الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المتخفى» فى الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولى للفوتوغرافيا المعاصرة




تعد الصورة الفوتوغرافية المعاصرة من أكثر المجالات الفنية تطورا فى السنوات الأخيرة، تطور لم يتوقف فقط على التقنيات والكاميرات والأجهزة الحديثة المستخدمة، كما لم يتوقف دور اللقطة الفوتوغرافية عند الرصد أو التوثيق بل صاحب ذلك تطور كبير فى الثقافة والفلسفة التى تحملها مكونات اللقطة حتى اقتربت إلى حد كبير من اللوحة التشكيلية، وحول الصورة الفوتوغرافية تقام فى مركز الجزيرة للفنون بالزمالك حاليا الدورة الثانية لمهرجان الجزيرة الدولى للفوتوغرافيا المعاصرة وينظمه المصور الفوتوغرافى أيمن لطفى بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية، المهرجان يقام كل عامين وتستضيفه إحدى الدول المشاركة بالمهرجان، والمقرر إقامته بالأكاديمية المصرية للفنون بروما فى شهر ابريل المقبل، يشارك فى الدورة الحالية 28مصورا فوتوغرافيا من المصورين المحترفين المعروفين دوليا من عشرين دولة، اللافت للنظر فى الدورة الحالية عدم تمكن الفنانين الأجانب المشاركين من الحضور بعد أن منعتهم سفاراتهم من الحضور إلى مصر حافظا على حياتهم وخوفاً من الإرهاب الأسود ، واكتفوا بإرسال أعمالهم إلى قوميسير المهرجان والذى قام بدوره بطباعة الأعمال بالقاهرة. كما أقام المصور أيمن لطفى معرضة المصاحب للمهرجان تحت عنوان « المتخفى  the hidden «، حيث عرض 45 صورة فوتوغرافية فلسفية وتعبيرية تناول بها  قضايا كثيرة منها قضية «الازدواجية» وهو الموضوع الرئيسى فى أعماله وبحسب رؤية «لطفي»: «المتخفى الذى يختبئ خلف جدار أو قناع أو قطعه من القماش ، المتخفى الذى يختبئ خلف عالم من صناعته ويتلون بألوان زائفة ليس لها علاقة بالواقع الخاص بالإنسان يعتقد أننا لا نراه ولكننا نراه ولو بعد حين وسوف يصبح بالفعل متخفياً ولكن من الواقع والعالم الخاص بنا».
وفى مجال الفيديو آرت عرض الفنان فيلم مدته 3 دقائق بعنوان «المتخفي» لشخص ملتح يتحول ويخفى وجه بأربطة صفراء ثم اربطه سوداء ثم يبدأ بإزالة الأربطة ونزع اللحية ليكشف عن وجهه وملامحه الحقيقية، وهذا يرمز لما كانت تعانيه مصر فترة حكم الإخوان وكم من الشخصيات التى ارتدت الأقنعة لتحقيق مصالحها، فى معرضه تناول «لطفي» عدة قضايا منها قضية العشوائيات والسكن فيما يشبه سلة المهملات وقضية الحكم والطمع بالكرسى وعبر عنها من خلال صورة شخص عاجز يجلس على كرسى المعوقين ومع ذلك يحكم ويسيطر، هذه الصور استخدم فيها الفنان الأسلوب الفنى السريالى فهو اقرب الأساليب الفنية لهذه القضايا، قضية حرية المرأة وما فرض عليها من قيود وقمع واستخدامها كأداة لتحقيق مصالح سياسية،  ومن بين الأعمال المعروضة عرض الفنان عمل مشترك بينه وبين الفنان الدكتور أشرف رضا، فقد استخدم لطفى أجزاء من لوحه «رضا» ووضعها كملامس على أحد  الشخصيات المصورة تحت عنوان «تجريدية مصرية». وقد عرض المصورون المشاركون  138 صورة فوتوغرافية ملونة وبعضها بالأبيض والأسود، اختلف التناول التقنى والفكرى للصورة ما بين دولة ودولة أخرى لكنهم جميعاً تشابهوا فى اختيار موضوع الصورة الفوتوغرافيا، مثل اختيارهم  للقضايا الإنسانية والاجتماعية والفلسفية والسكيولوجية، وهذا يؤكد أن طبيعة الإنسان فى كل العالم واحده باحباطاته وانكساراته وانجازاته وأحلامه، هذه القضايا أنتجت فوتوغرافيا تعبيرية تحمل العديد من المبالغات بعضها تعبيرية وأخرى تجريدية و سريالية تعبر عن الحلم والخوف من نهاية الحياة، المصورة الرومانية   Cristina Venedictعبرت فى إحدى صورها عن توتر العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة، والمصورة الروسية Ivanvoa Victoria عبرت عن الضغوط النفسية التى يتعرض لها الإنسان من قبل السلطات، وهى صورة لمجموعة من المسامير التى دق عليها شاكوش ، وهذه الدق أدى إلى ثنى المسامير إلا إنها استمرت فى ثباتها ، والمصورة البولندية Monika Jezusek عبرت عن قضيه ملاجئ الأيتام وما يحدث بها من تكدس البشر فى أماكن لا يليق بآدمية الإنسان.