الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حاصروا الفتنة بالعقل

حاصروا الفتنة بالعقل






تحكيم صوت العقل هو الخيار الوحيد لمصر، واستغلال أحداث اشتباكات الحرس الجمهوري التي أريقت فيها دماء مصرية لمزيد من الاحتقان الداخلي واستعطاف الخارج، يضر بهذا الوطن، أضم صوتي لكل العقلاء الذين طالبوا بلجنة تحقيق محايدة وشفافة لتحديد الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم قضائيا، واحتواء لجميع القوي السياسية وإشراكهم في وضع قواعد ديمقراطية لبناء مصر دون احتكار أو تهميش.

من يرفض تلك الدعوات فهو يعيش علي لعق دماء أنصاره، يضحي بهم لتعزيز موقفه علي مائدة التفاوض، بعد سلسلة أخطاء متراكمة واستحواز ممجوج للسلطة.
مصر وطن لأبنائها وهي في خطر ومستهدفة شعب وجيش، فالجيش المصري هو المتبقي في بلاد العرب وهو وحده القادر علي مواجهة إسرائيل، لكل إنسان مصري حق التظاهر السلمي دون الاقتراب من المؤسسات العسكرية والأمن القومي.
السلمية تضمن التصدي لأي انحراف عن قواعد الديمقراطية، والصدام يستهدف استقطاب بالشارع وإشعال لنار الغضب والفتنة وتغذية التطرف، لكن الشعب المصري عقله الجمعي وسطي يرفض الدم وسيلفظ كل متطرف.
هناك قيادات مدمرة لتابعيها، تستغل البسطاء لجعلهم وقود مخططات دولية، أبعد من خيالهم، وعلي الدولة احتضان البسطاء من المغرر بهم، فالكثير منهم أصحاب قناعات وأن كانت خاطئة وهؤلاء المخلصون أخطر الأدوات التي يستخدمها المتآمرون.
الدين ليس في خطر كما يزعم البعض، فرسول الله محمد صلي الله عليه وسلم توفاه الله وبقي الإسلام، فكيف يضار الإسلام ببقاء رئيس أو رحيله، هذا بفرض أنه يعمل لصالح الإسلام كما يعتقد أنصاره!
الشعب ينتخب رئيسه ليدير البلاد سياسيا، فقال رسول الله أنتم اعلم بشئون دنياكم، ومرسي لم يأخذ بآليات الحكم الرشيد وفشل في أحتواء شركاء الثورة وخضع لرغبة الجماعة ومساعيها للتمكين، فانقلب عليه الشعب ومؤسساته وأبناء ثورة 25 يناير ومن لم يشارك فيها، لتصحيح المسار فلا يلومن إلا نفسه وجماعته، ولو حرص علي مصلحة الوطن لكان دعا لاستفتاء علي انتخابات مبكرة من عدمه ليكون الرأي للشعب عبر آلية سلمية ديمقراطية، لكنه تمترس في خندق جماعته الاستحواذي المضر بمصلحة الوطن وأمنه القومي، وتجاهل ملايين المعارضين فكان عزله.
فاليعالج الأخوان أخطائهم بالعودة إلي النور وحل الجماعة والعمل الحزبي، قبل أن تحترق قواعدهم بانتهازية قاده يعلم الله هل هم أغبياء سياسياً أم يجرون البلاد عن عمد لمستنقع مدروس ومستهدف وبتنسيقات دولية، حفظ الله مصر.