السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إحالة المسؤلين عن الفيديو للتحقيق

مشاهد ذبح الأطفال على طريقة «داعش» يثير غضب الكنيسة

 منذ ظهور فيديو لأطفال داخل إحدى الكناس القبطية يجسدون مشاهد من استشهاد 21 قبطيا على أيدى جماعة «داعش» الارهابية فى ليبيا فى فبراير 2015، الأمر الذى أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض للفكرة، إلا أن أغلبية الأقباط أعلنوا عن غضبهم الشديد ورفضهم لمثل هذه الأفكار التى من شأنها تعرض الأطفال إلى الأذى النفسى.  ويُظهر الفيديو الأطفال يرتدون ملابس برتقالية تشبه التى ارتداها شهداء ليبيا وقت إعدامهم، ويسيرون فى طابور مؤدٍ إلى الهيكل، وخلف كل واحد منهم شخص يرتدى ملابس سوداء أشبه بعناصر داعش، ويمسكون فى أيديهم مجسدات للخناجر التى قطعوا بها رؤوس الشهداء، كما يصور أسر الأطفال فيديو احتفاءً بهم، فى الوقت الذى كان يردد فيه الأطفال تمجيدًا لشهداء ليبيا.



 

1

 

خناقة على «السوشيال ميديا»

 

 انتشرت صور هؤلاء الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ورحب مجموعة من الأٌقباط بفكرة تجسيد الأطفال لمشاهد الاستشهاد ، وأيد البعض الفكرة، معتبرينها تشجيعا للأطفال على العمل البطولى وكسر حاجز الخوف لديهم من الموت،حيث قالت إحدى القبطيات: «وهل القديس والشهيد ابانوب ذالك الطفل لما كان فى سنهم والقديس كيرياكوس ثلاث سنوات وغيرهم من الأطفال القديسين الشهداء لما كانوا بيشاهدوا ذبح الشهداء أمامهم مشاعرهم لم تكن تتأذى»، ورأى آخر قال: «زمان كان فعلا هذا الشىء مؤذى جدا جدا ولكن مع الميديا وألعاب القتال وبابجى والأحداث اللى بتحصل فى الواقع أصبح كل شىء عادى».  هذه الآراء لم تكن مقبولة ومحبذة لدى الكثيرين من الرافضين وكان ردهم: «كل زمن له ظروفه.. انه امر غير مقبول نفسيا وكنسيا» ومن هذه التعليقات:   «ايه الحكمة من انى اعيد تكرار المشهد على مسامع الاطفال بالشكل ده.. اللى عاوز يعلم صح يحكى عن حياة الناس قبل الاستشهاد وجمال وعظمة الحياة بعد وصولهم للسما.. ميمنعش ابدا انى احكى ماتوا إزاى وأسأل كمان يا ترى كان ايه إحساسهم وقتها وأكد على انهم كانوا سعداء وفرحانين علشان هيوصلوا السما.. لكن اعيد تمثيل المشهد لمجرد انى أوصل هدف هيبان فيه الطرف الأقوى هو القاتل.. لان دى سمة التفكير السايدة عند أجيال اليومين دول.. ضد هذه الأفكار طبعا».

 

2

 

إستياء أسر شهداء ليبيا من تمثيل ذبح أبنائهم

 

فيما سادت حالة من الاستياء العام بين أسر شهداء ليبيا بقرية العور فور انتشار فيديو يجسده الاطفال داخل كنيسة لمشاهد ذبح أبناءهم. وعلق بباوى يوسف شقيق الشهيد تواضروس أن الواقعة لم ترضينا أو تسعد أحد من الأسر والسبب أن المشاهد تمت باستخدام الأطفال الى جانب تجسيدها داخل الكنيسة فكيف لهوءلاء الخدام أن يغتالوا براءة الاطفال بهذه الصورة كان من الافضل أن تجسد بأشخاص كبار كما سيحدث فى الفيلم الذى يتم اعداده ويكون باحترافيه أكبر لا ترسخ العنف داخل الطفل.

أضاف نعى جيدا أن من نفذ الفكرة خانه التوفيق فى استخدامه للأطفال ولم يكن يقصد نهائياً الصورة التى اغضبت الجميع ولكن كان من الافضل التروى قليلا.

 

3

 

البابا تواضروس: لا تراجع عن مساءلة المتورطين

 

من ناحيته كشف البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، المسئولين عن هذه التمثيلية سيخضعون الى المساءلة الكنسية، رافضا مثل هذه الأفكار بالنسبة للأطفال 

أما الانبا مكاريوس اسقف المنيا قال: «تقدم بعض الأفلام والمسرحيات والاسكتشات والدراما عمومًا الخاصة بسير الشهداء، مشاهد تفصيلية أحيانًا للتعذيب والقتل، وهى مشاهد بلا شك مؤلمة، والحقيقة أن ذلك يمثل خطورة بالغة على المشاهدين ولا سيما الأطفال، فالطفل الذى لم يرتقِ إيمانه بعد إلى المستوى الذى يؤهّله لتقديم حياته من أجل الله، محتملًا فى ذلك ألوان التعذيب الرهيبة، سوف يترسّخ لديه أن كل من يتبع الله سيناله قطعًا هذا المصير المرعب!  وقد سمعت من بعض البالغين أنهم عندما كانوا أطفالاً كانوا يختبئون تحت الأسرّة عندما تأتى مشاهد التعذيب فى أفلام الشهداء، التى تعرضها القنوات الفضائية أو شرائط الفيديو. وأضاف: «أرى أنه من المهم جدًا إنماء روح الاستشهاد لدى أطفالنا سواء من أجل الوطن أو من أجل الإيمان، ولكن بشيء من الحِرفية والحكمة، بحيث يمكن التأكيد على ضرورة احتمال الآلام وقبول الموت والفوز بالإكليل المُعد للشهداء، وأن الله يهب الشخص فى تلك الظروف قوة ونعمة خاصة، ولكن دون عرض تفاصيل التعذيب والقتل.

 

4

 

كتاب للبابا شنودة: مشاهد العنف ضد الأطفال  لا تصلح أبداً

 

 وإذا عدنا إلى الوراء زمنياً.. نرى كيف حذر البابا شنودة الثالث من تلك هذه المشاهد التمثيلية فى كتابه: كيف نعامل الأطفال ؟

كتب البابا تحت عنوان: كيف تحكى قصص الشهداء للأطفال؟.. يقول: فى هذه السن لا تصلح أبدًا القصص التى تروى عذابات الشهداء وآلامهم، لأننا لا نريد أن نخيف الطفل، بما يروى من قصص الجلد والسحل والرجم وتقطيع الأعضاء، وسائر ألوان التعذيب، لئلا يظن أن الذى يسير وراء الله ينتهى إلى مثل هذا المصير، فيخاف. وتابع: المفروض فينا أن نبعد عنه التخويف فى هذه السن، ولكن يمكن أن نحكى له شجاعة الشهداء، ويسطرد البابا شنودة الثالث، حديثه فى المقال، بقوله: يمكننا أيضًا أن نحكى معجزات الشهداء بعد انتقالهم، فى عيد مارجرجس مثلاً، ليس ضروريًا أن تحكى قصة استشهاده وعذاباته، إنما يمكن أن تحكى بعض معجزات مارجرجس، فيأخذ الطفل فكرة عن قوة الشهداء وشفاعتهم، وإكرام الله لهم، وكذلك فى عيد مارمينا، أو الأمير تادرس، أو الشهيد أبانوب، وغيرهم. وحذر البابا، من خطورة القصص المخيفة، مؤكدًا: حذار أن تحكى الذبح، والسلخ، والسيف للأطفال الصغار.