الثلاثاء 18 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قصر سعيد حليم باشا  قصر المصير المجهول

قصر سعيد حليم باشا قصر المصير المجهول

فى منتصف عام 2007  قررت مع المصورة الأسترالية ميتشل ناجو عمل معرض فنى عن قصر سعيد حليم باشا المعروف بقصر شامبليون  ذلك القصر الذى يعد تحفة فنية معمارية فى قلب القاهرة, حيث كانت محاولتنا كصرخة لمحارية الأهمال الذى يعانى منه القصر. وبالفعل تم عمل المعرض فى إحدى قاعات الفن التشكيلى بوسط القاهرة وقد لاقى المعرض استحسانا من النقاد والجمهور وتم لفت النظر لقضية القصر المربكة ولكن فى البداية لنتعرف على القصر وكيف تم إنشاؤه. 



أنطونيو لاشياك  (Antonio Lasciac)

أنطونيو لاشياك (1856-1946)  هو مهندس معمارى إيطالى تولى منصب رئيس مهندسى القصور الملكية عام 1907 بعد المهندس المعمارى ديمتريوس فبريسوس باشا DIMITRIUS FABRICIUS PASHA الذى توفى فى 3 مارس 1907 وحصل لاشياك على البكوية تقديرا لجهودة وقد صمم النادى الدبلوماسى ومبانى عمارات الخديوية وقصر الأمير يوسف كمال وقصر الزعفران (مبنى جامعة عين شمس) ومبنى بنك مصر والعديد من المبانى التاريخية المهمة. 

وبنى المهندس المعمارى لاشاك قصر سعيد حليم باشا عى طراز الباروك الذى يعتمد على الحسية والتضخيم والزخارف بشكل أساسى وطراز الباروك ظهر فى نهاية القرن السادس عشر وقد مر ذلك الأسلوب المعمارى والفنى بثلاث مراحل حتى انتهى بعضر الركوركو ويتكون القصر من طابقين، إضافة إلى القبو المكوّن من قاعة ضخمة ودهليز وبعض الملحقات الخدمية، أما الطابق الأول ففيه بهو كبير، يمتد بطول القصر من الشمال إلى الجنوب، ويتصدر البهو، من الجهة الشمالية سلم مزدوج ذو فرعين، تفتح عليه أبواب الغرف الست، ويتميز القصر بالغنى المعمارى ويظهر فى الشرفات وحواجز السلالم، واختفت النافورة الضخمة التى كانت تتصدر البهو الرئيسى ونلاحظ أن المهندس لاشباك قد اعتمد على طريقة المحاكة الساخرة للأساطير حتى أنه فى فتحات السلالم استخدم شكلًا ضاحكًا للشيطان فى تعمد لتأكيد فكرة الباردوى التى استخددمها فى بناء القصر الذى تم بناؤه على مساحة 4781 مترًا مربعًا.

صاحب القصر سعيد حليم باشا 

سعيد حليم باشا حفيد محمد على باشا درس بالقاهرة وسويسرا وحصل على شهادة هناك فى العلوم السياسية وقد أمر ببناء القصر لزوجته والتى رفضت السكن فيه بعد بنائه, وقد بنى القصر بأمر سعيد حليم باشا فى عام 1895 والذى انتهى العمل به بعد ست سنوات تحديدًا فى عام 1901 وقد تولى البرنس سعيد حليم باشا، الصدارة العظمى فى إسطنبول ثم اغتيل فى روما سنة 1921، وفى سنة 1914 أعلنت الحرب العالمية الأولى، وصادرت الحكومة أملاك الأمير باعتباره من رعايا دولة معادية، ومنذ ذلك التاريخ تحول القصر إلى مدرسة الناصرية، وفى السنوات الأخيرة أخلت المدرسة وظل القصر مغلقاً منذ ذلك الحين. وتم استخدامه فى بعض الفترات كمخزن توضع فية الدعاية الانتخابية لعضو الحزب الوطنى عن دائرة قصر النيل.

حكاية القصر المربكة 

فى عام 2002 تم تسجيل القصر كأثر بقرار وزارى وقد صرحت وقتها الدكتورة جليلة القاضى مديرة الأبحاث بالمعهد الفرنسى للبحوث من أجل التنمية بأن القصرسيصبح أول متحف لمدينة القاهرة على غرار المتحف البريطانى بلندن ذلك بعد اجتماعها مع زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى ذلك الوقت إلا أن المشروع قد توقف لكثرة المتنازعين عليه, حيث فوجئ الجميع بأن القصر وقبل مرور مائة عام على إنشائه قد اشتراه رجل الأعمال السكندرى الملياردير رشاد عثمان بموجب عقد مسجل عام 2000 من ورثة القصر الأجانب وعددهم تسعة أشخاص وقد قررت وزارة الثقافة عمل خطاب للمجلس الأعلى للآثار حتى يتم اتخاذ اللازم لترميم القصر وصيانتة لاستخدامه ثقافيًا. 

وقد رفع مالك القصر قضية وكسبها فى عام 2009 لتسليمه القصر بناء على حكم محكمة القضاء الإدارى وقد قيمت لجنة القصر قيمته وقتها بحوالى 60 مليون جنيه مصرى. ولهذا لاتملك وزارة الثقافة أو الآثار أى حقوق فى القصر ولكن يتبقى أنه ما زال مسجلًا كأثر ويمكن حل المشكلة إما بشراء القصر من مالكه أو ترميمه لأنه يعد عملًا معماريًا فريدًا وكانت محاولتى المتواضعة فى عام 2008، بعمل معرضى المشترك مع الفنانة الإسترالية ريتشل ناجو هى محاولة وصرخة نلفت بها النظر إلى ذلك القصر النادر وكان ذلك أثناء نظر القصية فى القضاء قبل حكم المحكمة لصالح رجل الأعمال وكلما مررت أمام القصر حتى هذا اليوم أشعر بالأسى من الحالة السيئة التى وصل لها ذلك الأثر الفريد.