السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

7 عادات رمضانية من مختلف العصور الإسلامية يحافظ المصريون عليها حتى الآن




أكد الباحث الاثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الاسلامية والقبطية أن عادات المسلمين فى شهر رمضان الكريم، تتفاوت من بلد لآخر، وإن كانوا يتحدون فى عبادتهم التى تظهر وحدتهم فى اسمى معانيها، مشيرا الى أن المصريين حرصوا فى الحفاظ على عدد من العادات المميزة التى تعد مظهرا اساسيا من مظاهر الشهر الكريم.
وكشف الزهار عن أبرز 7 عادات للمصريين فى رمضان، وفى مقدمتها «الفانوس»، مشيرا الى أن أول من عرف فانوس رمضان هم المصريون، وذلك فى اليوم الذى دخل فيه المعز لدين الله الفاطمى مدينة القاهرة يوم الخامس من رمضان، وخرج المصريون فى المدينة فى موكب كبير على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذى وصل ليلا، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة لإضاءة الطريق، وأضاف إن المصريين ابقوا على الفوانيس لتضيء شوارع القاهره حتى آخر شهر رمضان، ولذلك اصبحت عادة يلتزم بها كل سنة فى هذا الشهر الكريم.
وعن مدفع رمضان، قال سامح الزهار إن القاهرة كانت هى أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، وكان هذا الامر عن طريق الصدفة البحتة، فقد أراد السلطان المملوكى خشقدم أن يجرب مدفعا جديدا وبالمصادفة خرجت دانة من المدفع وقت اذان المغرب، فاعتقد الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرج المواطنون إلى قصر السلطان لشكره على هذه الفكرة الجميلة التى استحدثها، وعندما وجد السلطان أن هذا الامر ادخل السرور عليهم قرر المضى فى إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار، ثم أضاف بعد ذلك مدفعين احدهما للسحور والآخر للإمساك.
وأوضح أن المسحراتى هى مهنة عرفها التاريخ الاسلامى باختلاف الازمنة والعصور، واحتفظت بها بعض الدول على رأسها مصر، لافتا الى أن المسحراتى هو الشخص الذى يقوم بإيقاظ الناس ليلا قبل الفجر بفترة مناسبة حتى يتناول الناس سحورهم امتثالا للامر النبوي» تسحروا فإن فى السحور بركة».
وأشار الى أن شكل هذه المهنة تطور على مدى العصور الاسلامية، ففى صدر الاسلام كان المسلمون يعرفون وقت السحور بأذان بلال بن رباح، ويعرفون الامتناع عن الطعام بأذان عبد الله بن مكتوم، وباتساع رقعة الدولة الإسلامية اختلفت أساليب تنبيه الصائمين، حيث ابتكر المسلمون وسائل أحدث من باب أن التنبيه على السحور للدلالة على الخير والتعاون على البر، ومن هنا ظهرت مهنة المسحراتى فى عصر الدولة العباسية.
وتابع إنه فى عهد الخليفة المنتصر بالله ظهرت فكرة المسحراتى، فقد وجد عتبة بن اسحاق أن المسلمين لا ينتبهون كثيرا الى وقت السحور ولا احد يقوم بتلك المهمة، فقرر أن يقوم هو بنفسه بأداء تلك المهمة، وهو والى مصر، فكان يمر بشوارع المحروسة ليلا لإيقاظ الناس من مدينة العسكر الى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، وينادى قائلا: «عباد الله تسحروا فإن فى السحور بركة».
وأضاف إنه فى العصر الفاطمى أصدر الحاكم بأمر الله أوامر لجنوده بالمرور على المنازل ودق الابواب لإيقاظ المسلمين للسحور، وبمرور الزمن قام بتخصيص رجل للقيام بهذه المهمة يمسك بيده عصا يدق بها ابواب البيوت مناديا: «يا أهل الله قوموا تسحروا».
وأكد الزهار أن مهنة المسحراتى تطورت على يد المصريين، وابتكروا فكرة الطبلة الصغيرة التى يحملها المسحراتى ليقوم بالدق عليها بدلا من الدق بالعصا على ابواب المنازل، .