الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السوءة الكبرى لداعش وتنظيمات الشيعة

السوءة الكبرى لداعش وتنظيمات الشيعة
السوءة الكبرى لداعش وتنظيمات الشيعة




كتب: د. ناجح إبراهيم

▪ لكل مسجد حظ وافر من قوله تعالى عن المسجد الحرام «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا» ومعناها: آمن من دخل المسجد الحرام وكل المساجد لأنها بيوت الله إنها بيت الأمن والأمان والرحمة والسكينة والطاعة والعبادة.. إنها بيوت الألفة والتراحم والمودة.. إنها المكان الوحيد الذى يفترض أن يخلع فيه الجميع انتماءاتهم الفكرية والسياسية والحزبية والتنظيمية.. ويخلعون فيه رتبهم ومناصبهم.. ففى المساجد تخشع القلوب وتطمئن النفوس.
▪ وكان العربى فى الجاهلية يرى قاتل أبيه عند الكعبة فلا يمسه بسوء تعظيما للبيت الحرام.. وذلك قبل أن يقرأوا مثل هذه الآية.. ومازال المسلمون فى كل عصورهم يقدرون المساجد ويوقرونها ويعتبرون أن أمن وأمان المصلين فيها من أقدس المهام.. بل إن فقهاء الإسلام كانوا يلزمون الحاكم  حماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود الذين يسكنون بلاد المسلمين ويعتبرون أن من أخلاق سيوف الأمة المسلمة أنها تحمى هذه الكنائس والمعابد كما تحمى المساجد.
▪ ولكن كل هذه المعانى غابت عن داعش والقاعدة وغابت أيضا عن بعض التنظيمات الشيعية مثل عصائب الحق أو ميليشيا بدر أو غيرها.. وقد قامت هذه المجموعات بداية من تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين الذى أسسه الزرقاوى والذى تحول بعد ذلك إلى تنظيم داعش وكذلك التنظيمات الشيعية بتفجير المساجد.. فداعش تفجر مساجد الشيعة والتنظيمات الشيعية تفجر مساجد السنة.
▪ ولعل أخطر هذه التفجيرات.. ذلك التفجير الذى قامت به عصائب الحق الشيعية من تفجير مسجد لأهل السنة فى مدينة ديالى.. وقتل وجرح فى هذا التفجير 170 مصليا لاعلاقة لهم بالطائفية ولا بالمذهبية ولا علاقة لهم بداعش ولا بالسياسة ولا بالتنظيمات كلها.. لكنهم مواطنون عاديون كانوا يصلون الجمعة.
▪ أما أفظع التفجيرات وأخطرها فهو ما وقع منذ أيام فى اليمن حيث تم تفجير مسجد يتبع الحوثيين هناك.. ويصلى فيه عوام الناس وخواصهم وبعضهم من الحوثيين قادة وأفرادا.   
▪ فما ذنب هؤلاء المصلين حتى نفجرهم فى أقدس مكان وأطهر موضع وما ذنب المصلين حتى نفجرهم وهم ركع وسجود؟
▪ وهل هذا موطن للحرب والنزال أم هو موطن للتعبد والسكينة؟!
▪ وما هذا الاستهتار بالحرمات كلها، حرمة الله، وحرمة المسجد، وحرمة الدماء؟
▪ أليس لهذا العبث نهاية؟!.. فبيوت الله ينبغى أن تعمر لا أن تخرب، وينبغى أن تؤمن وتصان لا أن تفجر وتخرب  « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمن منَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
▪ فالمساجد هى أحب الأماكن إلى الله سبحانه وقد نسبها الله إلى نفسه تشريفاً لها وتعظيماً لشأنها.
▪ وقد استباحت داعش والتنظيمات الشيعية المساجد ودور العبادة فى باكستان والعراق ثم ها هى اليوم تصل إلى اليمن.. فهل من نهاية لهذا العبث المجنون؟!
▪ إن تفجير المساجد هو السوءة الكبرى لداعش والتنظيمات الشيعية.