مصر تدخل سباق التصنيع فى البتروكيماويات بالشرق الأوسط بـ 20 مليار دولار

سمر العربي
فى خطوة هامة نحو سباق التصنيع فى البتروكيماويات بالشرق الاوسط وتحول مصر لمركز إقليمى للطاقة والاستفادة من الإمكانيات الغازية الهائلة التى تتمتع بها القاهرة بدأت مصر الخطوات الفعلية لإنشاء أكبر مجمعين عملاقين للبتروكيماويات فى الشرق الأوسط باستثمارات تلامس الـ 20 مليار دولار لتتحول بذلك إلى واحدة من أكبر الدولة فى المنطقة تصنيعا للبتروكيماويات والأسمدة ويقام المجمعان فى العين السخنة والآخر بمدينة العلمين الجديدة.
تأكيدا لتقرير مؤسسة بلومبرج العالمية بتحول مصر لدولة اقتصادية عظمى خلال 10 سنوات لتصبح سابع أكبر اقتصاد فى العالم بدأت الحكومة خطوات مهمة نحو تعظيم الاستفادة من إمكانيات الغاز الهائلة التى تتمتع بها مصر لزيادة القيمة المضافة وقال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أنه يتم تنفيذ برنامج عمل للتوسع فى مشروعات البتروكيماويات لمواكبة احتياجات السوق المحلية المتنامية من هذه المنتجات الحيوية سواء من خلال إضافة مشروعات جديدة أو وحدات إنتاجية للمشروعات القائمة تهدف إلى تعظيم القيمة المضافة وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية من ثروات مصر الطبيعية ، مشيراً إلى أن مشروع مجمع التكرير والبتروكيماويات العملاق بمنطقة العلمين الجديدة يعد أحد أهم هذه المشروعات الجارى دراسة تنفيذه حالياً فى اطار مخطط الدولة لتنمية تلك المنطقة وفى ضوء المؤشرات الجيدة التى أسفرت عنها دراسة جدواه المبدئية ومن المخطط أن تبلغ تكلفته الاستثمارية التقديرية حوالى 8.5مليار دولار.
جاء ذلك خلال رئاسة وزير البترول لاجتماع الجمعية العامة للشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات لاعتماد الموازنة التخطيطية للعام المالى 2019/2020 بحضور المهندس محمد سعفان وكيل أول وزارة البترول والمهندس محمد مؤنس مستشار الوزير لشئون الغاز والمهندس عابد عز الرجال الرئيس التنفيذى لهيئة البترول والمهندس أسامة البقلى رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية إيجاس والاستكشاف نبوية أحمد وكيل أول الجهاز المركزى للمحاسبات ومحمد جبران رئيس النقابة العامة للعاملين بقطاع البترول.
وأضاف الملا خلال الاجتماع أن قطاع البترول ينفذ خطة متكاملة ضمن برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول لتطوير صناعة البتروكيماويات وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات فى هذا المجال الحيوى، مشيراً إلى أن اكتشافات ومشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعى التى تؤتى ثمارها حالياً خاصة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز تعطى دفعات قوية لصناعة البتروكيماويات المصرية وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار فى هذه الصناعة الحيوية فضلاً عن توفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
ومن جانبه أشار الكيميائى سعد هلال رئيس الشركة إلي أن مشروع مجمع العلمين الجديدة يهدف إلى إنتاج حوالى 5.1 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية المتخصصة وحوالى 1.9 مليون طن من المنتجات البترولية (بوتاجاز ونافثا وكيروسين ومازوت وسولار) كنواة أساسية تخدم قطاعات الصناعة المختلفة، مشيراً إلى أن موازنة العام المالى 2019/ 2020 تهدف لتنفيذ عدة مشروعات من ضمنها مشروع توسعات شركة سيدبك لإنتاج البروبلين ومشتقاته باستثمارات 25.1 مليار دولار بطاقة إنتاجية 450 ألف طن سنوياً ومشروع انتاج البولى بيوتادايين بشركة إيثيدكو باستثمارات 105 ملايين دولار ومشروع تخزين وتداول المواد الخام ومنتجات شركات البتروكيماويات التابع لشركة الخدمات اللوجستية للبتروكيماويات ومشروع انتاج اليوريا فورمالدهيد بشركة السويس لمشتقات الميثانول فضلاً عن مشروع تأمين الإيثان لشركات البتروكيماويات ومشروع شركة السويس لإنتاج مشتقات الميثانول باستثمارات 60 مليون دولار ومشروع الرصيف البحرى وتسهيلات الشحن والتخزين لشركة موبكو باستثمارات 190 مليون دولار ومشروع المرحلة الثانية من محطة توليد الكهرباء بشركة إيثيدكو باستثمارات 25 مليون دولار.
وأكد التزام شركات البتروكيماويات بتطبيق معايير الأمن الصناعى والحفاظ على البيئة والتقنيات الحديثة فيما يتعلق بنظم سلامة العمليات والعمل على تطبيق النظام المتكامل لتبادل المعلومات لإدارة الموارد والأصول فضلاً عن إحلال وتجديد المصانع المتقادمة لتحقيق استراتيجية قطاع البترول فى تطوير أداء صناعة البتروكيماويات ورفع كفاءتها الإنتاجية والتشغيل الأمن لوحداتها.
يأتى إنشاء مجمع البتروكيماويات بالعملين الجديدة بعد توقيع عقود إنشاء أكبر مجمع للبتروكيماويات فى الشرق الأوسط بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة.فى يوينو الماضى والذى يطلق عليه مجمع التحرير للبتروكيماويات لتدخل بذلك مصر عصر القوة الصناعية فى مجال البتروكيماويات.
وتبلغ استثمارات مشروع مجمع التحرير 10.9 مليار دولار بما يوازى نحو 200 مليار جنيه ويقام على مساحة تبلغ 5 ملايين متر مربع.
وتشارك جهات تمويل أجنبية بالتمويل فى هذا المشروع الضخم وتشمل بنك الصادرات والواردات الأمريكي، ومؤسسة تمويل الصادرات البريطانية، ومؤسسة الاستثمارات الخاصة عبر البحار، وبنك تنمية الصادرات الكندي، بالإضافة إلى عقد الهيئة الاقتصادية لقناة السويس مع شركة كاربون القابضة، وعقد هيئة موانئ البحر الأحمر مع شركة كاربون القابضة.
كما تشارك بنوك حكومية فى تمويل هذا المشروع العملاق، دون ضمانات سيادية أو رهونات على حصة المساهمين من المؤسسات المصرية، مما يعكس الثقة فى المشروعات المصرية والمستثمرين المصريين. ويبلغ حجم تداول المشروع عند التشغيل 14 مليار دولار سنوياً.
ومن المقرر ان تصل صادراته إلى 8 مليارات دولار سنويا بما يسهم فى زيادة صادرات مصر الإجمالية.
ويوفر مشروع التحرير نحو 20 ألف فرصة عمل خلال فترة الإنشاء، بجانب 3 آلاف فرصة عمل عند تشغيل المشروع، بالإضافة إلى 25 ألف فرصة عمل غير مباشرة فى مجال الخدمات والدعم. وعند استخدام 100% من منتجات المشروع كمواد خام يتم تحويلها إلى منتجات أخرى مما تساهم فى توفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل.ويضم المشروع مركز تدريب للعاملين باستثمارات 50 مليون دولار.
صناعة البتروكيماويات تساهم بنسبة 3% من الناتج المحلى.
قال تقرير إن صناعة البتروكيماويات فى مصر تمثل حوالى 3% من الناتج المحلى للدولة و12% من إجمالى القطاع الصناعى المصرى.
وبحسب تقرير صناعة البتروكيماويات فى الدول العربية الصادر عن منظمة الاوابك، فإن صناعة الأسمدة والبتروكيماويات المصرية شهدت ازدهارا فى بداية الألفية الجديدة بسبب تطور إنتاج الغاز الطبيعى فى مصر وإنشاء الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات عام 2001.
وقال التقرير إن الخطة القومية للبتروكيماويات والتى تبدأ من 2002 وتمتد حتى عام 2022 مقسمة لـ3 مراحل لإنشاء 14 مجمع بتروكيماويات بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 مليون طن باستثمارات تصل لحوالى 20 مليار دولار .