
هناء فتحى
انتخابات قذرة وشوارع نظيفة
لا يبدو على الأمريكان - فى معظمهم - أنهم مشغولون أو مهمومون بسينما الانتخابات الأمريكية رغم أهميتها وضخامتها وفضائحها وإثارتها الواضحة.. لكنها تبقى مشتعلة ومستعرة ومعروضة فقط فى الميديا والمقار الانتخابية لكل ولاية.. أما الشارع الأمريكى فله شأن آخر.
كانت أخبار وصور تحركات وزيارات مرشحى الحزبين : الجمهورى والديمقراطى تملأ شاشات قنوات نيويورك طيلة الأسبوع الماضى وستستمر حتى نهاية الأسبوع القادم باعتبار أن يوم الحشر والحسم للفائز بالولاية سيكون صباح 19 إبريل.. هانت .
أما الغريب والمريب والمثير أن شوارع وحوائط وأتوبيسات نيويورك كانت نظيفة بلا أى يافطة قماش أو صورة ورق لأى مرشح مر بها طيلة الأيام الماضية! أما الأكثر غرابة أن «أوباما» ذات نفسه ليس له صورة واحدة منذ أن تولى الحكم ملطوعة على جدران الشوارع و داخل أى مؤسسة!
الأربعاء الماضى كان «ترامب» فى (لونج آيلاند) وكانت «كلينتون» السبت الماضى فى (جامايكا كوينز) ولم نعرف بوجودها إلا من خلال الميديا فى صباح اليوم الثانى لحملة كليهما الانتخابية.. فلم يحشرا الناس فى الميكروباص - مفيش فى أمريكا ميكروباص - ولم يزعجا الناس بالميكروفونات ولم يوزعا زيتاً وسكر - ولم يستخدم القساوسة والمشايخ الآيات فى خطب الأحد والجمعة بضرورة الخضوع لأولى الأمر وأهمية المشاركة فى الإنتخابات الرئاسية وأن من يتركها آثم قلبه والعياذ بالله - ولم يلوث مرشحو الحزبين حيطان الشوارع وصناديق القمامة - يحدث فى مصر - بصورهم البهية.. بل لقد سخر الإعلام صباح الأحد الماضى من «هيلارى كلينتون» وهراها تريقة وإيفيهات مصرى أصلى عندما أرادت أن تعمل حركات سينما بتلاتة تعريفة بعد أن أنهت خطبتها وسط جموع مرشحيها فى المقر الانتخابى الخاص بحزبها فى (جامايكا أفينيو) وقامت متجهة إلى محطة المترو عايزة تعمل زى الناس الغلابة يعنى وهتركب «السابوى» زيهم لكنها فشلت فشلا ذريعا فى استخدام كارت المترو الممغنط.
لهذا تبقى العملية الانتخابية للرئاسة الأمريكية فى حيزها السينمائى الهوليودى - فلوس وبورنو وأكشن وتصوير خارجى وداخلى - ولا يعنى هذا أبدا التقليل من أهميتها بل على العكس يعنى أهميتها القصوى على المواطن الأمريكى والعربى كذلك.. فمن سيأتى رئيساً لن يحكم أمريكا وحدها.. لأ واحنا كمان.. وصناعة النجوم الهوليودية ليست أقل أهمية ولا صعوبة من صناعة الرئيس الأمريكى.. وتقريبا المنتج واحد.
حرب شوارع وتقطيع هدوم وتلويث سمعة خاضها مرشحو الحزبين ضد بعضهما البعض حتى بين مرشحى الحزب الواحد.. فلم تكن الصورة العارية لسيدة أمريكا الأولى المحتملة ميلانيا زوجة دونالد ترامب التى نشرها محبو منافسه تيد كروز علىٰ السوشيال ميديا.. بل طالت الفضائح وامتدت حتى هدوم هيلارى كلينتون ومونيكا وبيل كلينتون.. وبدأت الصحف فى إعادة نشر كتب فاضحة عن الرئيس السابق كلينتون ونسائه وغرامياته داخل البيت الأبيض.. طبعاً المقصود بها النيل من هيلارى السيدة الأمريكية الأولى المحتملة.
وبالرغم من قذارة ووساخة السياسة إلا أن الشارع نظيفا للغاية وكأن ما يحدث فيه لا يحدث له؟!
لو كان هذا تعجبا وسؤالا ستكون الإجابة هى: طيب وهو المواطن الأمريكى هيوجع نفوخه ليه.. فالقوى القادرة الخفية اللى بتحكم أمريكا والعالم هتجيب اللى هى عاوزاه.