الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خليل الفزيع: الإبداع يسهم فى تغيير الواقع بشكل غير مباشر




كتب - خالد بيومى
خليل الفزيع كاتب متعدد المواهب، قاص وشاعر وكاتب رحلات وكاتب مقالات، مؤمن بأن الكاتب المتمكن من أدواته يستطيع الإبداع فى أكثر من مجال، لكن يظل ولاؤه دائما للون أدبى محدد يستهويه أكثر من غيره، وهذا اللون الذى يفضله هو «القصة»، يرى أن كتابة القصة القصيرة أصعب من كتابة الشعر، وهذا لا يعنى الاستهانة بالشعر بقدر ما يعنى أهمية العناية بكتابة القصة القصيرة، تحدث إلى «روزاليوسف» حول مستقبل القصة التجريبية، والمعايير التى تعتمدها لكتابة نص تجريبي؟ ومدى إمكانية تغيير الواقع عن طريق العمل الأدبى الإبداعي، كما تحدث عن رأيه فى «ثورات الربيع العربي» وغيرها من الموضوعات فى هذا الحوار

■ أنت قاص وشاعر وكاتب رحلات ونقد ثقافى وكاتب مقالات.. كيف توفق بين هذه المجالات؟
- من السهل على الكاتب المتمكن من أدواته أن يكتب فى أكثر من مجال إبداعى أو ثقافى لكن ولاءه يظل دائما للون أدبى أو ثقافى واحد يستهويه أكثر من غيره، ويعبر عن ذاته بشكل أكثر جلاء ووضوحا، بالنسبة لى تظل القصة هى الميدان المفضل، وبقية الكتابات ما هى إلا استجابة ظرفية لبعض الحالات أو المناسبات تعبر عن التفاعل معها بشكل أو بآخر.
■ هل التعدد فى الاهتمامات يمثل ثراء للشخصية أم تشظٍ؟
- ليس هذا ولا ذاك، فالثراء الثقافى يكتسب، ويتنامى فى حالة التلقى أكثر من تناميه فى حالة العطاء، وهذا هو حال الاكتساب المعرفى المتراكم، دون أن يعنى ذلك تجاهل ما يمكن أن يضيفه الآخر للمبدع من خلال إعادة صياغة النص الإبداعى من قبل المتلقي، أما التشظى فهو حالة تعبر عن عدم وضوح الهدف، والحيرة فى اختيار القالب المناسب للنص الإبداعي، والنتيجة هى انزياح المصطلح الفنى لكل لون أدبى إلى الألوان الأدبية الأخرى بحجة تجسير العلاقة بين هذه الألوان، وهى فى نظرى محاولة يائسة، لأن أى لون أدبى ستختفى ملامحه إذا زحفت عليه ألوان الأدب الأخرى، فالنثر هو النثر والشعر هو الشعر.
■ بدأت بكتابة القصة القصيرة ثم تحولت إلى كتابة الشعر.. ما سر هذا التحول؟
- ليس فى الأمر أى سر، فأنا أنتمى للقصة القصيرة عشقا وممارسة، أما الشعر فلم أنشره إلا لا حقا مع أن اهتمامى به كان مبكر، ومع ذلك فلا أحسب نفسى شاعرا بقدر ما أنا قاص.
■ أيهما أصعب: كتابة النص الشعرى أم القصصى ولماذا؟
- أعتقد أن كتابة القصة القصيرة أصعب من كتابة الشعر، وهذا لا يعنى الاستهانة بالشعر بقدر ما يعنى أهمية العناية بكتابة القصة القصيرة. أما لماذا فالأسباب كثيرة منها احتياج القصة أسلوبيا إلى ما لا يحتاجه الشعر.
■ لماذا لم تفكر فى اقتحام عالم الرواية؟
- كانت لى تجربة فى كتابة الرواية، ونشرت فى مجلة «الجيل» على حلقات، وهى رواية «النخلة.. وهمس للجبل والبحر» وهى تجربة لم تكن بالنجاح الذى أتوخاه، فصرفت النظر عن ظهورها فى كتاب مستقل.
■ برأيك.. هل يمكن للكتابة الإبداعية عامة والقصصية خاصة أن تنجح فى تغيير الواقع؟
- هى تسهم فى تغيير الواقع، ولكن ليس بشكل مباشر، ومهمتها أن تفتح العيون على عيوب الواقع، وتوسع مجال الرؤية حيال هذه العيوب، أما تغيير الواقع بشكل مباشر فهذه سلطة لا يملكها المبدع.
■ كيف ترى مستقبل القصة التجريبية وما هى المعايير التى تعتمدها لكتابة نص تجريبي؟
- القصة التجريبية مجالها واسع، ونجاحها مرتهن بقدرة الكاتب على امتلاك ناصية الكتابة السردية، حتى لا تظهر كخاطرة أو تهويمات هلامية تتجرد من كل عناصر السرد، بالنسبة لى أحاول الاستفادة من تجارب الآخرين دون أنسى أنى اكتب قصة لا تختفى من أجوائها كل الملامح السردية.
■ ما أقرب أعمالك إلى وجدانك؟ وما العمل الذى لو عاد بك الزمن للوراء لقمت بإعادة كتابته مرة أخرى؟
- جميع أعمالى قريبة إلى وجداني، لكن آخرها أقرب، ولم أندم على إصدار كتاب لي، حتى أعيد كتابته، فكل كتاب مرهون بزمنه، وأنظر إليه بمقاييس ذلك الزمن.
■ كيف تتأمل الربيع العربى بعيون المبدع؟
- الواقع العربى مؤلم، وهو واقع لم يجلب ربيعا، بل جلب خريفا لا يبشر بالخير، ومع ذلك لا نزال نحلم ونردد: (وطنى حبيبى الوطن الأكبر) نسأل الله السلامة للجميع.