السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التوريث فى الانتخابات الأمريكية

التوريث فى الانتخابات الأمريكية






كنت قد توقفت عن حصر تعداد الشحاتين المنتشرين على أرصفة شوارع نيويورك أولئك المنتظرين عند إشارات المرور لما وجدت أن عددهم ليس كبيرًا كى يصبح ظاهرة، وتوقفت كذلك عن الانشغال بنوعية واعمار المواطنين الذين يراوغون فى دفع ثمن تذكرة الأتوبيس العام بعد أن ارتفع سعرها لـ3 دولارات إلا ربع، وتوقفت أخيرا عن متابعة خطى النسوة اللواتى يحشرن أصابعهن داخل صناديق القمامة الصفراء الكبيرة ويجمعن منها زجاجات المياه البلاستيك الفارغة كى يلقمنها فى فوهة ماكينة إعادة التدوير ثم يسحبن من ذات الماكينة دولارا أو اثنين أو ثلاثة حسب مجهودهن فى جمع الزجاجات.
وقلت هؤلاء الأمريكان طماعون ومحظوظون ألا تكفيهم حرية الفاست فوود  والكامبينج  وممارسة الحب فى أى مكان؟ وتلك الغابات المترامية - التى تنبت وتنمو وحدها - بأشجارها الكثيفة يصنعون من أخشابها بيوتا لهم؟
ألا يكفى هؤلاء الأمريكان الطماعون المحظوظون أن السيدة كلينتون مرشحة الرئاسة المحتملة للانتخابات القادمة قد وعدتهم بمحاربة الكائنات الفضائية، ليس ذلك فقط بل ولسوف تفضح تلك المخلوقات الفضائية، ولسوف تكشف  السرية للأمريكان عن أكبر عدد من الوثائق الخاصة بتلك الكائنات لأن الناس فى بلادها تحب معرفة الحقائق! إيشى خيال يا ناس.. واااااااااو.
السيدة كلينتون - اللى واخدة أمريكا مقاولة - تلك المرأة المكسور قلبها من  مونيكا - التى لم تترك البيت الأبيض منذ أن كانت زوجة لـ«بيل كلينتون» الوسيم الساحر الرئيس الأمريكى السابق، وبعد أن صارت وزيرة الخارجية رقم 67 فى الولاية الأولى لأوباما من 2009 إلى 2013، وها هى تعود لتطرح نفسها رئيسةً لأمريكا - أول امرأة قد تتولى ربما ذلك المنصب - عن الحزب الديمقراطى بعد انتهاء ولاية أوباما الثانية، كلينتون والتى يسمونها هنا فى أمريكا بالمرأة الطماعة أو البطلة الزنديقة تتنافس على رئاسة أمريكا مع  البليونير رجل الأعمال الأشهر دونالد ترامب عن الحزب الجمهورى، ترامب الذى يقوم برنامجه الانتخابى على حظر دخول المسلمين أمريكا وبناء جدار عازل مع المكسيك وترحيل 11 مليون مهاجر.
وبالرغم من تلك الحرب المستعرة بطول الولايات المتحدة كلها وتبادل الاتهامات والفضائح والأسئلة بين مرشحة الديمقراطيين هيلارى كلينتون ذات الـ68 عامًا وبين مرشح الجمهوريين دونالد ترامب ذى الـ69 عامًا إلا أن أحدًا لم يواجه أو يتهم أو يستنكر أو يطرح حتى قضية «التوريث» على هيلارى؟ هم أيضًا لم يفعلوا ذلك من قبل إزاء السايكو والفنان التشكيلى بوش الابن حينما ترشح وفاز فى انتخابات سابقة وقد كان أبوه بوش الأب رئيساً، ربما كانت انتخاباتهم نزيهة وهى كذلك بالفعل.
أنا حتى لا أعرف حتى الآن إجابة عنٰ سؤال عابر ألح فجأة على ذهنى وهو متى يقوم الأمريكان بثورة ؟ ولأى من تلك الأسباب السابقة قد يقومون بها مادام القتل اليومى للمواطنين السود برصاص رجال البوليس البيض لم يدفعهم لذلك؟
ربما يفعلون ذلك حينما تصبح تشيلسى ابنة بيل وهيلارى مرشحة محتملة للبلاد بعد انتهاء ولايتى والدتها.