السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الخروج بفضيحة وجرسة وزفة بلدى

الخروج بفضيحة وجرسة وزفة بلدى






يبدو وكأنه صار تقليدا وطقساً موسمياً اعتياديا، أن يخرج كل رئيس أمريكى من بيته الأبيض بفضيحة، وجرسة، وزفة بلدى فشر زفة حسب الله تماماً، وتحديداً عند اقتراب نهاية مدة ولايته الرئاسية المشئومة!! وهو ما حدث لأوباما فى قمة العشرين منذ أسبوعين موصوفا بـ «ابن العاهرة» وقبل انتهاء مدة ولايته بشهرين.
تقدر تقول كده: إنه صار مقدرًا ومكتوبا علىٰ الجبين أن يعتاد الشعب الأمريكى المسكين مشاهدة رئيسه «السعيد الغالى» وهو بيتمسح بكرامته أرض وحيطان بلادنا - شرقنا الأوسط التعيس الرخيص - وأمام شاشات العالم وعظمائه وصعاليكه، تراجيديا آسيوية مسحت اليونانية بأستيكة، تراجيديا ما بعد الحداثة بشوية وشويتين.. بعد أن كانت فضائح الرؤساء الأمريكان تتم داخل الولايات نفسها.. نيكسون وبيل كلينتون.. مثلاً.
فهل فوجئ العالم حقاً فى قمة الاسيان المنعقدة فى الصين منذ أسبوعين بالرئيس الفلبينى «رودريجو دوتيرتى» وهو يسب وينعت الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه (Son of A Whore) يعنى ابن الست اللى مش كويسة، هذا لأن أوباما يتدخل فى شئون الفلبين؟ فتم سبه فى مؤتمر صحفى عالمى وأمام عدد من رؤساء وزعماء الدول ومراسليها؟ أظن أنه قد تم عن قصد تجهيز إهانة لأوباما لحظة وصوله بطائرته الأمريكية حين لم يجد استقبالا رسمياً ولا سجادة حمراء ممدودة أسفل سلم الطائرة فخرج من السلم الخلفى مثل أى حارس أمن أو طباخ أو كوافير عند سعادته.. هل قرر ضمير العالم أن يسحب السجاد الأحمر من تحت قدمىّ أوباما وكأنه يكفيه الدم الأحمر الآسيوي الإفريقى الذى سال «منا» وداس عليه بحذائه ذى الماركة الأمريكية سنين طوال.. هذا فى الوقت الذى تصرف فيه الصينيون بشكل مخالف عكسى تجاه الرئيس الروسى «بوتين» غريم الأميركى.. لا.. لا أظن أن العالم قد فوجئ بمرمطة أوباما وبمسح كرامته أرض المطار الصينى، ولا بسب أمه الله يرحمها أمام الكاميرات من الرئيس الفلبينى.. لأن العالم لم ينس «حذاء بوش».. الحذاء الذى تلقاه جورج بوش الابن علىٰ رأسه وعلى العلم الأمريكى الشهير أثناء تواجده فى العراق المحتل امريكيًا منذ 2003، حذاء على رأس بوش قبل انتهاء مدة ولايته بـ 17 يوما أيضاً بجواره كان يقف نورى المالكى؟ الحذاء الذى صوبه ببراعة الصحفى العراقى منتظر الزيدي عام 2008 أمام كاميرات الدنيا صائحا وهو يلقى بالفردة الأولى: هذهِ قبلة الوداع من الشعب العراقى أيها الكلب الغبى.. ثم حين ألقاه بالفردة الثانية صاح الزيدى: وهذهِ من الأرامل والأيتام والعراقيين الذين قتلتهم فى العراق.
ومثلما فعل أوباما فى تلك الظروف العصيبة فعل بوش، ولا أى اندهاش يا باشا! قال بوش: أظن أن الحذاء مقاسه 10.
وقال أوباما : مثل هذهِ التصرفات لا يجب أن تؤثر فى العلاقات بين الدول.
ثمة معنى آخر فى التراجيديا الأميركية هذهِ تقول أنك مهما كنت حاكماً قوياً جبارا غنياً، فلست شيئا مادمت تفتقد الأخلاق والضمير.. مادمت لا تعرف الحق والفضيلة والعدل.. ثمة معنى آخر فى التراجيديا الأمريكية الحديثة يقول لكل رئيس يشبه أوباما يا Son of A Whore .
يبقى السؤال لتنتقل المأساة وتتطور: أين وكيف ستتلقى هيلارى كلينتون نصيبها؟