الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القصر.. نموذج فريد للمدن الإسلامية المتكاملة بحواريها ودروبها الصحراوية

القصر.. نموذج فريد للمدن الإسلامية المتكاملة بحواريها ودروبها الصحراوية
القصر.. نموذج فريد للمدن الإسلامية المتكاملة بحواريها ودروبها الصحراوية




إذا كنت تبحث عن هدوء ممزوج بهيبة التاريخ،فما عليك إلا زيارة مدينة القصر الأثرية فى الوادى الجديد،لتجد نفسك دخلت بين دورب التاريخ،حيث تعد نموذجا فريدا للمدن الإسلامية المتكاملة،كما أنها،تعد من أهم المدن الأثرية الباقية وتتكون من عدة دروب صحراوية كانت تستخدم قديما للقوافل التجارية.
المدينة التى تجولت «روزاليوسف» فيها،ترجع إلى القرن العاشر الهجرى وامتدت حتى العصر العثماني،أما عمارة المدينة فهى عبارة عن مدينة متكاملة مكونة من عدة دروب وحارات، وسميت الحارات بأسماء قاطنيها مثل حارة الجزارين والحبانية والقرشيين، وتتخللها المنازل التى بنيت بالطوب اللبن مكونة من طابقين أو ثلاثة مغطاة بأسقف من أفلاق النخيل،والتى يصل بينهما الجريد المتراص ومغطاة بالملاط الطيني، كما يوجد بها العمائر الخدمية مثل العصارات والطواحين بالإضافة إلى المساجد والأضرحة.
وعلى قدر أهمية المدينة جاء مشروع ترميمها،حيث كانت نقطة التقاء لعدة طرق قديمة، كما أنها كانت الطريق الرئيسى للقوافل التجارية والحجاج القادمين من المغرب العربى والذين يسلكون طريق الصحراء للوصول إلى الحجاز.
المشروع تم بأيدى مرممين مصريين،وتضمن ترميم ثمانية مبانى أثرية وهى طاحونة الحاج إسماعيل ،والمدخل المؤدى لها، ومنزل عائلة عبد الحافظ، ومنزل أبوقنديل، ومنزل أبوعبد المنعم، ومنزل ورثة أبوإسماعيل، وسقيفتى أولاد حمام، ومنزل مهدى عواضة.
أما أعمال الترميم للمباني، شملت الترميم المعمارى والدقيق حيث تم الاستبدال التدريجى لمداميك الطوب اللبن التالف، ومعالجة الشروخ، وفك وإعادة تركيب الجدران المتهدمة وإعادة بنائها على أصولها بنفس النسب والمقاييس القديمة، كما تم عمل صيانة وترميم للنوافذ الخشبية والأبواب، وتغطية الجدران بطبقة من الملاط الطينى بنفس النمط القديم.
ومن نقاط التميز التى تتمتع بها مدينة القصر وهو ما رأيناه أثناء جولتنا،احتفاظها بعدد كبير من النصوص الإنشائية والوثائق التاريخية،التى تمثل مصدرا مهما للتعرف على تاريخ هذه المدينة المهمة، حيث إن نشأة مدينة القصر كمدينة سكنية يعود إلى ما قبل الفتح الإسلامى لمصر ويؤكد ذلك تسميتها باسم القصر لما كان بها من مبان ومنشآت مرتفعة، بالإضافة إلى وجود بقايا جدران معبد فرعونى.