الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فاصل ونواصل.. ثم نتواصل!

فاصل ونواصل.. ثم نتواصل!

«فاصل ونواصل» هى الجملة الأشهر والأكثر انتشارًا واستخدامًا فى كل البرامج السياسية وغير السياسية التى نشاهدها عبر الفضائيات المختلفة. فاصل تأخذه المذيعة أو المذيع لسبب منطقى أو غير منطقى لدقائق لتعاود الظهور ثانية للتحدث إلينا وإلى ضيوفها. من هذه العبارة القصيرة نسجت الزميلة والصديقة «ألفت جعفر» عنوان كتابها المهم والبديع «فاصل ونواصل» صراع الفضائيات العربية» (212 صفحة ـ دار نشر ميم). لم تترك العزيزة «ألفت جعفر» شاردة أو واردة تتعلق بالفضائيات سواء العربية أو الأجنبية الناطقة بالعربية إلا وتناولتها وسلاحها هو المعلومة والوثيقة والأرقام. فى أسلوب بسيط رائع لا تقعر فيه ولا استعراض معضلات لغوية... يناقش الكتاب عشرات الموضوعات المهمة والشائكة ومنها غزو الفضاء العربى اختراق ثقافى أم مجرد هيصة فضائية؟! وماذا قدمت الفضائيات العربية للثقافة العربية؟! وهل تخلق الفضائيات الإحباط القومى؟! وكيف تم اختراق العقل العربى؟ وفى فصل يناقش غسيل العقول تستعير عبارة بالغة الأهمية لصاحبها «أرثر سالزبورجر» مؤسس صحيفة «النيويورك تايمز» يقول فيها. «إن رأى أى إنسان فى أى قضية لا يمكن أن يكون أفضل من نوع المعلومات التى تقدم إليه فى شأنها، إعط أى إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه سيظل معرضًا للخطأ فى رأيه ربما لبعض الوقت ولكن فرصة الصواب سوف تظل فى يده إلى الأبد.. وبالمقابل احجب المعلومات الصحيحة عن أى إنسان أو قدمها مشحوة بالدعاية والزيف، إذن فقد دمرت كل جهاز تفكيره ونزلت به إلى ما دون مستوى الإنسان».. وتتطرق الكاتبة إلى القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية وتتساءل: لماذا الآن كل هذا الاهتمام بالمنطقة العربية والإسلامية وما خلفياته وأبعاده وأهدافه، ماذا تريد هذه القنوات ومن وراءها وماذا يراد بشباب وشعوب هذه المنطقة؟! ولماذا ضخ هذا الكم الهائل واللامتناهى من المغالطات والكذب والمسخ والإثارة. إن قمة التضليل الإعلامى اليوم مصدره مؤسسات إعلامية تدعى الاستقلالية وذات صوت مرتفع لا تتورع أن تصرخ صباح مساء فى وجوه أعداء الأمة والشعوب العربية وهى تتمسح بكل عواطف الجماهير، ولا تتورع عن نشر معلومات غير دقيقة وتحاول إثارة كل علاقات التوتر مع الآخر، وهى جزء من أدوات الصراع الإقليمى والدولى فى المنطقة!! وإذا خاصمت خاصمت إلى حد الفجور ومارست كل قبيح فى سبيل سحق وهزيمة خصومها». أصبحت هذه القنوات أدوات فاعلة فى تكريس الانقسام، وظل المواطن العربى محاصرًا بالعديد من المحطات الغوغائية والدعائية الموجهة، فى توجيه المشاهد وجهة مضللة تقوده إلى مجاهل التخلف والضلال! كتاب «فاصل ونواصل» كتاب ممتع للقارئ العادى وأكثر إمتاعًا لأهل الفضائيات وبرامجها، فهو رصد دقيق وأمين لحال الفضائيات ورصد لعيوبها وإيجابياتها بحثًا عن الأفضل والمفيد للمشاهد العربى فى كل مكان «سطور الكتاب» صوت هادئ وسط الضجيج يدعو لحظات للتأمل والدراسة». تحية للكتاب وصاحبة الكتاب الزميلة العزيزة «ألفت جعفر» جهد رائع يستحق الاحترام والتقدير.