الجمعة 20 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دستورهم.. وأسيادهم

دستورهم.. وأسيادهم






ليس فى الدول الصغرى أو الدول المستصغرة وحدهما بل يحدث ذاك السقوط حتى فى أعظم الدول وأعتى الديمقراطيات .. ولسوف تجد حكوماتهم أحيانًا يتعاملون مع دستورهم باعتباره ورقةً بيضاء.. أو ورقة كوتشينة.. أو ورقة بفرة.. أو ورقة يانصيب.. أو ورقة حاجة تانية.. وأحيانًا عدة سيتعاملون معه باعتباره «أستيك».. حتى فى أمريكا.
هذا هو المعنى  الذى نضح ووضح فى اللقاء التليفزيونى الذى أجراه المذيع الأمريكى الأشهر «Charlie Rose» صباح الأربعاء الماضى فى إحدى فقرات برنامجه اليومى الطويل (مع تشارلى روز) على قناة cbs نيوز الأمريكية محاورا تيم كوك مدير شركة «آبل» حول جدلية «الدستور والأمن القومى» أيهما أهم ولمن الغلبة؟ بمعنى لو تعارض تطبيق الدستور مع الأمن القومى للبلاد نطبق الدستور أم لا نطبقه؟ أمريكا لا تطبقه.             
فالخلاف الذى دب منذ عام واستفحل الآن بين «كوك» وبين «وكالة الأمن القومى الأمريكى» ووصل للمحاكم بسبب حادث «سان بيرناندينو» الإرهابى بولاية كاليفورنيا والذى نفذه العام الماضى الإرهابى الأمريكى المغربى الأصل «رضوان فاروق» بمشاركة زوجته بتفجير 20 أمريكيا عن طريق تليفون (آبل) المحمول الخاص بـ«رضوان».. وعلى الرغم من أنه فى ذاك الحادث قد تمت تصفية الإرهابى وزوجته.. فإن الهاتف المحمول آبل قد بقى حيا مغلقا على أسراره عصيا على فك ألغازه فى يد خبراء وكالة الاستخبارات الأمريكية التى -تقول إنها- لم تتمكن حتى الآن من فك شفرته!!!!. وأنها تحتاج تعاون تيم كوك فى ذلك.. تيم كوك الذى يرفض هذا التعاون حفاظًا على خصوصية مستخدمى تليفون شركته.. حفاظاً على خصوصية إرهابيين!!! فالدستور الأمريكى يكفل حرية المواطنين.. لكن الإعلامى الكبير المخضرم تشارلى روز وهو يحاور تيم كوك  لم يقل لضيفه: أنت تكذب يا تيم كوك.
تيم كوك كاذب ولا يعبأ بالدستور الأمريكى بل يدافع عن خصوصية الإرهابيين من أجل بقاء إمبراطوريته وسمعتها وملياراتها.. فالرجل تاجر وابن سوق.. والمال لا دين ولا أخلاق ولا وطن.. ولا دستور له.. وتشارلى روز صمت ولم يرد حينما هدد تيم كوك بالاحتكام للدستور فى المحاكم .. أمريكا التى تقتل مواطنى البلاد البعيدة وتسجن وتحاكم أهالينا فى جوانتانامو وبوغريب وغيرهما لا تعرف شفرة تليفون رضوان!!!! ياسلام.
هذا من ناحية.. من ناحية أخرى من قال إن أمريكا تحترم خصوصية مواطنيها؟ أمريكا هى الدولة رقم 1 فى التجسس على مواطنيها ومواطنى العالم أجمع.. لهذا أشك كثيرًا فى تلك المسرحية التى دارت أمامى على شاشة CBS نيوز فى التاسعة صباح الأربعاء الماضى والتى أدارها بضعف واضح المذيع الأشهر Charlie Rose فى برنامجه اليومى الذى يحاور فيه الرؤساء والملوك والفنانين.
بالطبع وحتى تتضح الصورة ومع كل ما سبق أؤكد أن القانون يطبق هنا فى أمريكا بحذافيره حتى على رئيس الجمهورية.. هذا للعلم.
ومع ذلك لسوف تجد دولا صغرى ودولا عظمى تتعامل مع دساتيرها باعتبارها ورقة مالية أو ورقة بفرة أو ورقة يانصيب أو ورقة لحمة أو ورقة كوتشينة أو ورقة فاضية.