السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
علاء حمروش  فى وجدان ثقافة الطفل

علاء حمروش فى وجدان ثقافة الطفل

قليل من الناس يظلون فى قلوب البشر طويلًا بعد أن تصعد أرواحهم إلى بارئها، خاصة بعد أن تنتهى المصالح والتربيطات ووسائط الحياة الزائفة التى تسعى لمكاسب بسيطة وتافهة لا تستمر طويلًا، إنها السنون التى تمر طاغية طاحنة لكل السير المزيفة، خاصة لبعض الذين يعملون لأجل أن يقول البشر أنهم فعلوا كذا وكذا، فسرعان ما تبهت سيرتهم سريعًا مع مرور السنوات يومًا بعد يوم. د. علاء حمروش واحد من البشر الذين تركوا سيرة وفعلًا جديرًا بالبقاء فى نفوس كل من عملوا معه رئيسًا للمركز القومى لثقافة الطفل فى التسعينيات من القرن الماضى، فقد كان إداريًا قديرًا لقيادة العاملين معه فى تلك الإدارة المركزية المهمة التى من المفترض أن يقف معها الجميع لكى تؤدى دورها كى تقدم رجال المستقبل لهذا الوطن، فمن يتعاملون مع الطفل على اعتبار أن أى شيء من الممكن أن يراضى العيال هو بالطبع إنسان مخطئ لأنه لا يستثمر فى المستقبل، بل يتعامل مع الطفل بمنطق دكاكين البقالة التى تود ربحًا عاجلًا، لكنه بالطبع لا ينظر للمستقبل بعين الباحث عن مستقبل هذا الوطن. علاء حمروش كان يتعامل مع الطفل بمنطق مشروع المستقبل الذى يجب أن تبدأ مصر من عنده كى تفعل شيئًا، لاشك أن الرجل كان يعرف أن استثمار جنيه فى الطفل يعنى أننا سوف نكسب 16 جنيهًا فى مقابل ذلك وتلك إحصائية عالمية يجب أن يضعها  فى ذهنه كل من يتعامل مع الطفل.  سعدت جدًا حين علمت من خلال تعاملى مع العاملين فى المركز مقدار محبة هذا الرجل فى نفوس كل من تعاملوا معه، خاصة أنه أدار المركز لمدة خمس سنوات برؤية شاملة كى يأخذ المركز لمكانة مهمة كان يقدرها وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى والسيدة سوزان مبارك التى كانت راعية للطفولة وقتها بشكل جدير بالاحترام، فرحت حين عرضت على الباحثة مها ثاقب أن تعد كتابًا عن الدكتور علاء حمروش وزادت فرحتى أكثر حين تيقنت أن الجميع يشعرون بسعادتى حين تأتى سيرة الرجل أمامى وأبادلهم محبته واحترامه وتقديره. فكان كتاب – علاء حمروش نصف عقد من ثقافة الطفل، للباحثة مها ثاقب وإخراج مريم فريد،عن الدكتور علاء حمروش رئيس المركز القومى لثقافة الطفل الأسبق نتاجًا لهذا العرفان من قبل الجميع فى المركز ونتيجة طبيعية لمحبة خالصة وتقدير كبير لرجل كان يفضل أولاد الناس على أولاده ويعطيهم كل وقته بمحبة وإخلاص، هذا الرجل الذى ينتمى لأسرة عريقة فى محبة هذا الوطن، فوالده عضو مجلس قيادة الثورة الأستاذ أحمد حمروش، الرجل المثقف الذى كان له دور مهم فى ثورة يوليو، وكان له رؤية مختلفة عن الكثيرين من أعضائها جعلته فى مقدمة مثقفيها. ظل د علاء حمروش باقيًا فى قلوب كل من تعامل معه فى المركز وخارجه، هذا الرجل الذى سجل اسمه فى سجل الخالدين المهتمين والمحبين لثقافة الطفل، أحببته كثيرا رغم أنه لم يسعدنى العمل معه أوحتى القرب الإنسانى منه لكننى أستشف عبق تلك الحالة  من المحبة من كلام الزملاء عنه فى المركز والحديقة الثقافية بالسيدة زينب كل يوم، لدرجة أنه صار الحاضر بروحه، الغائب بجسده، وكأنه فى رحلة قصيرة وسيعود للمركز أوالحديقة فى أقرب وقت، وسيدخل علينا حاملا أحلامه للطفل المصرى. سعيد جدا بهذا الكتاب الذى أعدته بمحبة الزميلة الباحثة مها ثاقب عن قيمة ثقافية وإنسانية كبرى، شعرت بها حين توليت المركز منذ عام تقريبا، وقررت مع الزملاء أن نعيد استدعاء روحه الطيبة المخلصة لثقافة الطفل بيننا وأن نعيد بعض أفكاره ومشاريعه التى تناسب وقتنا الراهن، فأرجوأن تستمتعوا بكتاب – علاء حمروش نصف عقد من ثقافة الطفل الصادر عن المركز القومى لثقافة الطفل لعام 2020.