الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس خلال مؤتمر صحفى مع المستشار الألمانى أولاف شولتز: نرفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو تهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم

لا تفريط فى شبر من أرض سيناء

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بقصر الاتحادية المستشار الألمانى أولاف شولتز، حيث قال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، إن المباحثات بين الزعيمين تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث تم تثمين التطور المستمر فى هذا الصدد خلال السنوات الأخيرة، لاسيما على الصعيد الاقتصادى والتجارى، بالإضافة للتعاون المثمر فى مجالات النقل والطاقة النظيفة، بجانب أنشطة الشركات الألمانية فى ضوء مساهمتها فى دعم الجهود المصرية الدؤوبة لتحقيق التقدم الاقتصادى والتنمية . 



كما تناول اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال الأوضاع الإقليمية الراهنة والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، وتداعياته الجسيمة المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليميين. 

كما عقد الجانبان مؤتمراً صحفياً بعد انتهاء المباحثات، حيث ألقى الرئيس السيسى كلمة قال فيها:» اسمحوا لى فى البداية، أن أعرب عن بالغ الأسى والألم، وأتقدم بخالص التعازى، فى ضحايا القصف الوحشى للمستشفى الأهلى المعمدانى، وأؤكد إدانة مصر لكل الأعمال العسكرية، التى تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكل القوانين الدولية، وأشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين، وأطالب المجتمع الدولى بالتدخل لوقفها بشكل فورى».

وأضاف: «المستشار الفيدرالى لجمهورية ألمانيا الاتحادية، أولاف شولتس، أود أن أرحب بكم فى مصر، فى توقيت غاية فى الدقة والخطورة، فى ضوء التصعيد العسكرى الخطير، الذى يشهده قطاع غزة، والتحديات الإقليمية المرتبطة بهذا التصعيد»، مضيفًا: «إن زيارتكم لمصر، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية، فى مختلف المجالات كما تتيح هذه الزيارة، التنسيق والتشاور المستمر، لتحقيق أهدافنا وغاياتنا المشتركة، والتى يأتى فى مقدمتها؛ تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضا على أمن القارة الأوروبية».

وتابع الرئيس:» لقد تناولت مباحثاتنا، مع المستشار الألمانى بشكل تفصيلى، المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، الذى أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة، كما أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، آخذ فى التدهور بصورة مؤسفة وغير مسبوقة»، موضحًا أن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، فى حالة عدم تضافر جهود كل الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفورى للتصعيد الحالى.

واستطرد: «لقد تناولت والمستشار «شولتس»، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة، من خلال اتصالاتنا المكثفة، مع طرفى الصراع وكافة الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية، واتفقنا فى الرؤى، حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة، وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة، إلى حلقة مفرغة من العنف، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر»، مؤكدا ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها «القدس الشرقية». 

وقال السيسى: «اتفقنا فى الرؤى مع المستشار الألمانى، على أهمية العمل بشكل مكثف، على استئناف عملية السلام، عقب احتواء التصعيد الراهن، وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية..كما أعربت، عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، وشددت على ضرورة السماح، بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة».

  وأكد الرئيس مجددا، استمرار مصر فى استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة، عن طريق معبر رفح البرى، لدى سماح الأوضاع بذلك أخذا فى الاعتبار، أن مصر لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض، وتكرار القصف الإسرائيلى للجانب الفلسطينى من المعبر حال دون عمله، مشددًا على رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات، لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة، ومؤكدًا فى هذا الصدد، أن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطينى.

 وأضاف:» لقد تناولت مع المستشار «شولتس» أيضا، القمة التى دعت لها مصر، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام وأكدنا أهمية أن تسفر القمة، عن مخرجات تساهم فى وقف التصعيد الجارى، حقنا لدماء المدنيين، وللتعامل مع الوضع الإنسانى الآخذ فى التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام».

وفى ختام كلمته رحب الرئيس مجددا بالمستشار «أولاف شولتس» فى مصر، معربًا عن أمله فى أن تكون هذه الزيارة، خطوة رئيسية فى جهودنا لإنهاء الأزمة الحالية، وتحقيق التعايش السلمى بين الشعوب.

وفى كلمة مرتجلة جدد الرئيس السيسى، موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالى قطاع غزة، قائلًا:» نرفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين ونطالب المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لوقفها، بالإضافة إلى إدانتنا لكل الأعمال العسكرية التى تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكل القوانين الدولية.

وحذر الرئيس من أن تصفية القضية الفلسطينية أمر غاية فى الخطورة، قائلا: «نرى أن ما يحدث فى غزة الآن ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكرى ضد حماس، وإنما هو محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء والتهجير إلى مصر، وكل من يهمه السلام فى المنطقة لا يقبل بذلك وليس فقط فى مصر، فنحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارا استراتيجيا نحرص عليه وننميه ونسعى أيضا لأن يكون هذا المسار جاذبا لدول أخرى للانضمام إليه».

وقال الرئيس إن قطاع غزة الآن تحت سيطرة إسرائيل، ولن أقول إنه خلال السنوات الماضية لم تنجح إسرائيل فى السيطرة على بناء القدرات العسكرية للجماعات والفصائل الفلسطينية، لن نناقش أسباب ما وصلنا إليه حاليا، متسائلا: هل نجحنا خلال 20-30 سنة فى خروج دولة فلسطينية إلى النور، رغم المبادرات والقرارات المختلفة التى صدرت من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمبادرات العربية التى قدمت فى هذا الشأن على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح؟».

وأوضح الرئيس أن مصر اقترحت أن تكون هناك قوات أممية من حلف شمال الأطلسى (ناتو) أو قوات عربية تضمن أمن واستقرار كل من الشعب الإسرائيلى والمواطن الإسرائيلي، والشعب الفلسطينى والمواطن الفلسطينى.. وقال: «إن ذلك لم يتحقق».

وقال السيسى: «لا نبرر أبدا أى عمل يستهدف أى مدنى، ومصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية القضايا، وقضية المنطقة بالكامل، ولها تأثير قوى على الأمن والاستقرار، وهناك رأى عام عربى وإسلامى داعم لهذا الأمر ويتابع بشدة كل ما يحدث فيها»، مضيفا أن فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع لمصر يعنى ببساطة حدوث أمر مماثل، وهو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، لذا لن تكون فكرة الدولة الفلسطينية التى نتحدث عنها نحن والمجتمع الدولى قابلة للتنفيذ، لأن الأرض موجودة والشعب غير موجود.

وجدد الرئيس تحذيره من مخاطر فكرة النزوح إلى سيناء، مضيفا: «إن نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعنى أننا ننقل فكرة المقاومة وفكرة القتال من قطاع غزة إلى سيناء، وبالتالى تصبح سيناء قاعدة للانطلاق ضد إسرائيل، وفى تلك الحالة من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وعن أمنها القومى فتقوم برد فعل والتعامل مع مصر وتوجيه ضربات للأراضى المصرية».

وشدد الرئيس على حرص مصر على إحلال السلام، داعيا فى الوقت نفسه الجميع للمساهمة فى عدم تبديد الأمل فى عملية السلام من خلال الموافقة على فكرة غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.. فى إشارة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.

وتابع: «إنه إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب فى إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهى تل أبيب من مهمتها المعلنة ضد الجماعات المسلحة من حماس والجهاد الإسلامى وغيرهما بقطاع غزة، إن العملية العسكرية التى ترغب إسرائيل من خلالها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية الجماعات المسلحة فى غزة قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد وبالتالى فى هذه الحالة تتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وبالتالى تتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل وتتحمل بموجبها مصر مسئولية ذلك الأمر».

وأضاف أن مصر بها 105 ملايين نسمة والرأى العام المصرى والعربى يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أن نطلب من الشعب المصرى الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسوف يرون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم موقفنا فى هذا الأمر.

ورفض السيسى بشكل قاطع الهدف الرئيسى من وراء عملية الحصار الإسرائيلى على غزة ومنع المياه والوقود والكهرباء ودخول المساعدات إلى القطاع، وهو نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير إلى سيناء.