الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فوبيا «الملاريا» تنتشر بقريتى الشيخ مصطفى والعدوة فى إدفو




أسوان ـ محمد الشريف
 للمرة الأولى تشهد محافظة أسوان ظهور مرض الملاريا بمدينة ادفو والتى بلغ إجمالى عدد المصابين به إلى 15 حالة خرج منهم 8حالات بعد شفائهم من الاصابة بالمرض ولايزال هناك 7 آخرين يتلقون العلاج فى مستشفى حميات إدفو بعد أن أكدت المعامل إيجابية الإصابة بها والمتمثلة فى ارتفاع درجة الحرارة والرعشة ونوبات حمى متكررة وبخلاف ماقيل عن اختلاط  أهالى بعدد من السودانيين يتردد أن هناك بركًا ومستنقعات تعد سببا آخر فى تجمع الحشرات الآفات الضارة والاصابة بالمرض.
 تجدر الاشارة إلى أنه تم فحص 3 آلاف شخص بقرى العدوة ومنطقة الشيخ مصطفى عبد السلام اثبتت التحاليل والفحوصات الطبية سلبية الإصابة بالمرض.
«روزاليوسف» انتقلت إلى قريتى الشيخ مصطفى والعدوة بأدفو اللتان  شهدتا انطلاق شرارة مرض الملاريا منذ أسبوع  الأربعاء والتقينا بعدد من الأهالى والمرضى هناك
 تقول المواطنة سيدة من قرية الشيخ مصطفى إنه تم احتجازها منذ 4 أيام، بعد أن تم اكتشاف إصابتها بمرض الملاريا، وتم تقديم العلاج والعقاقير الطبية اللازمة لها، وجار استكمال التحاليل والفحوصات الطبية من قبل إدارة المستشفى لها، لحين تماثلها للشفاء تماماً.
تضيف فاطمة من أهالى قرية العدوة أن  هناك حالة من التخوف من الإصابة بالملاريا مؤكدة أنه بمجرد وجود أى ارتفاع فى درجة حرارة أى من أبنائهم داخل القرية يصابون بحالة من القلق الشديد وأشارت إلى أنه عندما ارتفعت درجة حرارة نجلها  وتوجهت به على الفور لمستشفى حميات ادفو وتبين بعد التحاليل أنه ارتفاع عادى فى حرارة الجسم وليس مصابا بالملاريا.
وتطالب فاطمة  بزيادة عمليات الرش للمبيدات الحشرية للقضاء على الناموس الموجود بالقرية ، علاوة على استكمال عمليات تعقيم وردم المحاجر والبرك والمستنقعات الموجودة بالقرية لأنها هى مصدر التلوث.
وفى نفس الوقت تماثل الطفلان جمعة محمد سيد 11سنة وشقيقه عبد العزيز 6 سنوات للشفاء بعد تعرضهما للإصابة بمرض الملاريا.
ويوضح  والد طفلين  مصابين بالمرض أن نجليه كانا أول من تعرضا للإصابة بالملاريا وتم نقلهما إلى مستشفى حميات ادفو ومنها إلى مستشفى أسيوط حيث تم إجراء تحاليل لهما على مدار 5 أيام وبعد تقديم العلاج تماثلا للشفاء والحمد لله وحالياً تحت الملاحظة.
 يرجع   دياب . م من أهالى القرية  ظهور حالات الإصابة بالملاريا فى القرية الى وجود البرك والمستنقعات التى تخلفت من محاجر الرمال مما يساهم فى انتشار البعوض الناقل للمرض وهى الجارى ردمها حالياً.
ويرى الدكتور جابر عوض عضو مجلس الشعب السابق عن إدفو، أن ما حدث فى العدوة ونجع الشيخ مصطفى هو مجرد أزمة عابرة وستنتهي، خاصة بعد تدخل واهتمام الأجهزة المعنية من خلال وزير الصحة ومحافظ أسوان، اللذان حرصا على التواجد وسط الأهالى فورا للاطمئنان على الموقف، وأن المواطن له حقوق وعليه واجبات، لذلك يجب أن يصلب نفسه إلى السبب الرئيسى فى انتشار الملاريا وهو على حد ما يعرفه يعلمه جيدا.
من جهته اعترف الدكتور محمد عزمى وكيل وزارة الصحة بأسوان أن غالبية المصابين من عائلة واحدة وقرية واحدة وهى القرية المواجهة لمنطقة محاجر الرمال التى يجرى حالياً على   ردمها بناءاً على توجيهات محافظ أسوان مصطفى يسرى والذى وجه بالتنسيق بين مديريات الصحة والرى والزراعة لتطهير قنوات الرى المائية داخل 7 قرى، بجانب تكثيف أعمال المعدات الثقيلة من لودرات وحفارات  وسيارات نقل للقضاء على البرك والمستنقعات التى تخلفت من الحفر الجائر ووجود مياه جوفيه راكدة والتى تعتبر بيئة خصبة لتكاثر يرقات الملاريا وخاصة لوجود المياة العذبة الراكدة وهو ما يتم مواجهته، بجانب أن هناك بعض السودانيين الموجودين بنفس المنطقة ومن خلال مخالطتهم للأهالى محتمل أنه تم نقل العدوى منهم، موضحاً بأن مرض الملاريا الحميدة لا ينتقل إلا عن طريق لدغة الباعوض والناموس الناقل له من شخص مريض لشخص سليم، وهو عكس الملاريا الخبيثة التى تتسبب فى الإصابة بها مباشرة باعوضة الجامبيا والتى لم يتم رصدها داخل مصر ولكنها منتشرة فى السودان وبعض الدول الأفريقية.. وتابع عزمى بأن وزارة الصحة بالتعاون مع المحافظة والجهات الأخرى تقوم بتنظيم عدد 2 قافلة طبية إلى دولة السودان سنوياً بتكلفة 10 ملايين جنيه لمقاومة باعوضة الجامبيا داخل مناطق تجمعها.
ومن جانبه يشدد محافظ أسوان مصطفى يسرى على  تواصل جهود مواجهة انتشار مرض الملاريا الوبائى فى منطقة شرق مركز ادفو من خلال 7 فرق مكافحة من وزارة الصحة منها 2 فرقة للتمشيط والفحص الوبائى لجميع سكان قرية العدوة والمناطق المجاورة لها بالإضافة إلى 5 فرق بالفحص الوبائى لباقى مناطق شرق ادفو وأيضاً بعض الفرى بمركز كوم امبو.
وأكد يسرى أنه تم إعطاء توجيهات لرؤساء مدن ادفو والرديسية وكوم امبو بسرعة ردم كافة البرك والمستنقعات الناتجة من أعمال الحفر الخاصة بمحاجر الرمل بمنطقة الشيخ مصطفى وغيرها من خلال تكثيف أعمال المعدات الثقيلة من لودرات وحفارات وسيارات نقل.
ولفت الى أن  مسئولى الصحة فى اجتماعات مستمرة فى ادفو لمحاولة منع انتشار المرض داخل قرية العدوة، والتى شهدت ظهور عدد من الحالات المصابة.
ويؤكد الدكتور عمرو قنديل مسئول شئون الطب الوقائى بوزارة الصحة بأن حالات الإصابة تعد ملاريا حميدة وجميع الحالات مستقرة، وأن الباعوض لا يسبب العدوى بالمرض إلا فى حالة لدغ شخص مصاب به عندها تنتقل العدوى من شخص لآخر.
وأشار إلى أن الفريق الطبى المكافح المكون من 121 طبيبًا ومهندسًا وفنيًا اتخذ عدة إجراءات منذ ظهور أول حالة إصابة مؤكدة بالملاريا الأربعاء الماضى وتمثلت فى إرسال فريق من الإدارة العاملة لمكافحة الملاريا وإدارة مكافحة ناقلات الأمراض إلى قرية العدوة بمركز إدفو بأسوان، بصحبة عدد من الأطباء الاستشاريين فى مجال الحميات لمتابعة المصابين بالمستشفيات وتقديم العلاج اللازم لهم، بجانب توفير الأدوية وإنشاء معمل داخل مستشفى حميات إدفو لفحص جميع الحالات داخل المستشفى.
وقال إن الإجراءات تتضمن  إنشاء معمل لفحص اليرقات والبعوض، وتقسيم القرية لمربعات للمرور على جميع المنازل، وفحص جميع المواطنين المتواجدين بها، كذلك جمع وتصنيف وفحص البعوض المتواجد بالمنطقة، ورش المجارى المائية وردم المياه الجوفية ورش المنازل لمكافحة البعوض، بجانب التثقيف الصحى لأهالى القرية حول أعراض المرض وكيفية الوقاية من العدوى، ورفع درجة الاستعداد فى المستشفيات والوحدات الصحية.