
كمال عامر
الإخوان.. حرق العلاقات العربية
■ مصر فى الواقع لم تعد هناك دول يمكن أن نطلق عليها صديقة إلا أمريكا وحماس وقطر.. بقية الدول حتى العربية بيننا وبينها أزمات دون إعلان.
الإخوان المسلمون فشلوا فى عملية التقارب مع الدول العربية أو تسويق مشروعهم.. وهناك توتر واضح مع العالم كله.. حتى الشريك التركى لم يعد راغبا فى اظهار تضامنه مع الإخوان مكتفيا بما قدمه من وديعة مالية مجمدة!!
لا يمكن بأى حال أن نصف علاقتنا حتى بقطر بأنها ممتازة.. لأن الإخوان فى «حربهم» مع الداخل استخدموا تلك الورقة بطريقة كان لها رد فعل «مهزوز» بين المختلفين مع الإخوان.. السودان وليبيا وحتى تونس بجانب كل الخليج علاقتهم باردة مع النظام السياسى الإخوانى.
الحكاية ليست كيمياء.. بل أراها واضحة.. الإخوان المسلمون قرروا حرق كل العلاقات الوطيدة بمصر قبل يناير 2011.. ظنا منهم أن هذا العمل قد يفيد قضيتهم تحرشوا بالسعودية والكويت والإمارات.. ضايقوا وخنقوا على رجال الأعمال العرب.. وعندما لم يجدوا صدى اتجهوا إلى العدو التاريخى لتلك الدول وهى الشيعة.
الإخوان المسلمون ساعدوا إيران والعراق وسوريا على فك الحصار وهذا الاتجاه كان اجباريا، لم يراعوا أن فى هذا التحرك خطورة على الأمن القومى العربى والمصرى والمفاجأة.. لا إيران فتحت خزائنها أمام الاقتصاد المصرى المهزوز.. ولا العراق منحت حكومة الإخوان المليارات بل كان الحوار حول اتفاقيات بترولية لم تفعل! وموقعة منذ أيام سامح فهمى!!
رد الفعل العربى الخليجى كان واضحا!! فشل الإخوان فى إدارة الصراع السياسى الداخلى مع المعارضة وراء حالة الارتباك السياسى الخارجى حيث إن مشاكل الداخل جذبت كل العقول والجهود الإخوانية والأخطر أن الرئيس مرسى وهو صاحب الملف الخارجى لا يثق فى وزارة الخارجية ولا الرسميين من خارج الإخوان وهو الذى يقود بنفسه السياسة الخارجية وهو المسئول الوحيد عن الفشل الذى أصاب مصر من هذا الموقف.
مرسى قام بتعيين عدد من رسله إلى الدول العربية وهم مجموعة إخوانية غير مدركة ولا مستوعبة لمقتضيات العمل والموقف وهى مجموعة لا تملك أى أبجديات العمل الدبلوماسى.. فكان السقوط حليفها.. أزعم أن وزارة الخارجية المصرية وهى تملك الكفاءات المتنوعة التى يمكنها أن تحكم على الموقف بوطنية مستبعدة من ملف العلاقات الخارجية.. بينما تم تحديد أسماء خيرت الشاطر وحسن مالك وعدد من الشخصيات الإخوانية للقيام بوظيفة وزارة الخارجية.. وكان السقوط المدوى للسياسة الإخوانية هو الواضح.
■ أكرر لم يعد فى العالم أصدقاء للنظام السياسى الإخوانى فى مصر إلا أمريكا وحماس وإسرائيل على أساس أن المحافظة على أمن إسرائيل أصبحت من الأولويات للسياسة الإخوانية بمنح صواريخ حماس.
النظام السياسى فى مصر يعيش ورطة واضحة.. العالم العربى ابتعد عن مصر والمسئول عن هذا الموقف الخطير هو الرئيس مرسى والإخوان والدائرة الضيقة منهم المهتمة بهذه الملفات.. فهل يدرك الإخوان خطورة الأزمة؟ يارب!
■ كسر الطوق المضروب حول الشيعة لن تنجح مصر فى تحطيمه.. المحاولات الإخوانية فى هذا الشأن تلحق الضرر بالشعب المصرى كله.. فهل ينتبه الرئيس.. إذا كان الإخوان يتصورون أن هذا الموقف قد «يغيظ» دول الخليج فهذه كارثة.. لأن السهم ارتد إلى صدورنا.. كفى لعبا بالنار.. المصرى البسيط هو الذى سيدفع الثمن!!
Kamal _Amer [email protected]