السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مش بس علشان اسمك «سعاد»

مش بس علشان اسمك «سعاد»






سأشق قلب الورم القديم - بشفرة موس حامى- وسأحتمل رائحة الصديد الساخن وشلالات الدماء المتفجرة - وأطرح فى قلب اللحم الموجوع ذاك السؤال الخبيث الصامت: لماذا يعادى - أو لا يقبل - المصرى «المسيحى» أى مصرى مسلم يعيش معه فى بلاد بره أرض مصر بينما لا يفعل ذلك مسيحيو البلاد الأخرى مع مسلمى مصر فى نفس البلد الغريب؟ وبينما لا يظهر المسيحى المصرى نفس الشعور تجاه مسلمى البلاد الأخرى.. فقط تجاه مواطنى بلاده من المسلمين؟
الإجابة معروفة ومطموسة من زمان، هيا لنعترف بها وننظف الجرح القديم -
الإجابة معروفة من زمان، منتشرة فى السر، متداولة كالحرام، تختبئ فى الضمير لتستتر من سوءتها، لكنها بالأمس القريب تحررت وخرجت إلينا متسرسبة من جحرها السحيق، عالية الصوت صارخة مزلزلة فى الزمان والمكان اللذين تم عندها سحل وتعرية ستنا الغالية المصرية المنياوية «سعاد ثابت» فى قرية الكرم مركز أبو قرقاص منيا الفولى، حيث لم يعد للسؤال دهشته القديمة، أما عن الـ 7 بيوت التى حرقها المسلمون؟ يا سيدى لقد حرقوا قبلها بيوتا كثيرة، أما عن النهب وتدنيس الكنائس؟ يا عمى فعلوها سابقاً، أما عن الجزية والتهجير؟ يا خال هذهِ ملعوبة وبالأوامر.
الإجابة كانت مخبوءة من قبل داخل وخارج مئات الحكايا المتشابهات التى استقوى فيها دواعش المسلمين علىٰ مسيحيى مصر علىٰ مدار سنواتٍ طوال دشن بداياتها فى العصر الحديث الرئيس المؤمن محمد أنور السادات يوم أن أضاف فى المادة الثانية بدستور (71) فقرة تقول: إن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وكان دستورا 1923 و 1954 قد اكتفيا فى نفس المادة الثانية بعبارة: الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، بعدها فورا أطلق الرئيس المؤمن محمد أنور السادات الجماعة الإسلامية لتطبق المادة الثانية بمزاجها علىٰ المصريين.
الإجابة ازدادت وضوحا لأن السفلة فعلوها بينما كان شيخنا الطيب ينهى سنواتٍ خمس من القطيعة بين الأزهر والفاتيكان، بين المسلمين والكاثوليك، فعلها السفلة وأفسدوا له قيمة الزيارة التى كان عنوانها الأبرز تصحيح صورة الإسلام فى الغرب، أحرجوه، أبناء المنيا عروس النيل - تلامذة الشيخ عاصم عبد الماجد - الصعايدة وهو الصعيدى - الشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر- القناوى والذى تنتسب أسرته لسيدنا الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه.
الإجابة الخاصة والأهم تكمن عندى أنا: فتلك السيدة سعاد تحمل نفس اسم أمى، أغلى اسم فى الوجود، ولها ذات السمت، وحنان العيون ضياء الروح رغم انكسارها اللحظى.
الإجابة العامة والأهم تكمن أيضا عندى أنا، كيف سيرفع رجل ما - أى رجل - صوته الصاخب من جديد ويدعى أنه فعلا رجل؟