الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيادة الرئيس.. كلمة لله والوطن

سيادة الرئيس.. كلمة لله والوطن




هذه كلمة لا هوي ولا جنوح فيها.. هي كلمة لله والوطن وهما أعلي قيمة نقدسها في حياتنا... كلمة أتمني ان تجد مساحة في قلب السيد الرئيس... وان تنفذ إلي قلب لم يصبح الآن تحت تأثير صولجان الحكم وشهوة الكرسي.

سيادة الرئيس النزول عن الكبرياء والعناد إعلاءاً للقيم والمبادئ والمصلحة العامة قيمة ترفع صاحبها إلي أعلي درجات الاحترام والتقدير.
سيادة الرئيس دعني اسرد عليك بعض القاده الذين خلدهم التاريخ.. وسأبدأ معك بالقائد العظيم شارل ديجول الرئيس الفرنسي الفذ... هذا الرئيس الذي ارتأي عندما قامت بعض المظاهرات ضده ألا يستمر في الحكم إلا بعد استفتاء شعبي واشترط ان تكون النتيجة لا تقل عن سبعين في المائة وعندما أتت النتيجة بنسبة ثلاثة وستين في المائة رفض الرئيس ديجول الاستمرار في الحكم وعلل ذلك بأنه لا يقبل ان يحكم بلدًا تكون نسبة تأييده بتلك النسبة وصمم ديجول علي موقفه... فبقيت فرنسا ورحل ديجول ولكنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه.
والنموذج الثاني وهو الرئيس شافيز رئيس فنزويلا الذي اصيب بمرض يجعله لا يستطيع الاستمرار في أداء مهمته تجاه بلده ففوض نائبه نيكولاس مادور وفي كل أمور البلاد إعلاء للمصلحة العامةوهوالرئيس الوحيد الذي يقبل يد شعبه فاكتسب احترام شعبه بعد ان نجح في السابق في كسب حبه.. وسيدخل شافيز التاريخ أيضاً من أوسع ابوابه.
إما النموذج الثالث والاخير فهو أقرب النماذج إلينا ذلك الزعيم الوطني الفريق سوار الذهب قائد الانقلاب العسكري في السودان والذي ضرب المثل للجميع علي إعلائه لمصلحة وطنه فلم يقبل ان يحكم السودان وهو لا يري في نفسه القدرة علي ادارة شئون البلاد فقدم الوطن علي كل مصلحة شخصية وعلي زهوة الكرسي ونشوة الحكم.. فذهب الكرسي وبقي سوار الذهب نموذجًا خالداً في التاريخ العربي والسوداني.
سيادة الرئيس استحلفك بالله الذي سيسألك عن كل روح ذهقت وعن كل فم لم يطعم.
استحلفك بكل قيمة آمنت بها وبكل شربة ماء من نيل مصر العظيم الذي يئن الآن علي مصر ويبكيها.. استحلفك بكل شبر في أرض مصر وطأت قدماك فيه وأكلت من خيره.. استحلفك بحب هذا الوطن الذي لا أشكك في حبك له ان تترك حكم مصر وتدعها لمن يستطيع ان يدير شئونها ويعيد إليها الحياة مرة أخري.. اترك الحكم فسوف تخسر كرسي الحكم ولكن ستكسب في قلب كل مصري الحب والاحترام والتقدير وهي قيمة لا يدنو إليها صولجان الدنيا بما رحبت ستدخل التاريخ وستظل في ضميره كقيمة يسطرها بأحرف من ذهب.. سيادة الرئيس ان للحكم رجاله فلم يحكم العالم الاسلامي بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم افقه الناس ولم يحكم العالم الاسلامي في العصر الحديث اكثرهم درجات علمية في علوم السياسة ولكن يحكمهم دائماً من هو  أقدر علي إدارة كفة الحكم وإتخاذ القرار وهي هبة من الله.. سيادة الرئيس كلمة أخيرة أرجو أن تلقي لديك إذناً تسمع أوقلباً يعي.. لقد ترك مبارك مصر بنصف روح استحلفك بالله لا تتركها جثة هامدة.