السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

%20 من مرضى القلب ضحايا تدخين «التبغ»

 فى الوقت الذى تعمل فيه الدولة المصرية، على مواجهة الأمراض المزمنة، وابتكرت به مبادرات رئاسية مهمة، منها المسح القومى لمرضى فيروس سى والأمراض غير السارية، ومبادرة دعم صحة المرأة، ثم أخيرا متابعة وعلاج أصحاب الأمراض المزمنة مجانا، مازال هناك من يعبثون بحياتهم، من مستهلكى التبغ ومنتجاته، وخاصة من مرضى القلب، حيث تتنوع تبعاته ومخاطره لتصل إلى الوفاة.



 وبحسب وزارة الصحة المصرية، وتقارير خبراء التنمية المستدامة، فإن ارتفاع نسب التدخين بين كل الفئات، يستلزم دخول الشباب فى سن صغيرة إلى المستشفيات لتداعيات صحية مختلفة، للتداوى والعلاج، حيث نرى حالات جلطات القلب فى سن 30 و 35 سنة، بينما لا يعانى أصحابها من أى مشكلة صحية غير التدخين، مما يسبب خسائر فى القوى العاملة، من ناحية انخفاض انتاجية العامل، حيث لا يعمل بنفس كفاءة الأصحاء بعد الإصابة بالجلطات، هذا بخلاف إمكانية تعرض المدخنين لجلطات المخ والسكتات الدماغية، وغيرها.

 التبغ يقتل 1 من كل 5 من مرضى القلب سنويًا، بحسب منظمة الصحة العالمية، والتى أكدت على أن التبغ مسئول عن 20% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية، وأن 1.9 مليون شخص يموتون سنويا بسبب أمراض القلب التى يسببها التبغ، حيث إن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة فى سن أصغر من غيرهم من غير المدخنين، فمجرد تعاطى عدد قليل من السجائر فى اليوم، أو التعرض للتدخين غير المباشر، يزيد من خطر الإصابة  بأمراض القلب، ولكن إذا اتخذ مستهلكو التبغ إجراءات فورية وأقلعوا عن التدخين، فإن هذا الخطر سينخفض بنسبة 50% بعد عام واحد من عدم التدخين.  وأكد تقرير المنظمة، أن «إدواردو بيانكو»، رئيس فريق خبراء التبغ باتحاد القلب العالمى، كان قد دعا جمعيات أمراض القلب، إلى تدريب أعضاءها على الإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى تعزيز جهود مناصرة مكافحة التبغ، مشددة على أن السجائر الإلكترونية أيضًا، ترفع من ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهما معاً يضاعفان من خطر الإصابة بالأعراض الحادة لفيروس كورونا.

 وفى ديسمبر الماضى أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن أمراض القلب، التى يتسبب فيها استهلاك التبغ، تتصدر قائمة الأسباب الـ 10 الأولى للوفاة فى العالم، فبعد أن ارتفع متوسط عمر الإنسان فى العشرين عاما الماضية من 67 إلى 73 سنة تقريبا بسبب تقديم الخدمات الصحية وارتفاع مستوى الرعاية الصحية، لكن لا يعيش معظم البشر تلك السنوات بصحة جيدة، ولكن بعجز ومرض، فالأمراض غير السارية، مثل القلب والسكرى والسرطان والجهاز التنفسي، تحتل حاليا سبعة من الأسباب العشرة الأولى للوفاة فى العالم.

 واعتبر د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن هذه التقديرات الجديدة، هى مؤشرات لضرورة تسريع جهود الوقاية من الأمراض غير السارية، وتشخيصها وعلاجها، وبالتالى فإن الوقاية تبدأ بالإقلاع عن استهلاك التبغ فورا، إضافة إلى تسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى تحسين الرعاية الصحية الأولية بشكل جذرى، وعلى نحو عادل وشامل، حيث تهتم بمكافحة الأمراض غير السارية، وإدارة الجوائح العالمية.

 ويعتبر تعاطى التبغ سببًا رئيسيًا فى تصدر أمراض القلب كسبب رئيسى للوفيات بالعالم، وأصبحت تمثل 16% من مجموع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وبإحصاء عام 2019، بلغ عدد وفيات أمراض القلب 9 ملايين نسمة، ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، تتسبب أمراض القلب والسكرى والسكتة الدماغية وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن مجتمعة، فى خسارة ما يقرب من 100 مليون سنة إضافية من سنوات الحياة الصحية.

 وتطلق الصحة العالمية مصطلح «الأمراض القلبية الوعائية»، على مجموعة من الاضطرابات التى تصيب القلب والأوعية الدموية، ويتسبب فيها التدخين المباشر وغير المباشر، ومنتجات التبغ، كما تلحق أضرارا غير متناسبة بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وتقع فيها 75% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويوجد 200 مليون مدخنة بينهن 600 ألف ضحية للتدخين غير المباشر سنويًا، طبقا لأحدث دراسة بجامعة «باث» البريطانية.

ولذلك تم إعداد مجموعة من الرسائل الرئيسية لحماية صحة القلب، حيث يزيد استهلاك التبغ، والنظام الغذائى غير الصحى وقلة النشاط البدنى من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية، وبالتالى فإن مزاولة النشاط البدنى لمدة 30 دقيقة يوميا خلال الأسبوع، أمر ضرورى للمساعدة على الوقاية من الإصابة، ومن الرسائل الهامة أيضا، تناول 5 وجيات من الخضروات والفاكهة يوميا، وكذلك الامتناع عن استهلاك التبغ، حيث يخلّف أضراراً صحية جسيمة، كما يشكل التدخين اللاإرادى خطرًا على الصحة، وما يبعث على التفاؤل هو أنّ خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة يتقلّص فور إقلاع الشخص عن استهلاك منتجات التبغ.