الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكارثة الانسانية فى «غزة» مستمرة

مع دخول الحرب فى غزة شهرها الرابع لا تبدو فى الأفق أى فرص لوقف الحرب، وسط إصرار إسرائيلى على رفض الجهود الدولية بهذا الصدد.



ومع استمرار القصف الإسرائيلى على غزة باتت مدن الضفة الغربية هدفا يوميا لاقتحامات وقصف من القوات الإسرائيلية.

وتبذل واشنطن جهودا مكثفة لمنع تجنب توسع الصراع إلى بقية المنطقة، إذ أوفدت وزير خارجيتها أنتونى بلينكن فى جولة إلى المنطقة تشمل عدة بلدان من أجل هذا الأمر.

بلينكن زار حتى الآن تركيا واليونان والأردن، ومن المتوقع أن تشمل جولته كذلك عدة دول عربية بالإضافة إلى إسرائيل.

وأكد بلينكن فى اليونان ضرورة تجنب اتساع النزاع فى غزة، لا سيما على الحدود بين إسرائيل ولبنان، وقال «علينا أن نضمن عدم اتساع النزاع»، مشيرا إلى أن أحد أوجه الخوف الحقيقية هى الحدود بين إسرائيل ولبنان، مضيفا «نريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع».

وأضاف الوزير الأمريكى أن «الكثير من المحادثات التى سنجريها خلال الأيام المقبلة مع جميع حلفائنا وشركائنا ستدور حول الإجراءات التى يمكنهم اتخاذها باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان عدم اتساع هذا النزاع».

حذر العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى لدى لقائه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، أمس من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان على غزة، مشددا على ضرورة وضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية فى القطاع.

وخلال زيارته أمس للأردن، جدد الملك عبد الله الثانى التأكيد على أهمية دور الولايات المتحدة بالضغط باتجاه وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية للقطاع بشكل كاف ومستدام.

وأعاد التأكيد على أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.. وأكد رفض الأردن الكامل للتهجير القسرى للفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة والذى يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي، لافتا إلى ضرورة تمكين أهالى غزة من العودة إلى بيوتهم.

وشدد العاهل الأردنى على رفض المملكة لمحاولات الفصل بين غزة والضفة الغربية باعتبارهما امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة.. يأتى ذلك فيما تتزايد الهجمات على قواعد عسكرية فى سوريا والعراق يوجد بها عسكريون أمريكيون فى الأسابيع الأخيرة، فى حين كثفت ميليشيات الحوثى فى اليمن من إيران من هجماتها فى البحر الأحمر على خلفية الحرب فى غزة.

ويثير النزاع فى غزة، الذى دخل شهره الرابع، مخاوف من توسعه إقليميا إلى العراق وسوريا والبحر الأحمر، وشمالا مع اشتداد عمليات القصف المتبادل عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وهذه هى خامس جولة لبلينكن فى المنطقة منذ بدء الحرب على غزة فى 7 أكتوبر الماضي.

قصف فى الضفة

قُتل ستة أشخاص فجر أمس فى قصف إسرائيلى على جنين، شمالى الضفة الغربية، حسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت الوزارة إن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت تجمعا للمواطنين الفلسطينيين فى جنوب جنين، مما أدى إلى مقتل 6 منهم.. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن «عددا من الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت مدينة جنين من شارع جنين-نابلس، وسط مواجهات فى مناطق عدة بالمدينة»، فيما حلقت طائرات استطلاع وطائرات مسيّرة إسرائيلية فى سماء المدينة.

تطورات ميدانية فى غزة

وما زال القصف الإسرائيلى متواصلا بعنف على القطاع الذى يعانى أوضاعا إنسانية ومعيشية قاسية بسبب الحرب.

وطلب الجيش الإسرائيلى من سكان قطاع غزة، أمس الانتقال من شمال القطاع المحاصر إلى جنوبه، منوهاً إلى إغلاق الممر الإنسانى على شارع صلاح الدين، وتحويله إلى طريق آخر.

وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه تمكن من «تفكيك» الهيكل العسكرى لحركة حماس فى غزة، وأنها قتلت حوالى 8000 مسلح فى تلك المنطقة..ولا تعلن حركة حماس عن خسائرها فى المعارك الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي، لكنها لا تزال تنفذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية فى مناطق توغلها، بما فى ذلك شمال القطاع المحاصر..وقال الأميرال دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فى إفادة عبر الإنترنت، إن قواته استولت أيضا على عشرات الآلاف من الأسلحة وملايين الوثائق فى تلك المنطقة.

وأضاف: «نركز الآن على تفكيك حماس فى وسط وجنوب قطاع غزة».. وتعهدت إسرائيل بـ»القضاء» على حركة حماس بعد الهجوم المسلح غير المسبوق الذى شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية فى 7 أكتوبر الماضي.

وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص، وأسر نحو 240 شخصا تم اقتيادهم كرهائن إلى داخل قطاع غزة، ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.. وأدى القصف الإسرائيلى على القطاع، مترافقا مع هجوم برى بدأ فى 27 أكتوبر الماضي، إلى مقتل أكثر من 22 ألف شخص غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة بغزة التى تديرها حماس.

مقاطعة جلسة الحكومة

على جانب آخر، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه على خلفية الخلافات فى مجلس الوزراء الإسرائيلي، سيقاطع عدد من الوزراء جلسة الحكومة.. وأوضحت الإذاعة أن الوزراء بينى جانتس ووزراء الحزب غادى آيزنكوت وهيلى تروبر لن يحضروا جلسة الحكومة أمس، وذلك بعد المواجهة فى المجلس الوزارى السياسى والأمني.. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يحضر الاجتماع الوزيران جدعون ساعر وشاشا بيطون من حزب الأمل الجديد.

وذكر موقع «والا» الإسرائيلي، لن يحضر رئيس معسكر الدولة جانتس وآيزنكوت وهيلى تروبر الجلسة الأسبوعية للحكومة، وذلك للمرة الأولى منذ تشكيل حكومة الطوارئ، رغم أنه كان هناك عدد من الاجتماعات التى تغيبوا عنها لأسباب تتعلق بجدول أعمال الحكومة وجدول أعمالها الذى لا يرتبط بشكل مباشر بالمجهود الحربي.. ويرى معسكر الدولة أن جدول الأعمال لا يتناول الأمور الأساسية المتعلقة بالحرب.. وأشار الموقع إلى أن الخطوة تأتى إثر خلافات متصاعدة فى المجلس الوزارى السياسى والأمني، منذ تشكيل حكومة الطوارئ بشأن ما وصف بالتهكم على رئيس الأركان هرتسى هاليفي.

وكان الخلاف فى الداخل الإسرائيلى تزايد بشدة بشأن الحرب فى قطاع غزة، حيث تصاعد التوتر بين وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وهاليفي، فى جلسة لمجلس الوزراء، وصلت إلى حد الصراخ والتهديد.

«صراخ وفوضى» 

ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية «كان» عن وزير إسرائيلي، قوله إن اجتماعا حكوميا جرى، الخميس الماضي، شهد صراخا وفوضى بسبب تحقيق قرر الجيش الإسرائيلى إجراءه فى هجوم حماس الذى وقع أكتوبر الماضي.

وقالت «كان» إن عددا من الوزراء هاجموا ممثلى الجيش الإسرائيلى الذين كانوا حاضرين فى الاجتماع، بما فى ذلك رئيس الأركان.