الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدماء لا تنام

الدماء لا تنام




أرسل السلطان العظيم صلاح الدين الأيوبى إلى أحد حكام الولايات الاسلامية برسالة ينصحه فيها قائلاً احذرك من الدخول فى الدماء لان الدم لا ينام وأعلم ان ما بينك وبين الناس لا يغفر إلا برضاهم وما بينك ومابين الله يغفره الله لأنه كريم هكذا كان يرى هذا السلطان العظيم المسلم اسلاماً نقياً مدى حرمة الدماء عند الله فلقد ترسخت فى قلبه وذهنه قول الله تعالى «من قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم» وهكذا يكون الحاكم المسلم الحق.
 
إما ما نحن فيه الآن فى ظل الدماء الزكية التى تسفك والارواح البريئة التى تحصد من أجل دنيا زائلة ومتاع مؤقت وطموحات سياسية بالية لا تقترب من مفاهيم الإسلام الصحيح القويم الذى جعل من حرمة الدماء كحرمة الكعبة والأشهر الحرم. ولا أدرى من الذى سيتحمل عبء هذه الدماء أمام الله ومن الذى سيحتمل الوقوف يوم المشهد العظيم بين يدى الله ويسأل ما ذنب هذه الروح التى زهقت وما الجرم الذى ارتكبته.
 
ولا أدرى كيف يستطيع رئيس الدولة ان ينام وهذه الدماء لن تنام لكونها طالبت يوماً بالحرية وبالعدالة وبدستور يحفظ لها ولأمتها الكرامة.
 
ولا أدرى بماذا يفكر السيد الرئيس الآن وقد ارتبط حكمه بدماء الشهداء وتزين بلون الدم الطاهر لخيرة شباب مصر.
 
ولا أرى أن السيد الرئيس سيغمد له جفن ولو لوهلة لهذا الانقسام بين أطياف الأمة والذى ينذر بحرب أهلية قد تنهى هذه الدولة وتتركها كالرماد فى وقت نحن فى امس الحاجة إلى اتحادها ووقوفها صفاً واحداً فى مواجهة عدو يتربص بها. ولا أجد سبيلاً إلى توحد الأمة مرة أخرى فى ظل التناحر فيما بينهم والدماء التى ستقف حتماً حائلاً دون تحقيق أى مصالحة بين الاطراف بل سيظل النزاع قائماً حتى تجف كل أواصر الحب والمودة بين أطياف الوطن.
 
ولا أعتقد ان هناك بارقة أمل فى ظل هذا التشيع للسيد الرئيس واعتبار معارضيه من الخوارج وهو للاسف تشيع لفرد لا تشيع للاسلام الذى يدعو إلى السلام والمحبة وجعل دخول الجنة مرتبطاً بالتحابى بين المسلمين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
وفى النهاية لا أجد كلمات تسعفنى فى ظل عتامة وحزن القلب وظلمة المشهد الذى نعيشه سوى سؤال واحد للسيد الرئيس إذا كان الحاكم يسأل عن الشاة إذا تعثرت فعما ستسأل يوم القيامة؟.
 
 
[email protected]