السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
للثعبان طريقان

للثعبان طريقان






وأنا أحصى ما حصدناه معا من ثمار ليال مضت - طازجة كانت أو معطوبة - من عمر ثورة 30 يونيو مطروحة من عمر رئيس، مجموعة ومضافة إلى عمر «مصر» سوف أحصى عدد مرات ليالى خوفى من ذاك الثعبان الرابض أسفل تشققات الوطن، ولسوف أسأل نفسى كثيراً: هل يرى الرئيس رأس الثعبان؟ نحن نراه  ونسمع فحيحه.
فى عام «السيسى» الأول سوف أنحى جانباً ليالى الأمان فى حقيقة كونى مصرية مازالت تعيش داخل حدود وطن، وليس شبه وطن وﻻ شتات، ولن أحصى الثمار الطازجة ــ وهى كثيرة ــ سوف أترك جمعها للآخرين، الثمار الطازجة التى زرعها ويرويها الرئيس فى أرض أخاف أن ينقض علينا من أسفل طينها الثعبان.
وأسأل بوضوح: هل يدفئ الرئيس ذاك الثعبان الأقرع، الثعبان الذى بسمومه قد روى زرع البلاد واشجارها أم أنه ينتظر لحظة يدركها هو، ويقرر توقيتها هو، ليقطع هو وبضربة فأس واحدة صائبة رأس الثعبان ووليفته معا؟ قلبى يحدثنى بالطريقة الثانية.
أنا هنا الآن أتحدث بوضوح عن رعرعة أشجار جماعة السلفيين فوق أرض مصر! وأسائله من جديد: هل سيجىء موسم يتم فيه بالمنجل قطافهم وفى اﻷجولة حصادهم؟ وإلا فلماذا كان قتال الإخوان؟ فكلاهما لا ينتمى للوطن بقدر ما ينتمى لمشروعهم الخاص فى المقام الاول!! فهل سيأمن مسيحيو البلاد داخل بيوتهم بعد تهجير؟ وهل سيأمن مسلمو البلاد شر من سرقوا دينهم باسم السلفية تارة والإخوان تارةً بعد تكفير؟ أى الطريقين سيختار؟
منذ الوهلة المصيرية الأولى التى جمعت بيننا وبين «السيسى» فى 2013، ملايين من المصريين كنا قد ملأنا أراضى ميادين مصر نناديه هلعا من ثعبان قديم عاش وتدفأ وتوحش فى عهد رئيس حكمنا 30 عاماً، و10 سنواتٍ قبلها فى عهد رئيس مؤمن، فكان أن انقض الأقرع على البلاد فى عدد ليالى عام أسود.
ونحن نحصى معا ليالى الخوف والأمان لن ننسى تلك الليلة ــ اجمل ليالينا كانت ــ ليلة 3 يوليو 2013، يوم قال لنا: «وكلونى لأحارب باسمكم ومن أجلكم الإرهاب».
وبذات الخوف القابع فى صدور الملايين منا أسأله:
هل استبدلنا إرهاب الاخوان بإرهاب السلفيين؟، فما الذى يفعله حزب النور السلفى المنحل بنص دستور نعتبره إحدى ليالى الحصاد الحلو؟ ،وما الذى يفعله سفهاء المسلمين فى مساجد الأوقاف؟، وما الذى يفعله صبيان شيوخ السلفية فى مسيحيى مصر؟، وهل حقاً سيجلس هؤﻻء على مقاعد مجلس النواب القادم؟ يعنى بقى أمر بمعروف ونهى عن منكر، وكمان نسمع أذان الصلاة داخل القاعة، وكمان نقفشهم على الطريق الزراعى والصحراوى أستغفر الله العظيم يارب!
ﻷ ياريس فبهذه الطريقة لن تكون هناك مصر ، ولن يضمنا وطن، ولن ننتمى لبلاد، ولسوف نحصى معا كل سنين الحصاد المر.