السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«البيرنس»  الذى مات... مثلنا

«البيرنس» الذى مات... مثلنا






ليس فقط لأن «أوباما» خرج ببيان عاجل فى نصف الليل ينعى فيه بأسى الوفاة المفاجئة والأليمة لمطرب الروك آند رول الأمريكى الأسود «برنس روجر نلسون» الملقب بـ«البرنس» اسما وفعلًا على شاشة التليفزيون البريطانى أثناء وجود الرئيس الأمريكى  بالمملكة المتحدة للاحتفال بعيد ميلاد ملكة إنجلترا، وليقنع - أو ليهدد - الإنجليز  بعدم الخروج من الاتحاد الأوروبى.. وبالمرة ليبارك حفيد «ديانا».. الطفل وولى العهد الذى أيقظوه من عز النوم ليلتقى «أوباما» بالروب دى شامبر.. قال أوباما: مات «برنس» أحد أكثر الموسيقيين الموهوبين فى  زماننا.
ولكن لأن الوفاة جاءت أسيانة هكذا.. فهذا العازف والمغنى الموسيقى العالمى صاحب السبع جوائز جرامى وجائزة أوسكار عن اغنيته (المطر الارجوانى) التى شارك بها كموسيقى تصويرية لفيلم يحمل عنوان الغنوة الحزينة الجميلة.. المغنى الذى لف الدنيا وشاف العالم وعاش بالطول والعرض مات وحيداً على أرضية الاسانسير.. لم يمت على ذراع حبيبة.. ولا فى حضن أسرة.. ولا بين ملايين محبيه.. مات كسعاد حسنى وويتنى هيوستن وعبدالحليم حافظ ومايكل جاكسون وداليدا وأسمهان وهيث ليدجر  وكل الغرباء  على الأرض.. مات البرنس ميتة شعبية بامتياز.. مات مثلنا.
فما أن خرج «أوباما» على شاشة التليفزيون الإنجليزى ليواسى أبناء بلده الذين خرجوا للشوارع بالشموع مفجوعين باكين على وفاة مطربهم المحبب حتى توالت التويتات المعزية من  أوبرا وينفرى وإلتون جون.. والجميع.
لكن آلاف معجبيه وأبناء بلدته مينا بوليس بولاية منيسوتا  كان لهم  رأى آخر.. طلب وحيد أن يتم إطلاق اسم اغنيته الأشهر المطر البنفسجى على الحى الذى ولد وترعرع به.. وبالفعل قاموا بإجراء استفتاء لتحقيق مطلبهم.. هذا الفعل ليس غريباً على الشعب الأمريكى فى مجمله  ولا على أوباما تحديداً المعروف عنه عشقه للموسيقى لدرجة أنه قام منذ شهر بتقديم حفل موسيقى وتم بثه على كل الشاشات هنا.. وليس غريبًا أن تجد الحفلات الموسيقية تقام فى أى مكان حتى محطات المترو والمسارح الفقيرة المتنقلة.
سيبقى موته لغزا كموت المستوحدين فى الأرض.. الذين يغترفون من الدنيا الكثير والكثير.. مشاهير تملأ صورهم بيوت الناس.. لكن قلوبهم ترتعش صقيعا وعيونهم تتفجر دمعا حينما يلجأون لأرواحهم وحيدين حزانى صفر اليدين.
تقول الشرطة الأمريكية إن الوقت لا يزال مبكراً  جداً لإعلان سبب الوفاة.. انتحار  أو  جريمة قتل  أو  جرعة مخدرات زائدة  أو  قضاء وقدر.. هكذا أعلنوا أيضاً لحظة وفاة مايكل جاكسون.. وكذلك الحال بالنسبة لموت المطربة الأمريكية السوداء  ويتنى هيوستن التى ماتت غرقا فى البانيو  بجرعة هيروين زائدة إلا أن أسرتها لا تزال تطالب بتشريح الجثة شكا فى وفاتها مقتولة من قبل  عصابات المخدرات التى كانت تتعامل معهم مطربة وبطلة فيلم «بودى جارد» حيث كانت تدين لتلك العصابات بمبالغ طائلة.  
مات البرنس عادى جداً مثلما نموت نحنُ  لكنه عاش «برنسيس» فلوس وشهرة ونساء.. شرب وإدمان.. يستحم بالحليب والماء المعطر.. يرتدى أفخر الثياب  مرةً واحدةً فقط.. رقص وغنى علىٰ أكبر المسارح. . وسقط  ميتاً علىٰ بلاط عار من الكسوة فى مصعد.. ودفن فى عمق الأرض وحده.