسة الفنون الجميلة فى فرنسا حيث التقى رائد السريالية العالمية «أندريه برتون» عام 1927.
 وكذلك، تم عرض 3 اسكتشات للفنان الإيطالى المصرى «أنجلو دى ريز» هو فنان فر من إيطاليا ولجأ إلى مصر هربًا من الفاشية حينذاك، لينضم سريعًا لحركة الفن والحرية رفقة جورج حنين ورمسيس يونان.
وما يثر الدهشة أنه تم حجب عمل للفنانة الرائدة إنجى أفلاطون «1924 – 1989» باسم «المناظر الطبيعية مع الأشجار والجبال» من سلسلة السجن، وكانت معروضة بعشرين ألف جنيه استرلينى فقط.
وأيضًا رغم عرض لوحة للفنان سمير رافع بسعر متدن، إلا أنها لم تبع، وذكرت الدار أنه تم الحصول عليها من مجموعة الفنان بالقاهرة لمشتر فى باريس وعرضت للبيع فى معرض عام 2017 فى معرض بباريس للفن التجريدى والمعاصر.
■ عودة الفلاحة المصرية لمختار
ورغم أن دار «سوثبى» عرضت 65 عملًا فنيًا لرسامين مصريين ومن دول الشرق الأوسط كلهم لوحات تشكيلية ولم تضم أى تماثيل أو منحوتات، إلا أن المزاد ضم تمثالا واحدا فقط  وهو تمثال “على ضفاف النيل” للمثال الرائد محمود مختار.
وبيع تمثال محمود مختار ( 1891-1934) «على ضفاف النيل» بمبلغ 75 ألف جنيه استرينى وهو يمثل فلاحة مصرية تحمل جرة ماء، وبلغ طول التمثال 42 سم وهو مصبوب من البرونز المطلى بطبقة من النحاس المؤكسد «الجنزرة».
وذكرت دار سوثبى أنه يعتقد أنه تم صب التمثال فى وقت ما فى الفترة بين عامى 1931 و1948 أى غالبًا ليس فى حياة الفنان محمود مختار وهو نسخة من بين 23 نسخة أخرى لهذا التمثال بنفس الحجم تم صبها فى مسبك الأخوة «سوس» مسبك Susse Freres باريس وهو أقدم ورشة لصب التماثيل فى فرنسا وسبق للمثال محمود مختار صب منحوتاته بباريس، بفرنسا فى تلك الفترة.
وهو ما يثير تساؤلات عن تعرض تراث الفنان محمود مختار لعمليات تزييف خاصة بعد القضية التى اثيرت العامين الماضيين، حول اقتناء الشيخ «سلطان سعود القاسمى» مؤسس «بارجيل للفنون بالشارقة» لتمثال «على ضفاف النيل» لمحمود مختار بقيمة 725 ألف جنيه إسترلينى وهو ما يعادل حاليا 18 مليون جنيه مصرى وذلك بمزاد أقامته «سوثبي» فى إبريل 2016، هو تمثال من البرونز ارتفاعه 119 سم- لفلاحة تحمل جرة ماء على رأسها على أساس أن التمثال تم صبه فى حياة محمود مختار.
وذكرت صحيفة «الديلى تلجراف» البريطانية أن دار سوثبى باعت تمثال محمود مختار بقيمة مالية تبلغ 725 ألف جنيه إسترلينى مؤكدة فى كتالوج المزاد أنه إنتاج عام 1920، إلا أن المقتنى حصل على تقرير المسبك الفرنسى الذى يؤكد أن تاريخ التمثال هو عام 1939، أى بعد خمس سنوات من وفاة الفنان محمود مختار الذى رحل عام  1934.
وبعد نظر القضية فى المحاكم البريطانية تم تسوية القضية وديًا مع القاسمى.
■ «ودن من طين» للجزار و«أميركا» لعويس
وفى اليوم التالى، أطلقت دار كريستى» بلندن مزادها للفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة، محققًا نحو أربعة ملايين جنيه استرلينى.
وتضمن المزاد أعمال شهيرة للفنانين المصريين أبرزهم لوحة «ودن من طين وودن من عجين» للفنان الرائد عبد الهادى الجزار التى اقترب سعرها من 600 ألف جنيه استرلينى لتصير أغلى لوحة فى المزاد.  
وحقق «اسكتش» للفنان من مجموعته القوقعة نحو 8 آلاف جنيه استرلينى
واللوحة رسمها الفنان عبد الهادى الجزار «19525 -1966»، الذى يعد من رواد المدرسة الفنية المصرية الحديثة، عام 1951 فى فترة زمنية فارقة فى حياة المصريين تعج بالحراك السياسى والاجتماعى.  
ولد الجزار عام 1925 بحى القبارى الشعبى بالقرب من ميناء الإسكندرية وتأثر بمعاناة العمال والكادحين فى الميناء ثم انتقل للقاهرة وعاش فى حى السيدة زينب ليعايش البسطاء ومظاهر الاحتفال بموالد الأولياء.
وتم بيع لوحة تمثل مرحلة هامة فى التاريخ المصرى الحديث وهى «أميركا» للفنان حامد عويس بنحو 70 ألف جنيه استرلينى ورسمها الفنان عام 1970 مع إرهاصات التدخل الأمريكى فى المنطقة العربية وذروة الصراع العربى الاسرائيلى.
وللفنان آدهم وانلى بيعت لوحة «راقصة الباليه» بـ 16 ألفا فقط وللفنان السريالي سمير رافع لوحة «مومياء من الأموات» بـ35 ألف جنيه استرلينى.
وللفنان الرائد محمود سعيد «1897 – 1964» عرضت فى المزاد ثلاث لوحات: المسجد الأبيض وحققت 7 آلاف جنيه استرلينى فقط ولوحة منظر فى أسوان بـ6 آلاف جنيه استرلينى فقط وفلوكة أسوان.
وكذلك عرضت لوحة للفنان «آدم حنين» بدون عنوان وصل سعرها إلى 35 ألف جنيه استرلينى، وللفنان السريالى «سليم الحبشى» تم بيع لوحته «حطام السفن» ووصل ثمنها 27.5 ألف جنيه استرلينى.
وتم سحب لوحتين للفنان حسين بيكار من مجموعته عن الفلاحين والنوبة رغم أن كتالوج المزاد ضمهما.