الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى

وزير الأوقاف: نحن فى عصر من يمتلك فيه المعلومات يمتلك زمام القوة

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، حيث بلغ عدد المساجد التى تم افتتاحها فى السنوات العشر الأخيرة عشرة آلاف وخمسمائة وثلاثة وخمسين مسجدًا، كما نشكره على اهتمامه وتوجيهه بالعمل المستمر على تحسين أحوال الأئمة ماديًّا ومعنويًّا، وإكرامه لأهل القرآن. وقال الوزير خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان «الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى: إن من يملك المعلومة يملك القوة، والسيطرة على الفضاء الإلكترونى فكريًّا لا تقل أهمية عن السيطرة عليه علميًّا أو عسكريًّا.



وقال: إن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها فى ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فالسكين التى تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها، والسلاح الذى يفتك ويقتل لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، وحتى القلم فإنه قد يكون وسيلة هداية ورشاد أو آلة هدم أو قذف أو سباب، وهذا هو الحال نفسه فى سائر وسائل الاتصال الإلكترونى والذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وسائر التقنيات الحديثة التى يمكن أن نستخدمها فى كل ما يخدم العلم، والدعوة، والبشرية، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما يفعل أهل الشر.

وقال: وقد ضرب لنا نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أعظم المثل فى استخدام مهارات التواصل الدعوى بمختلف أنواعها، للنفاذ إلى عقل المتلقى وقلبه، وإثارة اهتمامه وانتباهه، ومن هذه المهارات: استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة، كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه، والإشارة إلى القلب أو اللسان، واستخدام لغة الأرقام، والرسم التوضيحي، والأمثلة التوضيحية، كما استخدم (صلى الله عليه وسلم) أسلوب الألغاز لتنشيط أذهان السامعين.

وأضاف أن وسائل وأساليب الدعوة ما بين الحديث الشريف، والخطبة، والموعظة، والوصية، والرسالة، يؤكد حرصه (صلى الله عليه وسلم) على إبلاغ الرسالة بلاغًا مبينًا، وإقامة الحجة واضحة وبيِّنة جلية لا لَبْسَ فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة فى عصره (صلى الله عليه وسلم)، وهو ما يُحمِّلنا أمانة الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) باستنفاد وسعنا فى استخدام وسائل التواصل وسائر التقنيات الحديثة المتاحة فى عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغًا مبينًا.

ويتناول هذا المؤتمر جوانب مهمة فى الفضاء الإلكترونى والتطور التكنولوجي، وما يرتبط بهما أو يدور فى فلكهما من وسائل ذات أثر بالغ فى بناء الوعى بصفة عامة، وقضايا الخطاب الدينى بصفة خاصة؛ مما يتطلب الوقوف عندها بدقة لتعظيم الإفادة من إيجابياتها، وتفادى مخاطرها، والتغلب على تحدياتها، وبخاصة ما يتصل بتقنيات الذكاء الاصطناعى وتوظيفه فى خدمة المجال الدعوي، خاصة وأنه إضافة إلى كل الوسائل القائمة من الدعوة المباشرة أو الافتراضية، وليس بديلًا عن أى منهما.

وأكد أن القيم الأخلاقية والإنسانية والشخصية السوية لا تنفصم سواء فى الواقع الحياتى أم الافتراضي، فالصدق صدق حيث كان، والكذب كذب حيث كان، والغمز واللمز منبوذان، حيث كانا واقعيًّا أم افتراضيًّا، مما يستدعى اهتمامنا البالغ بالتنشئة الإيمانية والأخلاقية الرشيدة؛ لنحمى أبناءنا وشبابنا من مخاطر الاستهداف لدينهم أو قيمهم أو ولائهم وانتمائهم الوطني. وقال: إننا ننظر إلى استخدام وسائل التواصل الإلكترونى والتقنيات استخدامًا رشيدًا لملء الفراغ فى هذا المجال وعدم تركه للمتطرفين أو العابثين على أنه واجب الوقت وأنه من فروض الكفايات.

وأكد أهمية التزام الموضوعية فى طرح الرؤى العلمية فى إطار محاور المؤتمر وعدم الزج بأى قضايا سياسية أو أيدلوجية أو خلافية تحيد بنا عن الأهداف الموضوعية للمؤتمر، فلكل مقام مقاله، آملين أن يكون مؤتمرنا هذا سبيلًا للاجتماع على كلمة سواء فيما يخدم ديننا وأوطاننا ومصالحنا المشتركة والإنسانية جمعاء، وتوظيف الفضاء الإلكترونى فى دعم قضايا التسامح الديني، وترسيخ أسس العيش المشترك والسلام العالمي.

وقال وزير الاوقاف فى كلمته: ولا يفوتنى أن أشكر كل الجهات المشاركة فى هذا المؤتمر علميًّا أو أكاديميًّا أو حضورًا من الداخل والخارج، كما أشكر الهيئة العامة للكتاب على سرعة استجابتها فى إصدار بحوث المؤتمر فى كتابين من سلسلة (رؤية)، تلك السلسلة التى بلغت إصداراتها مائة وثمانين إصدارًا عربيًّا ومترجمًا، بالتعاون بين وزارة الأوقاف ممثلة فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووزارة الثقافة ممثلة فى الهيئة العامة للكتاب، وذلك بمعدل إصدارٍ أسبوعيّ، يأتى ذلك فى ضوء عنايتنا بالتأليف والترجمة والنشر، ولاسيما فى قضايا التجديد، حيث بلغ إجمالى إصداراتنا الجديدة فى السنوات العشر الأخيرة أربعمائة وخمسة وأربعين إصدارًا، تجاوز توزيع العديد منها ما بين خمسين إلى سبعين ألف نسخة بيع، فضلًا عن الإهداءات التى تقدم للمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية بالداخل والخارج، وفضلًا عن مجلتين شهريتين يصدرهما المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعشرات الكتب العلمية والتراثية والموسوعات، وترجمات معانى القرآن الكريم التى تعاد طباعتها دوريًّا.

وأشار الوزير إلى أنه بلغ عدد المساجد التى تم افتتاحها سواء جديدة أو إحلال وتجديد أكثر من 10500 مسجد فى التسع سنوات الماضية، بالإضافة إلى تحسين رواتب الأئمة، وذلك فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، موجهًا الشكر لسيادته على رعايته للمؤتمر الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المنعقد فى القاهرة تحت عنوان: «الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة». 

وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المنعقد فى القاهرة تحت عنوان: «الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن النبى صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع المثل فى استخدام مهارات التواصل لنشر الدعوة وهو ما يحملنا أمانة الاقتداء به واستخدام ادوات التواصل الاجتماعى لإبلاغ الدعوة إلى الله.