الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مواجهة «الوعى البديل»

مواجهة «الوعى البديل»

أسلحتها ليست قنابل عنقودية، ولا هى صواريخ باليستية أو فرط صوتية، فلن تحملها مقاتلات، أو حاملات طائرات، أوبوارج حربية، فأسلحة معارك الجيل الرابع والخامس، خاصة معركة الوعى مختلفة تمامًا فمعظمها كلمات مسمومة أو صور مزيفة، وشائعات مكذوبة، أما ساحات المعركة فهى عقول الناس وقلوبهم. 



بنك الأهداف يركز على القناعات والأفكار، وصناعة الصورة الذهنية للدولة أو المؤسسة المستهدفة، وفق أجندة العدو فى الخارج أو أدواته المرتبطة به فى الداخل، فيما يعرف بصناعة « الوعى البديل». 

ولأن مصر الوطن يواجه تحديات وضغوطًاـ ربما تكون غير مسبوقةـ  فعلينا جميعًا وبلا تردد أن نسهم فى تعزيز الوعى بما يحيط بالأمة المصرية من مخاطر تهدد أمنها القومى، وهنا لا أفصل المواطن عن الدولة فى مفهومى للأمن القومى، فأمن المواطن هو عينه أمن الوطن فى البداية والنهاية.

فى هذا السياق يجب أن نمتلك أدوات مواجهة هذه المعركة لكى لاينتصر الوعى البديل، الذى يصور بعض مؤسسات الدولة فى صورة العدو للمواطن، فهى دائما تتخذ قرارات ليست فى صالحه، خاصة فيما يتعلق بسياسات الإصلاح الاقتصادى، وللأسف بعض المتحدثين المحسوبين على الدولة يروجونـ دون قصد أو درايةـ لأهداف المعادية كالدببة العمياء التى تؤذى أصحابها.

من بين أفكار المواجهة إنشاء معهد علمى متخصص فى استطلاعات الرأى، فخوض أى معركة بلا معلومات دقيقة يعنى الفشل من أول لحظة، ورغم أن مصر تضم بعض مراكز استطلاعات الرأى، لكننا نحتاح إلى معهد مثل معهد جالوب الأمريكى.

أيضًا لايقتل الشائعة سوى المعلومة الرسمية الصحيحة المسموح بتداولها، وهو ما يتطلب إنجاز قانون تداول المعلومات جنبًا إلى جنب مع تغليظ العقوبات على مروجى الشائعات المغرضة والأخبار المفبركة.

«حفظ الله مصر وشعبها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها».