الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
انتخابات أمريكية لحكم العرب

انتخابات أمريكية لحكم العرب






وكأنهم سينتخبون رئيسهم «هم» من أجل أن يحكمنا «نحن».. شاهد وتأمل واستمتع بسيرك الحوارى القديمة المنصوب بطول الوﻻيات الأمريكية الشمالية، وبأبطاله المترشحين للرئاسة المهرجين المختلين بألوانهم ودهانات وجوههم المزرية، والذين سيسكن «مؤقتاً» أحدهم فى نوفمبر 2016 القادم مبنى البيت الأبيض بواشنطن «دى سى» أربع أو ثمانى سنواتٍ، خلال هذه السنوات سيعرض على جماهيرنا العربية التائهة وعلى حكامنا المحكومين،خياراتهم لنا ما بين الموت وما بين الفناء.. ونحن نقضى العمر الحزين لنختار بعناية أيهما يليق بنا.
فعندما تخلو برامج الجمهوريون والديمقراطيين مما يخص المواطن الأمريكى - إلا قليلاً - ويصبح برنامجهم الانتخابى الموحد وخطابهم الأوحد للداخل والخارج للفوز بالرئاسة هو فقط حول «سوريا» ورئيسها يقعد وﻻ يمشى!!
لكن العجيب والمريب أن المواطن الأمريكى نفسه ﻻ يدرى شيئاً عما يحدث خارج بلاده وحدودها.. تم تجهيله بعناية - قنواتهم وصحفهم ﻻ تأتى بذكرنا - فهو ﻻ يعرف أين تقع سوريا وليبيا وأفغانستان.. ﻻ يدرك إلا حدود المسافة الواصلة من بيته حتى مطعم فراخ كانتاكى.. يتم حشو أدمغة المواطن الأمريكى بأن ينتخب الرئيس الذى يحارب العدو.. ويصنعون له العدو تماماً كما يصنعون للعبقرى «أنتونى هوبكينز» افلاما مثل (هانيبال) و(صمت الحملان).. فلماذا ولمن ينتخبون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية؟ ومن ذا الذى يحكم بلادهم وبلادنا؟ أو من ذاك الذى يبنى بلادهم ويهدم ويسرق بلادنا؟
وﻻ تنسى أن أمريكا قد حكمها وحكم العالم معها مهرجون مختلون امثال بوش وولده.. وﻻ تنسى أوباما.. وﻻ تنسى المرشح الجمهورى عن وﻻية كارولينا الجنوبية (لندسى جرام) قد قال فى سرادقه الانتخابى الأسبوع الماضى نصا: ( لن أتوانى عن إسقاط الطائرات الحربية الروسية التى تستهدف القوى السورية المدعومة من واشنطن فى حال انتخابى رئيساً، فكيف يتم استهداف أناس –يقصدالدواعش - دأبنا على استفاقتهم للكفاح ودربناهم وسلحناهم لنقف متفرجين هكذا فكيف يقضى عليهم عدونا - يقصد الشعب السورى؟
بينما أعلن «بوبى جندال» محافظ لويزيانا والمرشح الجمهورى أنه لو صار رئيساً لاستعاد ثقة المسلمين السنة!! - يغازل حكام الخليج من ممولى الحملات الانتخابية الأمريكية - وأضاف بوبى: «إن كثيراً من الحلفاء السنة فى المنطقة يخشون أن تصب محاربتنا لداعش فى صالح الرئيس السورى بشار الأسد وإيران».
فى حين أعلنت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وزوجة أحد الذين حكمونا والمرشحة عن الحزب الديمقراطى فى وﻻية نيو هامبشاير: (أنها لن تكون مستعدة لاعلان الحرب على تنظيم داعش فى حال انتخابها رئيسة لأمريكا) ولم تشرح لنا السيدة كلينتون بأن بنتاجونها وبنتاجون أوباما يصرف من الخزينة الأمريكية 30 ألف دوﻻر لتهيئة الداعش الواحد.. وصرف الشهر الماضى 384 مليون دوﻻر على تسليح المعارضة المعتدلة.. وأن هذا البنتاجون قد خصص 501 مليون دوﻻر أخرى لتسليح وتدريب وتجهيز 3000 مقاتل جديد ينضمون لداعش وفى قول آخر يحاربون داعش - كرامر ضد كرامر - ونحن هنا على هذه الأرض العربية نعرف أنهم يملأون خزائنهم من بيت المال فى بلادنا العربية المستباحة والمنتهكة ليقتلوننا بها ويعزلون حكامنا ويأتون بآخرين.
فلمن ستدق الأجراس فى نوفمبر المقبل بواشنطن.. لمن سيختارون رئيسهم؟