هناء فتحى
فتش عن الأم
من رحم أم إلى صحن جامع إلى قبو زنزانة خرج الإخوان ليشاهدوا الحياة للمرة الأولى دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة الاختيار بين النار والجنة.. بين الصيف والشتاء بين الغدر والرحمة.. تلك المسافة التى يقولون فيها بالبلدى كده (ما تتعرضش لهوا ساقع وانت واخد دُش سخن).. فأصيبوا بالحمى. ومن غزوة الصناديق إلى جماعة الأمر بالمعروف إلى احتقار المرأة إلى إقصاء الأزمنة والمساحات والناس كلها سقط الإخوان فى أول اختبار شعبى حقيقى وصاروا بين خيارين، العودة إلى صحن جامع أو قبو زنزانة أمن دولة.. أما رحم الأم فلم يعد صالحًا لعودتهم- حتى بالمعنى المجازي- وعليك حين تناقش نظرتهم الدونية للمرأة أن تسأل عن رحم الأمل وربما سوف تنتابك التساؤلات الحيرى مثلى عن نوع تلك العلاقة التى كانت بين طفل وأمه جعلته رجلاً يحتقر المرأة! وإذا أردت أن تسأل عن مقدار ومساحة ووزن رجل اسأل أولا عن أمه.. ساعتها لا تتعجب لماذا يصر الأبنودى حتى الآن أن يحكى عن أمه وكأنه طفل مازال يمسك ذيل جلبابها وهى تعبر به فوق جسور الحياة.. ولا تتعجب لماذا صار صلاح جاهين صلاح جاهين! فقط لأنه امتلك أمًا مثل أمه الاستثنائية تلك.. وحكايات العظماء والفاشلين عن أمهاتهم هى ذلك الحبل السرى الذى يسير فوقه الرجال واثقي الخطوة أو منزلقين إلى الهاوية، والمسألة ليست اختراعا لأنه لا جواب على سؤال: لماذا يترك الإخوان النسوة يتعرضن للسحل على يد الشرطة العسكرية والمدنية ولا يرتجف لهم رمش؟ ولماذا يضرب الجندى بكعب حذائه فى صدر امرأة عراها على أسفلت الطريق؟ طبعًا فتش عن الأم.
الأم هى الوطن وهم يكرهون فكرة الأوطان والحدود التى تمد ذراعيها حول أبنائها لا تفرق بين أخ واخته.. لكنهم يؤمنون بالتشرذم وعشق الأنا.. وفى هذا الشأن اسأل عن الدستور.
وعليك أن تسأل سؤالا أخيرًا: هل فعلا يكره الإخوان المرأة؟ وهل محاولاتهم إقصاء النساء من خانة «الحرائر» إلى خانة «المحظيات» وراء سعيهم لامتلاك السلطات كلها؟ ولماذا تحولت المتسولات بعد فوز الحرية والعدالة من سافرات الوجه إلى منتقبات؟ وعليك أن تراقب تلك الظاهرة فى محطات المترو وإشارات المرور؟
الإجابة: هناك نسوة يعشقن كونهن محظيات.






