الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الرسالة» والهجرة والفتح الأعظم

«الرسالة» والهجرة والفتح الأعظم

أبدع المخرج السورى العظيم الدكتور مصطفى العقاد مخرج الفيلم العالمى «الرسالة» والذى وُلد فى حلب بسوريا وغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الإخراج والإنتاج السينمائى فى جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس، وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته. كان الجميع حتى أقرب الناس إليه يعتقدون أنه رجل فاشل ولن ينجح أو يحقق شيئًا يُذكر بعد أن يترك سوريا، لكن هذا الرجل العظيم كان طموحه أكبر من كل العراقيل التى واجهته فى حياته قبل السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء دراسته فى جامعة كاليفورنيا. 



هذا المخرج العظيم يكفيه هذا العمل  لكى يُخِّلد اسمه فى تاريخ السينما العربية وهو فيلم «الرسالة» الذى تكلف ما يقرب من 10 ملايين دولار عام 1976، وقضى العقاد ما يقرب من عام  كامل فى مصر لوضع اللمسات النهائية لهذا العمل الفنى الكبير، الذى كتبه الأمريكى هارى كريج، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف فى هذا التوقيت، على رأسهم الدكتور عبدالمنعم النمر، والدكتور أحمد شلبى، والمفكر والكاتب الكبير عبد الحميد جودة السحار، والمؤلف العظيم عبد الرحمن الشرقاوى، والمفكر توفيق الحكيم  والشيخ عبدالله العلايلى من لبنان.

وتبدأ  أحداث الفيلم  فى مكة المكرمة حيث ينزل الوحى على الرسول الكريم، يدعو النبى من حوله إلى الإسلام.

فيدخل فى دين الله صفوة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وأقرب الناس إلى قلب رسول الله سيدنا أبوبكر الصديق والسيدة خديجة وعلى بن أبى طالب وزيد بن حارثة رضى الله عنه.

تعرض الصحابة لكل صنوف التعذيب لكى يعودوا عن الإسلام ولكنهم صمدوا فى وجه صناديد قريش. 

فى فيلم الرسالة، وفى هذا المشهد العظيم الذى فرق بين الحق والباطل، وكتب شهادة  للتاريخ فى الحرية والكرامة الإنسانية، عندما أقبل  سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم النبى صلى الله عليه وسلم على صهوة فرسه يحمل قوسه ورمحه وسيفه البتار  ويقوم بدوره الفنان الكبير عبدالله غيث فيلطم أبا جهل على وجهه قائلًا: أنا على دين محمد ابن أخى من أراد أن تُرمل زوجه فليلقنى خلف هذا الوادى.  

وتستمر أحداث الرسالة.. يعذب المسلمون على يد قريش، ثم يأمرهم النبى بالهجرة إلى الحبشة ويتعرض المسلمون إلى حصار ظالم فى شِعب أبى طالب ثم يتوفى أبو طالب عم النبى، وتستمر الأحداث فيخرج النبى إلى الطائف التى لم يجد فيها نصيرًا، ثم يهاجر صلى الله عليه وسلم إلى يثرب المدينة المنورة وتنطلق الدعوة ويلتقى المسلمون مع قريش فى بدر وأحد، ويستشهد سيدنا حمزة رضى الله عنه، ثم تعقد الهدنة بين الطرفين، ويدخل بعض كبار قريش فى الإسلام ممن كانوا يحاربون رسول الله، ثم يأتى فتح مكة ويدخُلها رسول الله وصحابته رضوان الله عليهم وينطلق الإسلام إلى ربوع الأرض بالكلمة الطيبة لا بحد السيف كما يروج البعض. 

هذه ملامح من ذكرى الهجرة النبوية قصدت أن أرويها عن طريق هذا العمل الفنى الذى أخرجه الراحل الدكتور مصطفى العقاد فى سورة بسيطة تحكى سيرة النبى من المولد إلى الهجرة ، مرورًا بمراحل  الدعوة إلى الإسلام  فى مكة، ثم هجرته إلى المدينة المنورة مع إطلالة عبقرية لسيرة الصحابة الكرام أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وبلال بن رباح  وانتهاءً برحيله صلى الله عليه وسلم بعد أداء رسالة الله على أكمل وجه.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها. تحيا مصر