الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عن الشيوعى الذى أعز اﻹسلام

عن الشيوعى الذى أعز اﻹسلام






الصمت الذى ألجم ألسنة المسلمين السنة - قاعدة وإخوان ودواعش ومجاهدين أفغان - لحظة افتتاح الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» للمسجد الجامع بموسكو، عاصمة الاتحاد السوفيتى سابقاً، يوم وقفة عيد الأضحى.. كتب عنواناً جلياً يكشف زيف تاريخ وخارطة عربية مخاتلة.. كتب عنواناً عن الشيوعى - مش كانوا بيقولوا كده عن الروس الملحدين؟ - الذى أعز الاسلام ديناً بينما شيوخ ورؤساء وأمراء بلدات إسلامية هم من أذلوا المسلمين ولطخوا صفحة الدين بالدم المسلم على مدار القرون العربية السابقة وحتى الآن.
بوتين - الذى كان يقف بجواره (إردو الاسطمبوللى خليفة المسلمين) ومعه (محمود عباس) بينما غاب عن الافتتاح معظم مسؤولى الدول العربية والاسلامية - بوتين الذى ألقى كلمة عن «داعش والاسلام» شديدة الأهمية..  كلمة حق لم ينطق بها يوما شيخ الأزهر والله!، قال: «إن تنظيم داعش يشوه صورة الديانة العالمية العظيمة ويزرع الكراهية ويقتل الناس ويدمر الآثار التاريخية بهمجية» ﻷ.. بص بقى وركز معايا فى الحتتين الجايين دول 1: طالب الرئيس الروسى رجالات ومشايخ الدين الاسلامى أن يقوموا بتربية المسلمين على أساس قيم الإنسانية والعدالة والرحمة.. 2: أشار إلى دعمه تأسيس أكاديمية اسلامية فى «تتاريستان» لتدريس علوم الدين الاسلامى.
فهل تصبح تلك الأكاديمية يوماً ما بديلا عن الأزهر الذى يدرس ويكرث ويخرج علماء دواعش اوصلوا حال الاسلام والبلاد إلى ما وصلوا إليه من انهيار وهوان وتخلف؟
أنت هنا سوف تسترجع وتستدعى معى عبر القص والروايات التاريخية المضللة شخصيتين شديدتى الأهمية كى نزيل معا الضباب مانع وحاجب الرؤية منذ أن طرد «السادات» من مصر كل الخبراء الروس الشيوعيين الملحدين ليفتح خارطة الوطن العربى وبلاد آسيا للأمريكان المؤمنين وتصبح مصر «دولة العلم والإيمان»!! وهو نفس الدور الذى قام به «جورباتشوف» فى قلب الاتحاد السوفيتى..الدور الذى قلب ميزان القوى وأزال إحدى كفتيه ليميل بثقل الصهيو أمريكا وحدها على أنفاسنا  40 عاماً.
هذا حال ما جرى وما كان قبل أسبوع مضى.. وأظن أن حدثين ضخمين يتسللان ببطء ويعيدان كتابة الرواية القديمة - شخصواً ومكاناً وزماناً قادمًا.
الحدث الأول يشبه إلى حد ما أبطال مسرحية ثورة الموتى لـ (أروين شو) وخروجهم من اللحد للحياة هياكل موتى تدب فيها الروح والحركة.. أو يشبه إلى حد كبير أحد أبطال السير الشعبية.. الواد العترة ممسكا بالسكين ممررا إياها جيئة وذهابا على كفه الايسر سائداً جسده الضخم على الحائط مهددا رجالة الحى - الحرافيش القدامى- الذين سادوا وأفسدوا باسم الخير والحق والجمال والدين أيضاً.. وهذا هو حال روسيا التى قامت من جديد.. معلنة عن ترسانة عسكرية متطورة ومذهلة أربكت وأخجلت السلاح الأمريكى الذى نقتل به بعضنا البعض منذ 40 عاماً وأكثر.. ترسانة روسية خولتها لأداء الدور الأكبر فى الشرق الأوسط(الجديد) الآن.. فينك يا كوندوليزا رايس؟
الحدث الثانى هو انهيار المنظومة القيمية والعسكرية - وربما الإمبراطورية - التى روجت لها أمريكا طوال العقود الماضية.. تتقهقر أمريكا وأوروبا فيما يشبه هزيمة حرب عالمية ثالثة بجدارة.
وعلى أرض سوريا ستدور أحداث الرواية الجديدة (المكان)..  ثمة ميزان للقوى قديم يعود من جديد إلى العالم وتبدو الغلبة فيه له.. بينما تخف كفة الثقل الذى سيطر وحده عقودًا طويلة على العالم وتبدو الخيبة فيه له (الزمان)..   ولسوف تلعب كثير من الشخوص العفنة والقبيحة والفاجرة نفس الدور الذى لا تجيد سواه دون حياء أو خجل.. شخوص تؤدى بجدارة أدوار المجاهدين الأفغان وأدوار العلمانيين الكفرة فى كادر واحد.