الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بدون كهرباء.. معصرة تنتج زيوتًا طبيعية بجودة عالية

عندما تتجول فى دهاليز مركز قوص بمحافظة قنا باحثا عن معصرة »يونس زارع» تجد الصغير والكبير يرشدك، نظرا لكثرة السياح المترددين على المعصرة من جميع المحافظات، بعد أن ذاع صيت الزيوت الطبيعة المستخلصة بطرق بدائية منها. 



 تخطت «معصرة يونس» أكثر من 200 عام كما يروى أهالى البلدة، وتشاهد هذا عندما تصل إلى الحارة الصغيرة لتجد مبنى متهالكا يتكون من غرفتين من الطوب اللبن لتشعر أنك فى العصر الحجري، عندما تتجول بداخل الغرفتين تلاحظ أدوات بدائية لا علاقة لها بالتكنولوجيا أو الكهرباء فجميع الآلات تعمل بشكل يدوى.

وتعود شهرة المعصرة إلى وجود اهتمام الاحتلال الانجليزى فى القرن العشرين بعمل فيلم تسجيلى عن المعصرة والتى رصدوا فيه طريقة استخلاص الزيوت للوصول لسر الجودة التى نخرج من هذه المعصرة، اضافة إلى اهتمام جهات اعلامية وبحثية بعمل دراسات وأفلام تسجيلية لتاريخ المعصرة. 

وتمر صناعة الزيوت فى المعصرة بمرحلتين الأولى بمرحلة طحن الحبوب وهذه تكون من خلال بقرة تدور للف مطحنة حجر يدوية لطحن الحبوب الطبيعية، وبعد الانتهاء من الطحن هناك ثلاث الآت يدوية ايضا مصنوعة من احجار الجرانيت والحبال يتم وضع الحبوب المطحونة ويتم عصرهم ليخرج زيت طبيعى حسب نوع الحبوب المستخدمة دون أى إضافات.

قال كريم عامل فى المعصرة أن الزيوت المستخرجة يتم حسب الطلب لتكون طازجة وبالكميات المطلوبة، مضيفا أن زيت الزيتون وحبة البركة والسمسم والقرطم هذه اشهر أنواع الزيوت المستخرجة والمطلوبة لديهم، وأن أسعار الزيوت رخيصة جدا مقارنة بالجودة التى تخرج بها الزيوت، ويرجع ذلك لعدم وجود أدوات باهظة الثمن وعدم دخول الكهرباء وأن الأمر فقط يرتبط بسعر الحبوب.

وأشار خالد أحد أحفاد الشيخ يونس إلى أن المعصرة يتوارثها الأبناء والأحفاد، وأنها رغم قدم أدواتها إلى انها تستخرج افضل انواع الزيوت الطبيعة التى تجعل الجميع يقبل عليها من جميع الأماكن، وأن التطوير أصبح فقط فى أنواع الزيوت لأنها كانت فى القدم تنتج زيوت الطعام فقط والآن الزيوت العلاجية أيضا.

وأوضح دكتور عبدالرحمن عصام أن معصرة يونس تعتبر موروثاً حضارياً، حيث إنها شاهدة على قرنين من الزمن منهم الاحتلال الانجليزى، مشيرا الى أنه لا بد من حماية الاماكن التراثية فى مدينة قوص التى تقع شمال محافظة الأقصر بـ25 كم.