السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أم الراهبات «فيرينا»

«القديسة فيرينا» فتاة قبطية ترعرعت فى صعيد مصر، ولدت تحديدًا فى مدينة «جراجوس» عام 280م بمركز قوص، فى محافظة قنا، ليُكتب لها أن تخرج ضمن طاقم التمريض المرافق لـ«الكتيبة الطيبية» التابعة للإمبراطور الرومانى «دقلديانوس»، والتى توجهت لإخماد ثورة بلاد الغال فى جنوب شرق فرنسا. 6600 جندى مسيحى كان هو عدد أفراد الكتيبة الطيبية التى تولى قيادتها ضابط يدعى «موريس»، وعند وصولهم الحدود بين فرنسا وبلجيكا وسويسرا، طلب منهم الإمبراطور «ماكسيميان هركليوس» تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم، وعندما رفضوا تم قتلهم جميعا، فهربت «فيرينا» مع بقية الممرضات واختبأت فى أحد كهوف جبال الألب السويسرية. «فيرينا» بدأت فى خدمة سكان المنطقة من المرضى والفقراء الذين كانوا يعانون من الجهل والمرض فى تلك الأيام، ونتيجة مهاراتها فى التمريض والعلاج بالأعشاب ساعدت الفتيات فى العناية بالصحة الجسدية وعلمتهن كيفية الاغتسال، وتمشيط الشعر باستخدام «الفلاية» المصرية، حتى أطلقوا عليها «صاحبة الفلاية الفرعونية». وبعد أن ذاع صيتها فى المنطقة أمر الحاكم الرومانى بسجنها، وحين أفرج عنها عادت إلى الكهف الذى عاشت فيه وبقية الممرضات لخدمة أهالى سويسرا الفقراء، وتعليمهم النظافة الشخصية والعلاج بالأعشاب، وظلت هناك حتى وفاتها فى 14 سبتمبر  أيلول 344م، عن عمر يناهز 64عاما. فى عام 1986 زار مصر وفد سويسرى حاملا جزءا من رفات القديسة «فيرينا»، وتم وضعه فى كنيسة تم بناؤها عام 1994 تحمل اسم القديسة فيرينا داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وما زالت الكنيسة المصرية تحتفل بها كل عام فى الرابع من شهر توت الموافق 14 سبتمبر أيلول كقديسة مصرية رفضت عبادة الأوثان، وعلمت الفتيات الأوروبيات النظافة الجسدية، وسخرت حياتها لخدمة الفقراء والمرضى. وبنيت باسمها 70 كنيسة، وأقيمت لها التماثيل وهى تحمل «مشطا» وجرة ماء فى يديها، وبُنيت لها فى ألمانيا وحدها 30 كنيسة تحمل اسمها، وأطلق عليها فى أوروبا «أم الراهبات».