السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وكلما قالت: «أحد أحد»  منحها السيسى شربة ماء

وكلما قالت: «أحد أحد» منحها السيسى شربة ماء






هى ﻻ تشبه حكاية «زينة» مع «أحمد عز»، علشان زينة وأحمد عز جابوا وﻻد، لكن يناير الثورة والانتفاضة والهوجة والنكسة -  سمها كما يتراءى لك - تشبه إلى حد كبير حكاية الحمل الكاذب، أو الحب الكاذب، أشياء تمنحك نفس الشكل ونفس الأعراض ونفس الإحساس لكنها ليست ذات الحقيقة، مخاتلة كملمس الأحلام، تماماً كالعسل المر والنجوم فى عز الظهر والشمس فى نصف الليل، وثورة أذهلت العالم فى 25 يناير . والنتيجة: خريطة متصدعة.
مبارك الذى خلعته الثورة؟! ﻷ طبعاً، لو لم تكن تلك هى إرادة أمريكا لما أطاح به الجن الأزرق من قصر العروبة، وﻻ أنت نسيت إنها كانت شوطة إطاحات واسعة اسمها الربيع العربى شملت كل رؤساء المنطقة إلا الملوك؟ ونجا منها بأعجوبة الرئيس بشار الأسد، أمريكا التى بعد خصام صالحت كوبا وإيران! مالهاش عدو ومالهاش حبيب.
بالطبع كانت أمريكا ترغب فى تسكين وتمكين جمال مبارك وجماعة الإخوان معا، هما لم يفترقا ولم يختلفا، كانا دوما معا، أما مبارك فقد صار كهلا ولم يعد يحكم من منتصف التسعينيات، ومثلما قتلوا صدام حسين كانت المقصلة ستطول الجميع، مبارك وبن علي والقذافى وصالح، نجا منها فقط من أطاع وسمع الكلام وكان حلو وشاطر، أما الأرض العربية قد كانت حبلى بأجيال مختلفة، أجيال فى معظمها ليست ذات صبغة ليبرالية، بل سلفية مغلقة تم تدجينها وتلقينها وإعدادها لليوم المشهود، لذا لزم التغيير ولزم التنويه.
طيب، إنت حالم.. نعم.. وثائر.. صح.. ومش سلفى وﻻ إخوانى.. أى نعم..  وخرجت 18 يومًا.. وأنا كمان.. ماذا منحتنى؟ ﻻ شىء.. هل أنت فخور بخروجك لميدان التحرير؟ كنت زهقان وعايز تخرج يعنى وعملتها وخرجت؟ أم كان عليك أن تفتخر بمصر أخرى غير تلك التى وصلنا معا إليها بعد الـ 18 يومًا؟ هذا ﻻ ينفى أنك بخروجك النبيل الحالم الصادق فقد أبطلت المشروع الأمريكى فى استيلاء جمال مبارك على مصر، لكنك قدمت البلد بإرادتك للإخوان! يبقى متقولش ثورة - السيسى هو الوحيد فى الحكومة الذى يعتبرها ثورة - ولو لم تحدث وتطرأ تصدعات فى الإمبراطوريات وفى لعبة موازين الدول الكبرى، ثم نشأة تحالفات جديدة بتكنولوجيا فى السلاح جديدة، لوﻻ كل ذلك لما سمحت لنا أمريكا بإزالة الإخوان من مصر، إنها تعيد تسكينهم فى مناطق أخرى متفق عليها مع باقى أطراف القوى الكبرى وبعض دول المنطقة.
أما الثورة التى تركت نفسها ليتجاذبها هذا النوع من «العيال» دى مش ثورة: أما «العيال» «الأمنجية» وأما «العيال» الحنجورية، العيال الأمنجية مش طايقينها علشان ضيعتهم ولخبطت مصالحهم وعلاقاتهم وأحلامهم وسجنت رجالاتهم، والعيال الحنجورية؟ دى شغلانتهم: بيشتغلوا حنجورى يعنى كلام وأكلاشيهات وندوات ونضالات وحقوقيات ودوﻻرات، العيال دول والعيال دوكهمه كلاهما يعمل بأوامر من أجهزته، الاثنان مبيحبوهاش، ولو استمر الاثنان يتنازعان 30 يونيو هتبقى كارثة، بس المرة دى «العيال» معكوسين: الأمنجية بيتلزقوا فيها والحنجورية يااااااع مش عايزينها.
هذا كلام ﻻ يعم.. كلام ﻻ يطال مئات الآلاف من المصريين وملايين العرب الذين خرجوا فى 2011 و2013 بلا حسابات وبلا أوامر، أولئك الطيبون والحالمون والصادقون والثائرون والمقتولون والمفقودون والمطرودون واللاجئون، اللى هما مش من العيال دول وﻻ من العيال دوكهومه، العيال اللى كتير منهم مندسين جوه هاشتاج اسمه «أنا نزلت_ فى 25_ يناير، طبعًا هناك تجهيزات لهاشتاج آخر سيكون اسمه» أنا نزلت_ فى 30 _يونيو.