الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنا شمتانة.. معلهش

أنا شمتانة.. معلهش






ياعينى على أجهزة المخابرات الأمريكية الصهيونية التى كانت تنافس وتتفوق فى بعض تقاريرها ووثائقياتها ودراماتيكيتها على السينما الأمريكية خيالا وحداثة وقصة ومناظر «اتهبلت وخابت» وتراجعت لمستوى ولأيام سينما الأبيض والأسود.. وقريباً ستنافس على جوائز أفلام السينما الصامتة وأغانى الجرامافون.
أصغر عيل على الفيسبوك صار يتندر عليها.. (أصلها مفقوسة قوى) وجاءت فاجعة قتلى باريس مساء الخميس الماضى وحكاية الباسبورين السورى والمصرى اللذين وجدا فوق جثتى قاتلين دليلاً على إدانة دولية لبلادنا العربية المكتوية بنار إرهاب أمريكا والدول الغربية ومن ثم ربما تصبح سببًا وتكئة لاقتحام واحتلال وشرزمة ما تبقى من سوريا فى مشهد يشبه احتلال أمريكا للعراق أو احتلال الناتو لليبيا.
وسيبك من حكاية وسؤال كيف تمزق جسدا الإرهابيين بفعل الأحزمة الناسفة الملفوفة حولهما ثم بقى الباسبوران سليمين وخرجا من جيوبهما ونطا قفزا فوق الصدر واستقرا.. وسيبك من أن الإرهابيين بشكل عام يفضلون أثناء عملياتهم الاستشهادية اصطحاب جوازات سفرهم للآخرة من أجل التنقل والطيران فى بلاد جهنم بالصلاة على النبى علشان مفيش توك توك هناك. لكن خليك معى فى سؤال: وماذا عن باسبور «بوش الأب» الذى وجد فوق جثث العراقيين ورقبة صدام؟ وماذا عن جوازى سفر «ساركوزي» و«بيرلسكونى» اللذين كانا فوق جثمان القذافى وشعبه؟ وماذا عن باسبور «أوباما» المتنقل فوق جثث السوريين منذ خمسة أعوام؟ طيب ألم تعثر أجهزة مخابرات أمريكا على جواز سفر إسرائيلى فوق جثة إرهابى يقتل الأوروبيين والفلسطينيين؟ طيب ولماذا ﻻ نمتلك نحن مثل نخوتهم ونهددهم بما فعلوه ويفعلونه بنا؟ وهل يتجرأ بعضنا ويحتل بلادهم كما فعلوا ويفعلون معنا؟
والأهم: هل سيتبنى «فرانسوا أوﻻند» سيناريو أمريكا السابق فى العراق وتقتحم فرنسا مدعومة بالناتو سوريا بريا؟ ﻻ أعتقد.. والكثيرون يستبعدون ذلك.. فسوريا ليست وحيدة.. ﻻ عربيا وﻻ دوليا.. لكننا فى 2003 تركنا العراق وحيداً.. بل وباركنا الاحتلال الأمريكى له وصدقنا - أو أردنا أن نصدق - حكاية الأسلحة الكيماوية بتاعة صدام.. كنا خائفين وكنا مغدورين وكنا ضعافا يحكمنا رؤساء يعملون فى أجهزة مخابرات الغرب.. وكنا وهو الأهم نعيش فى عالم أوحد القطبية لم يكن الاتحاد الروسى قد قام من مواته بعد.. ولم تكن الصين كما هى عليه الآن.. وأيضاً لم تكن شعوبنا العربية الآن مثل ما كانت عليه قبل خمسة أعوام.
والأهم أن سوريا - اللى العين عليها - تقع فى الملعب الروسى.. واللاعب الروسى شديد البأس كما تعرف.. فهل تدخل الصهيونية الأمريكية تلك المباراة؟
ثمة جزئية أخرى تبدو شديدة الأهمية وهى مجموعات الدواعش أنفسهم.. فهل سيقضى الغرب على عملائه وأسلحته المتطورة؟؟ على الدواعش الذين يسيطرون على آبار البترول والآثار السورية ويهربونها للغرب وأمريكا!! طيب وماذا عن دواعش ليبيا المسيطرين على المثلث النفطى!! عموماً يرفض الغرب وأمريكا معهم أن يمسوا دواعش ليبيا بسوء بل ويتوعدون من يقترب منهم.
أتخيل أن أجهزة المخابرات الأمريكية الصهيونية العجوز ستلعب بجدية فى مربع التهديدات والهرتلة والبيانات الإعلامية لإعاقة وعرقلة جموح روسيا وانتصارها الأكيد على دواعش مخابرات الغرب فى سوريا.. وما حدث من تحرير الجنود السوريين وفك حصار مطار قويرس والكلية الجوية فى حلب السورية بعد احتلاله لعامين أربكهم وأخجلهم وأزعجهم بل وأغضبهم.. فكانت حكاية تفجيرات باريس الموجعة والمصنوعة من فعل دواعش مخابراتهم لمحاولة خلخلة الميزان الدولى الجديد الذى خف بهم كثيراً ومال ثقيلا ثقيلا فى الكفة الأخرى.