السبت 30 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مهرجان الإسكندرية السينمائى.. شوطة حلوة

مهرجان الإسكندرية السينمائى.. شوطة حلوة






هذا العام يبدو مختلفاً جدا مهرجان سينما الإسكندرية فى دورته الأخيرة.. يبدو وكأن مصر تقوم فعليا بتكفين مصطلح الربيع «العربى» وهى التى وحدها من قبل أطلقت فى رأسه رصاصة الموت الأكيد -قبل تونس- طبعا.
يبدو وكأن سوريا -الدولة- جاءت لتشهد مراسم تشييع الربيع «العربى» فى دورة المهرجان 2015 بعد أن شاركت سوريا -العصابة- دورة المهرجان ذاته فى 2012 أيام أن كان الأسطى محمد مرسى العياط يجلس فى الاتحادية يا خلق الله! بالطبع هناك فرق كبيييييييير بين مشاركة افلام جبهة النصرة الداعشية في دورة 2012 وبين مشاركة افلام الدولة السورية فى مهرجان الأسبوع الماضى .. إزاى ؟ أقول لك:
هذا العام شاركت سوريا بخمسة افلام درامية وفيلم وثائقى وجميعها من إنتاج وزارة الثقافة السورية، تناولت جميعها حال البلد  وتشرذمها وكذا صمود الجيش العربى السورى ضد العصابات الصهيو أمريكية وذراعها العسكرية داعش لخمس سنوات ولم تسقط سوريا كما العراق وليبيا.
فى دورة المهرجان 2012 كان الاحتفاء بنوعية افلام تهاجم الجيش والدولة السورية وتحتفى بما أسموه فى 2011 بثورات الربيع العربى، الثورات التى اسقطت حكومات وشردت جيوشا وقتلت شعوبا وهدمت مؤسسات وقتلت ما تبقى فيها من بشر، وسوريا نفسها أوضح مثال لفعل الربيع.
جاء دريد لحام وسولاف فواخرجى إلى الاسكندرية منتصرين .. (وهقولك ليه منتصرين) لأنهما فنانان انحازا منذ 2011 للوطن متماسكا غير ممزق ظلا يدافعان عن بلدهما ويدعمان جيشهما ورئيسهما ولم يصدقا أكذوبة الربيع العربى الذى جعل نصف عدد سكان سوريا لاجئين مشردين فى بلاد الله البعيدة.
ولن نتوقف كثيراً عند تلك السقطة التى لطخت مساحة من ثوب المهرجان الأبيض، أقصد بها مشاركة الفيلم المصرى (المرسى أبو العباس)  فى الدورة الأخيرة، الفيلم اللغز إخراج «عمرو منصور» وبطولة وإنتاج «عاطف عبد اللطيف» والمتهم -الفيلم والبطل المنتج- بالترويج للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.. والبطل المنتج متزوج بالفعل من إسرائيلية.. وكأن من زجوا به فى تلك الدورة قد ضحكوا على إدارة المهرجان لتقبل بدخوله المسابقة الرسمية رغم ضعف مستواه الفنى ورغم سمعته السيئة لمصر والعروبة، وكأنهم يلقون بكرسى فى الكلوب ويطفئون نور الفرح المصرى - السورى المنصوب فى قلب مدينة الإسكندرية وفى قلوبنا معها بإطلاق إدارة المهرجان  [الحرب ضد الإرهاب] شعارا لدورته.
هنا لا تنحى السياسة المصرية جانباً.. ولا تنسى أن السياسة المصرية الجديدة لدولة 30 يونيو هى التى رفضت دوماً محاولات الجامعة العربية برئاسة «نبيل العربى» بمنح المعارضة السورية مقعد الدولة السورية.. ولا تنسى أن مصر وروسيا -والتى هى ضيف شرف المهرجان- وحدهما من ترفضان التدخل العسكرى فى سوريا.. ولا تنسى أنهما - مصر وروسيا- كذلك ترفضان تنحى بشار الأسد وسقوط الدولة فى يد داعش الإخوان الأمريكية.. ثم لا تنسى أخيراً أنه لولا تلك السياسة المصرية الوطنية العروبية لما وصلت سوريا - الدولة - إلى هنا لتنير مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي هذا العام ولتشهد تكفين المرحوم الربيع العربى تحت ثرى بلادنا.
شاركت سوريا بأفلام (فقيد) و(ابتسم انت تموت) و(رسائل الكرز) و(المسكون) و(الرابعة بتوقيت الفردوس) وفاز رسائل الكرز إخراج سولاف فواخرجى بجائزة أفضل فيلم فى مسابقة نور الشريف.. وفازت الفنانة السورية «نورا يوسف» بجائزة أفضل ممثلة مناصفة مع الالبانية «ألبارونتشوفا» وكرمت إدارة المهرجان كلاً من دريد لحام وسولاف فواخرجى وباسل الخطيب عن مجمل انجازاتهم فى الدراما السورية.
مش بقولك مصر دفنت الربيع العربى وسوريا حضرت الجنازة!