الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وقف قصف الماضي

وقف قصف الماضي




■ معارضون ومؤيدون لدعوتي القوي السياسية والمؤسسة الحاكمة بالتركيز علي بناء مصر الجديدة.. مع الاستفادة من دروس الماضي، والبعض رأها دفاعاً عن النظام السابق وآخرون أيدوا الفكرة ووافقوني.. ما بين الرأيين أجد نفسي مدافعاً عن أخلاقيات وقيم يجب أن نغرسها معا كعنوان لـ«مصر الجديدة».

حاولت أن تكون السياسة القائمة الآن أو التي ندار بها الأمور أخلاقية بضرورة أن يكون لدينا تقييم عادل لما حدث في ظل نظام الحكم السابق.. من غير المعقول أن نختزل كل ما سبق وننسف تاريخ بلد بأكمله من أجل خاطر مجاملة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة أو الرئيس مرسي! أعتقد أن الدعوة الأخلاقية التي يحاول التيار الديني تسويقها بين المصريين تستلزم منا جميعاً أن يكون هناك تقييم عادلا لفترة الرئيس السابق مبارك.. أما حكاية حرق كل من شارك بالعمل في ظل نظام الرئيس السابق وتصوير الجميع بأنهم فاسدون وهو أمر غير عادل، وأيضاً كل ما تم تحقيقه في كل المجالات.
■ المصريون جميعاً عملوا مع مبارك.. وقيادات الإخوان المسلمين تحديداً تعاملوا مع النظام في الكثير من المواقف، ولا داعي لإعادة المنشور علي ألسنة المقربين.. وهذه أمور سياسية معروفة أنني أري مسلسل الأنتقام لم يتوقف، المتعاركون في الشارع من الأطياف السياسية،  قد وجدوا الهجوم علي النظام السابق المتنفس الوحيد في ظل حالة عدم التوفيق في العمل وحل المشاكل.. أكرر: مبارك رجل عمره فوق الثمانين.. لا يشكل أي خطورة علي أي شخص، ولا أعتقد أن حكم الإخوان المسلمين يخيفهم أن يكون مبارك أو وزراؤه وأبناه علاء وجمال خارج السجن، لكن أري أن هؤلاء بمثابة ورقة في اليد لحشد الشارع مثلما يحدث باسم دماء الشهداء.
■ أكرر أيضاً: الوزراء أو المسئولون بالسجون أو أمام القاضي لهم حقوق فيما لو كنا بالفعل نؤمن بأن العدل هو الميزان.. أو نصدق الشعارات المرفوعة بخصوص حصول المواطن علي حقوقه، كما يقول رجال التأسيسية.. هؤلاء الوزراء مظلومون فيما هو منسوب إليهم.. القضاء قال كلمته.. ومازال هناك درجات للتقاضي في الاتهامات!
إذاً علينا أن نمنع أو نمتنع عن قذف هؤلاء.. الحكاية مش ناقصة.. كل منهم يعاني الأمراض.. والمشاكل داخل العائلات والنهاية معروفة لمعظمهم ثم نجيء بعد ذلك ونقذفهم بكل أنواع الاتهامات.
وزراء حكومات الرئيس السابق مبارك نجحوا في تحقيق الكثير من الإنجازات وهي واضحة ومعروفة.. ونجحوا في حماية مصر من أزمات عالمية عصفت بدول أقوي منا، واللافت أن عددًا من الوزراء الحاليين أو نجوم المشهد السياسي لم يجدوا لهم عملاً إلا الهجوم علي ما حدث من تنمية خلال تلك الفترة لتشويه واغتيال هؤلاء المسئولين أمام الشارع، بل حملوهم أسباب المشاكل الموجودة حالياً وهو ما يعني الإفلاس.
الشجاعة تقتضي أن نكشف للناس الأسباب الحقيقية لنقص المواد البترولية أو إهمال الطرق أو غيرهما.. ولكن أن نتهم مرة الطرف الثالث.. ومرة أعضاء الحزب الوطني السابق ومرة مبارك ومرة أولاده ومرة.. ومرة.. هذا معناه إفلاس وأننا نخشي تسويق الحقيقة.. خوفاً من ثورة الشارع وغضب الثوريين.
■ أضحك عندما أقرأ لمسئول أن نظام مبارك وراء كذا وكذا وكذا.. ولم أقرأ لنفس المسئول ماذا سيفعل لكي يغير أوضاع كذا وكذا وكذا.. إن مثل هذا المسئول لا يملك حتي أفكارًا ليدير وزارته أو يطورها.. إنه الإفلاس الوزاري.
■ هاجموا السياسة الاقتصادية والدولية والإسكان والصحة والتعليم ولمدة عامين.. وبعدها لم أقرأ أو أر خطوة في طريق الإصلاح.. لا مستشفي تم تجهيزه.. ولا تم رصف شارع ولا بناء شقة لمحتاج.
■ أري ضرورة وقف قذف الماضي.. وتشويه رجاله مهما كانت الظروف، هذا لو حدث يبعث برسالة للخارج بأننا دولة قيم.. أو حكاية الفلوس المنهوبة والمليارات المسروقة في الخارج ولجان سفر وعودة وتصريحات بعودة المليارات ثم تستيقظ علي الحقيقة المرة بأن لا شيء تغير.. إلا الشكل في الصحافة.. واللون في الإعلام ومازالت نفس الممارسات لم تتغير بل أصبحت أسوأ.
■ الإسلام بريء مما نحن فيه من مشاكل.. إنها صناعة البشر والإصرار علي ارتكاب أخطاء سوف يصل بنا إلي أن نصبح أفغانستان أخري.. حرق كل ما هو موجود وهدم البناء المقام وحرق الزراعات.. كلها أمور لن تفيد إلا الأعداء.. لأننا لا نملك أموالا لإعادة البناء حتي لو كان علي أسس نري أنها جديدة وسليمة وخالية من العيوب.
دعوتي بغلق ملف الانتقام من كل ما هو سابق ترجع لموقف أخلاقي.. كنت أتمني أن أعيش عصر عبدالناصر لأقول له ذلك.. أو عصر السادات لأوضح أن حاضر الشعوب ومستقبلها يتوقف علي تاريخها.. فلا تخسروا التاريخ.