الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بارونات الفقر

بارونات الفقر




إن من أخطر الأمراض التى اصابت المجتمع المصرى خاصة فى ظل العشوائيات الثقافية التى أصبحت كالسوس الذى ينخر فى عظام هذا الوطن هى أمراض الاقنعة الزائفة أو بمعنى أدق من يلبسون وجوهاً مستعارة ويتغنون بمبادئ تتناقض مع ما يؤمنون به ويترسخ فى باطن عقولهم.

 

والغريب أن هذه النماذج تمتلك مقومات الحرفية العالية فى تقمص الأدوار وتغيير الجلد وفنون الخطابة بحرفية مستغلين ما يعانى منه المجتمع من تراجع فكرى وثقافى وعزوف معظم الناس عن الخوض فى التمهل فى تفحص ما يتراءى لهم من أفكار مفضلين الاستسلام للشعارات البراقة والخطب المنمقة كوسيلة للهروب من مشاكلهم اليومية وهو ما يجعلهم لقمة سائغة لكل من يحاول النفاذ إلى عقولهم وترسيخ اى مفاهيم مغلوطة او متطرفة الامر الذى مكن لنماذج مزيفة النفاذ اليهم ونسج خيوطهم العنكبوتية المغلفة بهالة من القداسة لا تسمح لهذه الروح الاستسلامية بمناقشة ما يعرضونه من افكار او قبول افكار مضادة تستطيع هدم ما ترسخ كالنقش على الحجر فى عقول الناس.

 

واللافت للنظر أن هذه النماذج لديها القدرة الفائقة على تغيير لون جلودها وتطوير أفكارها طبقا للذوق العام للمجتمع بما يتناسب مع احتياجات كل مرحلة.

 

والأمثلة كثيرة لهذه النماذج يعج بها الشارع المصرى وهى للأسف نماذج ذائعة الصيت عالية الصوت وخطورتها فى اتخاذها الشكل المعارض المدافع عن حقوق المواطن وهو ما يجعلها تجذب تعاطف الشارع وتسترق سمعة بأداء بارع بهلوانى متقن مستغلة الأبواق الإعلامية المملوكة لها التى تساهم بشكل كبير فى تقديم المواطن البسيط على طبق من ذهب على موائد المتاجرين بهم والتى تستمر قضاياهم فى جلب المنفعة الشخصية او إلى أرصدة فى البنوك.

 

وتلك النماذج ذات الأفكار اللامعة الملمس هم بارونات الفقر لهذا العصر فهم يتحدثون عن الفقر من خلال استدعاء الذكريات فهم يتشدقون بالفاقة بينما يسكنون القصور والضيع ويتحدثون عن ازمة المواصلات وهم يركبون العربات الفارهة... ويتغنون بالديمقراطية وهم أبعد الناس على قبول رأى مخالف أو حتى تلميح بنقد

 

ويطالبون بالتواضع وهم يمشون فى خيلاء وكأنهم أباطرة... هؤلاء هم فاقة العصر... فهل آن لنا أن نفيق ؟؟