الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مدينة الذهب والأمل

مدينة الذهب والأمل

يوم بعد يوم، وعام بعد عام، تنكشف الحقائق وتظهر معجزات هذه الأرض الطيبة التى تحمل فى باطنها خيرات وثروات عظيمة وموارد استراتيجية تخدم الأجيال الجديدة وهذا الشعب العظيم.. دخلت مصر التاريخ قبل بلاد الدنيا عندما اكتشف الفراعنة العظام «الذهب» هذا  المعدن النفيس والذى يعتبر من أفخم أنواع المعادن، اكتشافات الأجداد قديما كانت فى الصحراء الشرقية وتحديدا فى منطقة سيناء، حيث الذهب والفيروز والحديد والمنجنيز والمعادن الأخرى التى استخدمت فى البناء والتعمير والصناعة، وتذكر المراجع التاريخية القديمة أن  المصريين القدماء أبرع من نقبوا عن الذهب وحفروا الكثير من المناجم وقاموا باستخراجه، وتصنيعه وتشكيله، وإدخاله فى العديد من الصناعات، وقد احتلت مصر المرتبة السابعة على الصعيد العربى بحيازة 77.4 طن من الذهب أى بنحو 6.8% لجميع احتياطاتها ولكنها جاءت فى المركز رقم 40 على المستوى العالمى منذ عدة سنوات واليوم تبدأ الدولة عهدًا جديدًا للتنقيب عن الذهب وإنشاء مدينة صناعية عالمية لهذه الحرفة الواعدة خاصة ونحن أصحاب تاريخ كبير وعظيم يجعلنا فى مرحلة متقدمة بين دول العالم صناعة واستخراجا واحتياطيا.



 برع المصرى القديم فى استخراج الذهب فى عهد الدولة الفرعونية الحديثة من  الصحراء الشرقية أمام قفط وإدفو وأسوان، وبلاد النوبة ومن جنوب النوبة حتى الشلال السادس وما يقابله فى الصحراء الشرقية (ذهب كوش)كانت مصر فى هذا التوقيت أغنى البلاد فى الشرق الأوسط والشرق الأدنى، ومن الدول الرئيسية فى إنتاج الذهب، كما تم اتخاذ وحدة نقدية هى (الشعت) لتسهيل تحصيل الضرائب والتبادل التجارى، وتمت إضافة النحاس إلى الذهب بنسب متفاوتة محسوبة لإكساب مشغولات الذهب صفات اللون والصلابة.

يتم بيع الذهب بأسعار مرتفعة فى صورة ذهب خام أو سبائك، أو ذهب مشغول، وهو ما يوفر لمصر مورداً مهماً للنقد الأجنبى.

بالأمس القريب عقدت  دولة ٣٠ يونيو وقيادتها السياسية العزم على بداية الطريق الصحيح لاستخراج خيرات وكنوز أرضنا بأحدث التقنيات العالمية ومن خلال شركات دولية بشراكة مصرية للتنقيب عن المعدن الأصفر وإقامة مدينة عالمية فى هذه الصناعة. 

ما يتم الآن على أرض الواقع من خطط مدروسة لمشروعات المستقبل القريب لا يمكن أن تكون بمحض المصادفة وإنما من خلال دراسات تعتمد فى الأساس على عقول أبناء هذا الوطن وعلى عزيمة واخلاص القيادة السياسية التى تنظر بعمق وبنظرة ثاقبة لمستقبل الوطن وأبنائه والدليل أن دراسة مشروع مدينة الذهب العالمية كانت بداية الفكرة منذ عامين عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم عن افتتاح مدرسة لتعليم فن صناعة الذهب.. البداية مدرسة للطلاب بعد الإعدادية واليوم مدينة عالمية تقع شرق القاهرة ننطلق بها إلى العالمية بإذن الله مثل المشروعات العملاقة التى أقيمت على مدار السنوات القليلة الماضية.. الفارق كبير جدا فى الطموح والتخطيط والتنفيذ خلال هذا العصر تحديدا والدليل تلك الأرض الصحراء الجرداء التى كنا نمر عليها فى سفرنا شرقا وغربا منذ عشرات السنين اليوم أصبحت منتجعات ومدنًا ذكية عالمية تباع فيها الوحدات السكنية بالملايين وتذهب هذه المكاسب الى بناء مدن جديدة للشباب وللفقراء ومحدودى الدخل وأهالى المناطق العشوائية.

كل هذه الانجازات لم تأتى من فراغ وإنما نتاج الاستقرار ونتاج الأمن ونتاج التخطيط الجيد واستخدام مواردنا الطبيعية الاستخدام الأمثل.  تحيا مصر.