السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«جوناس» الأمريكية بتسلم ع «الربيع» العربى

«جوناس» الأمريكية بتسلم ع «الربيع» العربى






يبدو أن الطبيعة ستنتقم لنا ولسوف تتحالف مع قهرنا وذلنا وقلة حيلتنا وهواننا على العالمين، ترقبوا وراقبوا، ثمة عاصفة ثلجية عنيفة بحمد الله تضرب الوﻻيات المتحدة الأمريكية الآن لم يحدث مثلها فى البلاد منذ 100 عام، وراحت تقتلع فى سكتها الشجر والناس والحجارة،أيوه، واحدة بواحدة: أرسلوا لنا الربيع العربى منذ 5 سنواتٍ فأرسل الله لهم «جوناس».
و«جوناس» هو اسمها، أما فعلها فهو العاصفة الأعنف التى تضرب الشرق الأمريكى كله الآن بلا هوادة وبقسوة وبعنف وبتحدٍ بالغ الثقة، «جوناس»  القوية العفية الوعرة الشقية الجميلة التى دمرت العمران وقتلت الإنسان -العدد حتى اللحظة 11 -  ولسه، أنا مش شمتانة.
أمريكا التى تتغطى بالثلج بالأبيض الناصع لن تفر من مصيرها الأسود القاتم، فليس صدفة أن يقرر هذا الأسبوع كل مشاهير هوليوود السود مقاطعتهم حفل الأوسكار بعد استبعاد إدارة الأوسكار أى فيلم ينتجه أو يمثله أو يخرجه فنان أسود دونما سبب! وليس صدفة أن يستعد أول رئيس- أظنه آخر رئيس - أمريكى أسود، ويلم عزاله، كى يترك البيت الأبيض غير مأسوف عليه نهاية العام، وليس صدفة أن تواصل الشرطة الأمريكية البيضاء حصدها أرواح المواطنين الأبرياء السود - فقط وتحديداً - وصل عدد القتلى خلال 2015 وحدها 1000 مواطن زنجى من أصل إفريقي، كل من مارتن لوثر كينج وأوباما ومورجان فريمان وسيدنى بواتيه ودينزل واشنطن وويل سميث وأوبرا وينفرى وايمان عارضة الأزياء وكثيرين جداً كلهم مواطنون أمريكان من أصول إفريقية.
ليس صدفة أن يواكب ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينج يوم15 يناير، يوم أن أعلن الفنانون السود مقاطعتهم حفل الأوسكار، ويوم أن ضربت «جوناس» ضربتها القاتلة.
هل ثمة سبب يجعل سكان العالم الثالث يستعملون ما تفعله جوناس «الجميلة» بسكان العالم الأول؟
الغريب أن أوباما الأسود لما جاء لحكم أمريكا والعالم دشن خطاه بخطى مارتن لوثر كينج واستعار منه لحنا وأغنية (I Have A DREAM) ذلك اللحن والأغنية التى ألهب بها مارتن لوثر كينج عام 1968 مشاعر السود والبيض الأمريكان وانتزع بها حقوق السود فى الانتخابات وأنهى بها عنصرية المواطنين البيض تجاه المواطنين السود، العنصرية التى عادت الآن بقوة وفجور واستفحلت فى عصر أوباما، فى عهد أول رئيس أسود، أول رئيس أسود يطمس بيديه كل أحلام ومكتسبات مارتن لوثر كينج.
ليس صدفة أن يأتى عيد ميلاد مارتن لوثر كينج مع تباشير ثورة مكتومة أشعلها غضب الفنانين السود، مع ثورة أخرى مستعرة وقديمة ومستمرة منذ سنواتٍ من قبل أهالى المواطنين المغدورين السود بعد تفجر وانتشار فضائح الشرطى الأبيض الذى يقتل المواطن الأسود، هل تصدق أن شرطيا أبيض قتل كلب مواطن زنجى أمريكى لأن الكلب «هوهو» لمّا رأى الشرطى يضرب صاحبه الأعزل بالرصاص، ﻻ تصدقهم أرجوك لو تحدثوا عن حقوق الحيوان وﻻ عن حقوق الإنسان.
وليس صدفة أن تواكب «جوناس» كل ذلك وتغطى بلونها الأبيض الناصع سوادا دفينا قد بدأ توا بالانفجار، فهل هى محاسن الصدف التى جمعت الأبيض والاسود فى ميعاد واحد؟ يا مسهل.