الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بايدن يصل الشرق الأوسط

إسرائيل تحذر لبنان من تدخل حزب الله وتستمر فى ضرب غزة

يتوجه الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إسرائيل، اليوم الأربعاء، فى زيارة بالغة الخطورة فى الوقت الذى تستعد فيه لتصعيد هجومها ضد حماس وهو ما تسبب فى أزمة إنسانية فى غزة.



أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى جو بايدن سيتوجه من إسرائيل إلى عمّان، اليوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى للصحفيين، إن بايدن «سيؤكد مجددا أن حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطينى فى الكرامة وتقرير المصير، وسيبحث مجددا فى الاحتياجات الإنسانية لجميع المدنيين فى غزة».

وأضاف أن الرئيس الأمريكى «سيكرر قناعتنا بأن حماس لا تمثل الغالبية العظمى من الشعب الفلسطينى، الذى هو أيضا ضحية».

وسيصل بايدن إلى العاصمة الأردنية آتيا من إسرائيل، التى سيزورها فى اليوم نفسه للتعبير عن تضامنه بعد الهجوم غير المسبوق الذى شنته ضدها حركة حماس انطلاقا من قطاع غزة صباح السابع من أكتوبر الجارى.

2000 جندى أمريكى يستعدون للانتشار

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسئولين أمريكيين قولهم إن نحو 2000 جندى يستعدون للانتشار فى إشارة إلى استعداد واشنطن لمساعدة القوات الإسرائيلية حال حدوث غزو برى لغزة.

وقال المسئولون إن القوات لن تخدم فى «دور قتالى» ولكن سيتم تكليفها بـ»الدعم الطبى أو المهام الاستشارية».

وبحسب الصحيفة فلم يتم حتى الآن نشر الجنود، وإذا تم نشرهم فسوف يذهبون إلى دولة مجاورة ليكونوا مستعدين لدعم إسرائيل فى الحرب ضد حماس.

ووصلت أقوى وأغلى حاملة طائرات فى العالم إلى إسرائيل، الاثنين، بعد أن أعلنت واشنطن نشرها فى البحر المتوسط، فى أعقاب الهجمات التى أطلقتها حماس فى 7 أكتوبر الماضى.

وبعد وصول تلك الحاملة «جيرالد فورد»، بالبحر المتوسط قرب غزة، تترقب المنطقة وصول حاملة الطائرات الأمريكية «دوايت أيزنهاور»، خلال الأسبوعين المقلبين، وذلك فى خطوة نادرة، وفقا لوكالة «أسوشيتد برس»، التى أشارت إلى أن ذلك يأتى ضمن حزمة مساعدات تقدمها واشنطن لإسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى» لحماس.

طلب 10 مليارات دولار كمساعدات

فى الوقت ذاته، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير، مساء أمس الأول، نقلاً عن مصادر مطلعة أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة مساعدات طارئة بقيمة 10 مليارات دولار، بحسب ما أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ويعمل الكونجرس بالتنسيق مع البيت الأبيض على صياغة مشروع قانون لتقديم المساعدات لإسرائيل، والذى من شأنه أن يربطها بالمساعدات التى تسعى إدارة بايدن إلى تقديمها لأوكرانيا وتايوان، وفق التقرير.

وقال زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ الأمريكى تشاك شومر خلال زيارة إلى تل أبيب أمس الأول  الأحد إن «المشرعين الأمريكيين ناقشوا تزويد إسرائيل بذخيرة بديلة لنظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، وقنابل موجهة بدقة، ومعدات JDAM لتحويل القنابل القياسية إلى ذخائر دقيقة وقذائف 155 ملم. ذخيرة».

واشنطن لن تسمح بلوم إسرائيل

استكمالا للدفاع عن إسرائيل، قالت مندوبة الولايات المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، صباح أمس، إن واشنطن لن تسمح لمجلس الأمن بلوم إسرائيل بدلا من «حماس»، وذلك بعد رفض المجلس لمشروع القرار الروسى الذى يدعو إلى وقف إطلاق النار فى غزة.

وقالت غرينفيلد، فى مجلس الأمن: «يجب أن نعمل سويا لمحاسبة حماس على أعمالها الإرهابية بحق إسرائيل»، مضيفة أن «حماس لا تقف لنصرة حق الفلسطينيين فى تقرير المصير».

رفض مشروع القرار الروسى 

ورفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس، مشروع القرار الروسى الذى اقتُرح لحل الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة.

وكان التصويت أمس الأول الاثنين، حيث كان هناك 5 أصوات مؤيدة، و4 أصوات رافضة، وامتنع 6 أعضاء عن التصويت.

وفى أعقاب اقتراح مشروع قرار من قبل دول أخرى، قامت البعثة الروسية فى الأمم المتحدة بتضمين تعديلات على مشروع قرارها لإدانة الهجمات الإسرائيلية التى تستهدف الفلسطينيين فى قطاع غزة، والدعوة إلى وقف إطلاق النار الإنسانى فى ظل الوضع الصعب للمدنيين هناك.

وأمس الأول الاثنين، أعلن نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، أن روسيا تقدمت بمشروع قرار إنسانى إلى مجلس الأمن الدولى، على خلفية تفاقم الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، التى وصلت إلى مستوى «الكارثة».

وردا على ذلك الرفض، أعرب المندوب الروسى لدى مجلس الأمن، فاسيلى نيبينزيا، عن «خيبة أمله العميقة» إزاء إفشال مشروع القرار، معتبرا أن «المجلس رهينة أنانية الوفود الغربية».

قال مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير محمود الحمود، إن «ما تمارسه إسرائيل لا يعتبر حقا فى الدفاع عن النفس، ومن المؤسف ما يجرى تكراره من قبل بعض الدول بأن إسرائيل لها الحق فى الدفاع عن نفسها فى قطاع غزة التى هى أرض محتلة».

من جهته، أكد وزير الدفاع السعودى الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، خلال اتصال هاتفى مع نظيره البريطانى غرانت شابس على ضرورة وقف العمليات العسكرية فى غزة.

وأكد على «ضرورة مواصلة العمل على تهدئة الأوضاع فى غزة، ووقف العمليات العسكرية، حفاظاً على أرواح الأبرياء، واحترام القانون الدولى الإنسانى والالتزام به لعودة الأمن والاستقرار للشعب الفلسطينى الشقيق».

قضية عالمية..

قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أمس الثلاثاء، إن وضع غزة بعد الهجوم الإسرائيلى على القطاع المحاصر سيكون «قضية عالمية مطروحة للنقاش الدولى».

وقال المتحدث دانيال هغارى لوسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفى، ردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستحتل القطاع بالكامل: «لدينا كل التصورات النهائية».

وأوضح أن «غزة لها حدود مع دول أخرى. لذا عندما نقول أشياء تتعلق بالوضع النهائى فإن هذه الأشياء ستجمع بين أوامر المستوى السياسى والجيش».

نزوح نصف سكان غزة

على الجانب الميدانى، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن نصف سكان قطاع غزة تقريبا نزحوا من أماكن سكنهم بفعل هجمات إسرائيل المتواصلة على القطاع لليوم الحادى عشر على التوالى.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا»، فى بيان، أنه فى أعقاب الأمر الإسرائيلى بإخلاء الجزء الشمالى من قطاع غزة فى 13 من الشهر الجارى، قد يصل عدد النازحين داخلياً منذ بدء جولة القتال إلى مليون شخص.

وأوضح البيان أن هؤلاء حوالى 333 ألف نازح يقيمون فى مدارس لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فى وسط وجنوب قطاع غزة، فى ظل ظروف مزرية على نحو متزايد.

وتشهد مرافق الأونروا التعليمية فى المناطق الوسطى والجنوبية اكتظاظا شديدا، مما يجبر العديد من النازحين على النوم فى العراء، ويشمل ذلك الأطفال وكبار السن والمحتاجين إلى رعاية طبية وذوى الإعاقة والنساء الحوامل. 

وأورد البيان أن الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء تعانى من نقص شديد، مما يؤدى إلى تزايد الإحباط والتوترات بين النازحين.

ومع تزايد عدد النازحين فإن وصول العديد منهم إلى الغذاء محدود، إذ أن المخابز المحلية غير قادرة على العمل بسبب النقص فى المواد الأساسية، خاصة دقيق القمح، والذى من المتوقع أن ينفد خلال أقل من أسبوع. 

وعلاوة على ذلك، هناك مصنع واحد فقط من بين كل 5 مصانع يعمل، وهناك شح فى المياه والوقود، كما أعاقت مشكلات الاتصال عمليات المستودعات، بينما يواجه موردو الجملة صعوبات.

وليل الاثنين، قتل 80 شخصا على الأقل وأصيب المئات، فى قصف إسرائيلى عنيف استهدف منازل فى رفح وخان يونس جنوبى قطاع غزة.

ويضاف قتلى أحدث الغارات الإسرائيلية إلى نحو 2800 قتيلا فى الهجمات على القطاع المحاصر، التى تسببت أيضا فى فرار مئات الآلاف من منازلهم.

وكانت إسرائيل أمرت سكان شمالى غزة إلى النزوح نحو الجنوب، تمهيدًا لاجتياح برى مرتقب ينفذه الجيش فى القطاع.

وشددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة بما يشمل تقييد دخول الوقود والمساعدات، مما يهدد بأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة.

وتستعد إسرائيل لشن هجوم برى على قطاع غزة، بعد أيام من الغارات إثر هجوم شنته حركة حماس على بلدات ومستوطنات جنوبى إسرائيل، يوم السابع من أكتوبر الجارى.

وشنت القوات الإسرائيلية أعنف قصف على الإطلاق على قطاع غزة، وتحشد القوات البرية لشن هجوم.. والمعبر الوحيد إلى غزة الذى لا تسيطر عليه إسرائيل هو معبر رفح على الحدود مع مصر.

تحذير اسرائيلى للبنان..

فى سياق ذى صلة، أرسل الجيش الإسرائيلى رسالة إلى لبنان، امس، حذره فيها من انخراط حزب الله فى الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى على منصة «إكس»، «تويتر» سابقا: «عاجل رسالة إلى الدولة اللبنانية: نحن نبقى فى حالة تأهب واستعداد قصوى فى منطقة الشمال».

وتابع: «إذا ارتكب حزب الله خطأ فسنرد بقوة كبيرة جدا، يجب على دولة لبنان أن تسأل نفسها إن كانت تريد المخاطرة بلبنان من أجل مخربى داعش فى غزة»، فى إشارة إلى حركة حماس.