الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

200 ألف دينار أرسلها بيبرس إعانة من مصر إلى الحجاز قبل 750 عاما

200 ألف دينار أرسلها بيبرس إعانة من مصر إلى الحجاز قبل 750 عاما
200 ألف دينار أرسلها بيبرس إعانة من مصر إلى الحجاز قبل 750 عاما




كتب - علاء الدين ظاهر


أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن قمة ازدهار طريق الحج عبر سيناء زمن سلاطين المماليك كانت فى (667هـ / 1269م)، حيث أرسل السلطان بيبرس 200 ألف درهم إعانة من مصر إلى الحجاز، وفى عام 1319م خصص المنصور سيف الدين قلاوون (678-689هـ/1279-1290م) إيراد بعض القرى المصرية والسورية لصالح شريف مكة، ووقعت معاهدة تعهد فيها شريف مكة بأن يعلّق على الكعبة الكسوة الشرعية الواردة من مصر فقط دون غيرها وألا يذكر فى الخطبة إلا اسم السلطان المصرى.

 
 وأشار إلى أن عدد الحجاج الذين كانوا يعبرون سيناء تراوح ما بين 50 ألفا و300 ألف،وهذا يدلنا على مقدار النشاط الذى كان يجرى فى سيناء واهتمام السلاطين المماليك بها، وكان العلم المصرى يرفرف فوق المحمل فى عهد المماليك وكان لونه أصفر،وقدرت قيمة الكسوة المرسلة سنويًا من مصر بثلاثمائة دينار، وفى أيام الناصر محمد بن قلاوون(698-708هـ/1299-1309م) قام الأمير ملك الجوكندار بإقامة صهاريج وآبار بطول الطريق حيث أقام خانا للمسافرين وبئرًا وساقية بعجرود وفجّر ينبوعًا فى نخل.
 وفى عهد قنصوة الغورى (906- 922هـ/1501-1516م) أصلح منشآت الناصر محمد فجدد الخان والبئر والساقية بعجرود وبنى أحواضًا تسقى الحجاج ودوابهم ومهّد طريق الحج كما ورد فى النص الخاص به فى منطقة دبة البغلة وأنشأ قلعة نخل وقلعة العقبة لراحة الحجاج.
وانتظم الحج فى العهد العثمانى وتكونت له إدارة سهلت على الحجاج قيامهم بفروضهم الدينية، وقام السلاطين بتنظيم المنح لأعيان مكة وأهاليها، وسافرت أول قافلة بعد الفتح العثمانى لمصر (922هـ/1517م) ووضع المحمل العثمانى والمحمل المصرى على جانبى مدرسة قايتباى فى مكة المكرمة، وتقررت لحراسة المحمل قوة عسكرية من 60 إلى 100 جندى نظامى.
وأشار إلى موكب قافلة الحجيج حيث كانت القافلة تغادر مصر على نظام محدد،يبدأ بالرسميين ثم الأعيان ثم الحجاج،أما صندوق المال والمؤن والنساء والبضائع الثمينة، فقد كانت توضع فى وسط القافلة ويتبعها ركب الحجاج العاديين من غير الرسميين والأعيان، وقد تقرر مرتب خاص لرئيس المحمل قدره 18 ألف دينار وألف أردب من القمح وأربعة آلاف أردب من الفول ويرافق أمير الحاج عدد من الموظفين والخدم والحاشية.
وكان يرافق المحمل أمين السرة (صندوق المال) الموكلة إليه حمل الإعانة إلى الحجاز ويتسلم شريف مكة السرة ومعها فرمان السلطان أمام أمير الحاج وقاضى مكة والأعيان ثم يقرأ الفرمان بصوت عال والذى يوصى كل خير بالحجاج ويطلب حمايتهم ويعيد إلى الذاكرة روابط التبعية بين الشريف والباب العالى ثم يتم توزيع الأموال.
وتابع: مصاريف حج عام (940هـ/ 1534م)150 بلغت ألف دينار أشرفى، يضاف إليها 550 كسوة لمشايخ البدو، بخلاف مقطوعيات القمح والسكر التى كانت توزع على أهل الحجاز،كما كانت توزع الكساوى على الأعيان بمقدار 127قطعة جوخ، 105 معاطف 11 قطعة قماش.
وكانت سوق التجارة فى مكة أعظم سوق فى العالم فى الأيام العشرة التى يقضيها الحجاج فى المدينة المقدسة، وكان تبادل تجارة الهند ومنتجات الشرق يقدر بملايين من الدينارات وترسل تلك البضائع مع المحمل أو إلى جدة رأسًا لنقلها من هناك إلى السويس، أما جدة فهى الميناء الذى تتجمع فيها غلال مصر وخضرواتها وتجارة الهند والقهوة اليمنية.