الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
1000 بقعة ثقافية منيرة

1000 بقعة ثقافية منيرة






حين بدأت العمل بقصور الثقافة تاركا أشرف مهنة على الأرض كمعلم للغة الانجليزية، كان لدى فكرة تراودنى؛ لماذا لا تزيد المواقع الثقافية فى المحافظات إلى ألف موقع ثقافى بدلاً من 575 موقعا ثقافيا تقريبا، كان هذا الرقم حين كنت رئيسا لإقليم شرق الدلتا، وكنت أشطط فى الحلم وأتمنى أن يكون عدد المواقع مثل عدد الزوايا - المساجد الصغيرة - الموجودة فى القرى وتحت العمارات فى كل مكان وأعود لأرض الواقع وأقول لنفسى يجب أن تساوى عدد المواقع الثقافية عدد مراكز الشباب على الأقل، ماذا لو خرج الطفل أو الشاب من المسجد الصغير أو الكنيسة وذهب إلى المكتبة أو بيت أو قصر الثقافة؟ أعتقد أن الأمر سيكون مختلفا، وحين اختمرت الفكرة، أرسلت للشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وقتها طالباً منه تنفيذ فكرة البقع الثقافية المنيرة فى القرى والنجوع وتحمس الرجل بعد أن شرحت له الفكرة وأكدت له أنها لن تكلف الهيئة والدولة شيئا، قال متحمسا ومشفقا: كيف؟
قلت له سنعتمد على تبرعات الآخرين بالأماكن من وزارة الشباب والرياضة والأندية والجمعيات الأهلية  وأثق أنهم سيوافقون، إضافة إلى تأجير بعض الأماكن بأسعار اقتصادية فى القرى.
قال والعمالة؟، قلت: يتم نقل أقرب موظفين لتلك القرى من المواقع الثقافية القريبة بعد تحفيزهم   ونقيم بعضا من تلك البقع فى الأماكن التى بها موظفين لقصور الثقافة ويضطرون للذهاب لأعمالهم فى أماكن بعيدة  ومن الممكن أن نعتمد على الانتداب من المحليات.
 وأضفت: والتأثيث لدينا إمكانية إصلاح الأثاث القديم وشراء بعض ما سنحتاجه والكتب  موجودة فى كل مكان فى الوزارة وبكميات تكفى لعمل مئات المكتبات.
 وبدأنا التنفيذ فورا واعتمدت على ثلاثة أشياء؛ وهى أولا: التعاون مع مراكز الشباب والأندية الرياضية فى تخصيص بعض الأماكن كمواقع ثقافية واستجابت مديرية دمياط للشباب والرياضة بفضل جهود مديرها محمد الشوربجى وخصصت موقعين فى قريتى تفتيش السرو  والبصارتة  ووافق نادى المقاولين العرب وخصص موقعا محترما فى النادى بالجبل الأصفر وتم تصنيفه كبيت ثقافة بعد أن بذلت السيدة هند الصباغ جهداً محترماً وأقنعت المقاولين العرب بعمل بيت ثقافة داخل النادى وأرسل الترسانة وبعض الجمعيات طلباً لذلك وكانت المرحلة الثانية هى اعتمادنا على بعض التبرعات طلباً لذلك وتم عمل مكتبة العبيدية مركز فارسكور بتبرع أحد أبناء القرية وتبرع الكاتب الصحفى الكبير بالأهرام الدكتور سعيد اللاوندى بمكان جيد وتم عمل مكتبة ثقافية بقرية المهندس بالدقهلية وأرسل الكاتب إيهاب الوردانى طلباً لجمعية أهلية فى قرية مجول وكانت المرحلة الثالثة تعتمد على الإيجار الرمزى وتم ذلك بجهود الزميل سامى حنفى مدير عام المنوفية وتعاونه مع المجالس المحلية والجمعيات الأهلية وتم عمل ثلاثة مواقع فى قرى سبك الضحاك وكفر أبو محمود  ومكتبة عفيفى مطر برملة الأنجب دون أن يكلف الهيئة شيئا غير الإيجار الرمزى  وتم أيضا إيجار مكان لعمل مكتبة ثقافية بقرية كفور الغاب مركز كفر سعد  وقام الشاعر سعد عبد الرحمن  والدكتور محمد أبو الفضل بدران بافتتاح بعض المواقع ولا أنسى مقولة الشاعر سعد عبد الرحمن حين افتتح مكتبة كفور الغاب والمهندس أنه سعيد بهذه الأماكن أكثر من القصور الكبيرة.
الجدير بالذكر أن الهيئة لم تتكلف شيئا يذكر لإنشاء تلك المواقع الصغيرة التى صارت كالبقع المنيرة والجميل أن الصديق الدكتور يوسف وردانى معاون وزير الشباب والدكتورة نعمات ساتى وكيل وزارة الشباب والرياضة أخبرانى أن وزارة الشباب والرياضة بدأت فى تجهيز أول 15 مكتبة ثقافية متميزة بمراكز الشباب وأتمنى أن تتعاون وزارة الثقافة فى دعم هذه المكتبات بالكتب والأنشطة الثقافية والفنية.
و يبقى السؤال، هل يستكملون تنفيذ الفكرة؟ فلعلنا نصل لعدد يسمح لنا بالتواجد بجوار مراكز الشباب والزوايا المنتشرة فى كل مكان، ليخرج الطفل والشاب منهما بعد ممارسة الرياضة وأداء شعائره ليجد كتابا ونشاطا ثقافيا وفنيا مفيدا وممتعا لنبنى إنسانا يواجه المستقبل ويقاوم كل صور التطرف.